المنتخبات المرشحة تضع نفسها في عنق الزجاجة بالأدوار الفاصلة ليورو 2016
باريس - د ب أ
على عكس المتوقع ، وعلى خلاف ما يطمح إليه المنظمون ومسؤولو بطولة كأس الأمم الأوروبية والاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بتجنب المواجهات المباشرة المبكرة بين المنتخبات المرشحة في الأدوار الأولى ، وضعت نتائج الدور الأول للنسخة الحالية (يورو 2016) المرشحون الخمسة الكبار في عنق الزجاجة.
وأسفرت نتائج دور المجموعات خمسة من هذه المنتخبات في مواجهة بعضها البعض في الأدوار الفاصلة حيث تسير منتخبات أسبانيا حامل اللقب ووصيفه الإيطالي وفرنسا صاحبة الأرض وألمانيا بطلة العالم والمنتخب الإنجليزي المرشح بقوة للمنافسة على اللقب في طريق واحد نحو النهائي فيما لا يضم الطريق الموازي لحسم الطرف الآخر للمباراة النهائية أيا من المنتخبات الكبيرة.
ويضم طريق المرشحين البارزين في يورو 2016 خمسة منتخبات جمعت فيما بينها ألقاب 20 بطولة كبيرة (بطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية) فيما لا يضم الطريق الآخر أي من المنتخبات التي أحرزت أي من اللقبين العالمي والأوروبي مما يعني أن النهائي سيضم منتخبا واحد على الأقل لم يسبق له الفوز باللقب فيما قد يكون الفريق الآخر من المتوجين سابقا باللقب أو غير المتوجين باللقب أيضا.
والحقيقة أنه من بين المنتخبات الخمسة الكبيرة ، كانت منتخبات فرنسا وإيطاليا وألمانيا فقط هي من أدت دورها في مرحلة المجموعات على أكمل وجه وتصدرت مجموعاتها في الدور الأول ولكن بعض الأخطاء من المنتخبين الأسباني والإنجليزي كانت سببا في دخول الفريقين على نفس الخط مع المنتخبات الثلاثة الأخرى ليزدحم الطريق نحو أحد مقعدي المباراة النهائية بالمنتخبات الأبطال فيما يخلو الطريق نحو المقعد الآخر من أي أبطال سابقين على المستويين العالمي والأوروبي.
ولم يكن لقرعة البطولة أو لليويفا دور في هذه الحالة من عدم التوازن بين الطريقين المؤديين للنهائي وإنما كان ذلك بسبب احتلال كل من المنتخبين الأسباني والإنجليزي المركز الثاني في مجموعته على عكس معظم التوقعات.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أمس الأربعاء أن عدم التوازن بين الطريقين يعود للأخطاء.
وأحرز المنتخب الألماني لقب كأس العالم أربع مرات إضافة لثلاثة ألقاب أوروبية مقابل أربعة ألقاب عالمية ولقب أوروبي واحد للمنتخب الإيطالي (الآزوري) ولقب عالمي واحد وثلاثة ألقاب أوروبية للمنتخب الأسباني ولقب عالمي واحد ولقبين أوروبيين لفرنسا ولقب عالمي واحد للمنتخب الإنجليزي.
وبهذا ، سيضمن أحد هذه المنتخبات فقط مقعدا في النهائي المقرر في العاشر من تموز/يوليو المقبل.
وفي نفس الطريق ، تتنافس مع هذه المنتخبات ثلاثة فرق لا تحظى بترشيحات كبيرة هي أيسلندا وسلوفاكيا وأيرلندا ولكن تظل المفاجآت واردة بما في ذلك إمكانية بلوغ أحد هذه المنتخبات الثلاثة إلى النهائي على حساب المنتخبات الخمسة الكبيرة وهو ما يعني نهائي خال من الأبطال السابقين.
كما أن وصول أي من هذه المنتخبات الثلاثة أو المنتخب الإنجليزي للنهائي سيؤكد وجود بطل جديد يضاف إلى السجل الذهبي في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية حيث لم يسبق للمنتخب الإنجليزي الفوز بلقب البطولة الأوروبية من قبل.
وفي الطريق الآخر المؤهل للمقعد الثاني بالنهائي ، يلتقي المنتخب السويسري نظيره البولندي وتلعب كرواتيا أمام البرتغال وويلز أمام أيرلندا الشمالية والمجر أمام بلجيكا.
وكان من المفترض أن يكون المنتخبان الأسباني والإنجليزي في هذا الطريق ولكنهما فرطا في صدارة مجموعتيهما لصالح المنتخبين الكرواتي والويلزي على الترتيب ليبتعدا عن الطريق السهل إلى الطريق الآخر الحفوف بالمخاطر والصعاب.
ونتيجة لهذا ، سيلتقي المنتخب الأسباني حامل اللقب نظيره الإيطالي في دور الستة عشر لتكون المباراة بينهما مواجهة مكررة لنهائي البطولة في نسختها الماضية عام 2012 بدلا من أن يلتقي المنتخب الأسباني فريقا احتل المركز الثالث في مجموعته بالدور الأول وهو المنتخب البرتغالي في هذه الحالة.
ويصعد الفائز من المباراة بين المنتخبين الأسباني والإيطلي للقاء الفائز من لقاء ألمانيا وسلوفاكيا.
وإذا تغلب المنتخب الأسباني على نظيره الإيطالي وعبر المنتخب الألماني (مانشافت) نظيره السلوفاكي ، ستكون المباراة بين المنتخبين الأسباني والألماني في دور الثمانية مواجهة مكررة لنهائي البطولة في 2008 .
