وزارة العدل الأميركية تعترض على اقتراح أوباما بشأن غوانتنامو
نيويورك - رويترز
صرح مسئولون كبار بالإدارة الأميركية بأن الرئيس باراك أوباما يواجه مجدداً استياء من داخل إدارته، هذه المرة من جانب وزيرة العدل لوريتا لينتش بسبب خططه إغلاق سجن خليج غوانتنامو العسكري.
لينتش ممثلة الادعاء الاتحادية السابقة التي عينها أوباما وزيرة للعدل قبل عامين تعارض اقتراحاً يدعمه البيت الأبيض بالسماح لسجناء غوانتنامو بالاعتراف بارتكابهم أنشطة إرهابية أمام محكمة اتحادية وذلك من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة حسبما قال المسئولون.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة تدخلت لينتش مرتين لعرقلة مقترحات من الإدارة تتعلق بهذا الأمر قائلة إنها ستنتهك قواعد العدالة الجنائية القائمة منذ فترة طويلة. في المرة الأولى عرقل اعتراضها الذي جاء في اللحظات الأخيرة اقتراحاً تشريعياً طرحه البيت الأبيض للسماح بعملية الاعتراف بالذنب عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة وذلك بعد مفاوضات بين الأجهزة المعنية وبعد صياغات قانونية على مدى شهرين تقريباً.
وفي المرة الثانية حالت لينتش دون موافقة الإدارة علنا على اقتراح في مجلس الشيوخ بإجازة الاعتراف بالذنب عبر دوائر الفيديو.
وقال مسئول كبير بإدارة أوباما "إنه صراع مرير بين الأجهزة المختلفة". ويؤيد المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه اقتراح الإدارة. وأكد مسئولون بالبيت الأبيض أن أوباما يؤيد المقترح. لكن الرئيس يحجم عن تجاهل اعتراضات لينتش، أرفع مسئول عن إنفاذ القانون بالإدارة.
وقال مسئول بالبيت الأبيض طلب عدم نشر اسمه "هناك عراقيل. أكبر محامية تلقي بثقلها... وهذه ساحة وزارة العدل".
وإن تم إقرار الاقتراح الذي يدعمه أوباما فإنه سيتيح للمحتجزين المشتبه بضلوعهم في أنشطة إرهابية والذين يقرون بالذنب أن يمضوا فترة الاحتجاز في سجن ببلد ثالث دون أن تطأ أقدامهم الولايات المتحدة. وسيتحاشى الاقتراح بذلك حظرا فرضه الكونغرس على نقل المحتجزين إلى الولايات المتحدة مما ترك عشرات السجناء في حالة غموض قضائي طويل الأمد في غوانتنامو.
وتعهد أوباما بإغلاق السجن خلال فترة رئاسته. لكن رغم أن المنشأة شهدت إطلاق سراح نحو 160 سجيناً لا يزال بها 80 محتجزا.
ويحظى اقتراح الاعتراف بالذنب عبر دوائر الفيديو بتأييد واسع داخل الإدارة بما في ذلك تأييد مسئولين كبار بوزارتي الخارجية والدفاع. وامتنع متحدث باسم وزارة الدفاع عن التعليق.
وكان أكبر المتحمسين للمقترح محامون يمثلون ما يصل إلى 12 محتجزا في غوانتنامو ويريدون إخراج موكليهم من موقع احتجاز غير واضح المعالم. ويعترض الجمهوريون في الكونغرس على خطط الرئيس لإخلاء السجن على أساس أن كثيراً من المحتجزين شديدو الخطورة. لكن هناك أيضاً قدرا من التأييد للاقتراح يجمع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وهو أمر نادر في الجدل حول غوانتنامو.
وقال المتحدث باسم السناتور لينزي جراهام، كيفين بيشوب وهو صوت جمهوري بارز في قضايا الدفاع والأمن القومي إن جراهام "مفتون" بالاقتراح.
وفي حين أن تأييد سناتور جمهوري للاقتراح سيضمن بلا شك استقطاب أصوات ضرورية لتمريره فإنه يعطيه أيضا فرصة أفضل من خطط تقترح نقل المحتجزين من كوبا إلى الولايات المتحدة.
وقال مسئولون بالإدارة إن أوباما يرى أن الاعتراف بالذنب عبر الدوائر التلفزيونية خطوة مهمة تجاه إغلاق المنشأة تجعله يفي بواحد من أوائل تعهداته كرئيس. ومن ضمن السجناء الثمانين المتبقين في غوانتنامو هناك نحو 30 مسجونا وافقت هيئة مراجعة تضم ممثلين عن الإدارات الأميركية المختلفة على