وإذا اجتاز المنتخب الأسباني العقبة الألمانية وبلغ المربع الذهبي ووجد نفسه في مواجهة المنتخب الفرنسي ، في حالة بلوغ الأخير نفس الدور ، ستكون المواجهة بينهما في المربع الذهبي تكرارا لنهائي البطولة في 1984 بفرنسا.
وذكرت صحيفة "آس"الأسبانية الرياضية أمس الأربعاء : "الآن ، أصبح المنتخب الأسباني مطالبا بإحراز اللقب عبر الطريق الصعب ، وأمام أقوى المنافسين".
ولكن سيرخيو راموس نجم دفاع الفريق قال : "لإنهاء البطولة على منصة التتويج باللقب ، عليك الفوز في مواجهة أقوى الفرق إن عاجلا أو آجلا".
ويتحمل راموس نفسه بعض اللوم لسلوك فريقه هذه الطريق الوعرة بعدما أهدر ركلة جزاء احتسبت للمنتخب الأسباني أمس الأول الثلاثاء ولك في الدقيقة 72 من المباراة التي خسرها 1 / 2 أمام نظيره الكرواتي.
وكان التعادل في هذه المباراة كافيا ليتصدر المنتخب الأسباني مجموعته ولكن تسديدة إيفان بيرسيتش قبل قليل من نهاية المباراة منحت المنتخب الكرواتي الفوز والصدارة.
وفي المقابل ، فعل المانشافت ما كان يريده حيث تصدر مجموعته في الدور الأول بعد فوزه 1 / صفر على أيرلندا الشمالية أمس الأول الثلاثاء وحافظ على نظافة شباكه في المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول للبطولة.
وتختلف وجهة نظر يواخيم لوف المدير الفني للمانشافت عن رأي المدافع الأسباني راموس ؛ حيث قال : "أتطلع للأدوار الفاصلة ، إنها المباريات الرائعة. تكون الكثير من الأمور على المحك ، وتكون الإثارة حاضرة".
ويدرك المنتخب الألماني أن المواجهة مع نظيره السلوفاكي لن تكون نزهة في دور الستة عشر حيث سبق له الخسارة 1 / 3 أمام نفس الفريق في مباراة ودية الشهر الماضي.
وإذا اجتاز المانشافت هذه المباراة ، سيكون على الفريق أن يشعر بالقلق إذا تأهل الآزوري على حساب الماتادور الأسباني لأن المانشافت لم يهزم الآزوري في أي مواجهة سابقة بين الفريقين في البطولات الكبيرة.
ولكن المواجهة مع الماتادور الأسباني لن تكون أفضل كثيرا بالنسبة للمانشافت حيث سبق لفريق لوف أن خسر أمام الماتادور في نهائي يورو 2008 .
وحتى إذا ، اجتاز المانشافت أي من العقبتين ، سيكون عليه اجتياز تحد صعب آخر أمام أصحاب الأرض علما بأن المنتخب الفرنسي فاز بالبطولتين السابقتين اللتين استضافتهما بلاده وذلك في يورو 1984 ومونديال 1998 . وقد لا يكون التحدي مع المنتخب الفرنسي وإنما مع المنتخب الإنجليزي إذا نجح الأخير في الإطاحة بأصحاب الأرض من دور لثمانية في حالة تأهل الفريقين لهذا الدور.
ويلتقي المنتخب الفرنسي نظيره الأيرلندي في دور الستة عشر فيما يلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره الأيسلندي. ومن المؤكد أن كلا من المنتخبين الفرنسي والإنجليزي يتمنى ألا يلاقي الآخر في دور الثمانية للبطولة وألا يواجه ألمانيا أو إيطاليا أو أسبانيا في المربع الذهبي.
وذكرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية : "منافس يمكن الفوز عليه في دور الستة عشر ثم نواجه الجحيم".
وكان من الممكن أن يتغير الموقف بالنسبة للمنتخبين الإنجليزي والفرنسي إذا لم يسقط المنتخب الإنجليزي في فخ التعادل السلبي مع نظيره السلوفاكي في ختام مبارياته بالدور الأول.
ولهذا ، أصبح روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي في مرمى الانتقادات لأنه أجرى العديد من التغييرات على تشكيلته الأساسية في لقاء سلوفاكيا وهو ما وضع فريقه في هذا المأزق بشكل كبير ليصبح استمراره مع الفريق في مهب الريح إذا وصل لدور الثمانية وسقط أمام أصحاب الأرض.
وذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أمس الأربعاء : "في المشهد الخلفي ، هناك اعتقاد راسخ بأن الفريق لم يكن بحاجة ليصعب المهمة على نفسه بهذا الشكل الهائل حيث منح هودجسون الفرصة لنحو نصف دزينة من اللاعبين لخوض المباراة الأولى لهم في البطولة.
ورغم هذا ، يظل هودجسون مدافعا عن رأيه ومتفائلا بمسيرة الفريق في البطولة حيث أكد أن الفريق سيواصل تقدمه في البطولة بغض النظر عن الطريق التي سيسلكها.
وأوضح : "لا نعلم ما إذا كان الطريق سيصبح أصعب أم لا لأننه من الصعب معرفة أي المنافسين أقوى من الآخر وأيهما ليس هكذا" مشيرا إلى أنه بالنظر لترتيب المنتخبات المتأهلة لدور الستة عشر في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) يمكن التعرف على ما ينتظر كل فريق.
ويشير هودجسون بهذا إلى أن الطريق نحو المقعد الآخر بالنهائي يضم منتخب بلجيكا المصنف الثاني عالميا كما يضم المنتخب البرتغالي المصنف الثامن عالميا.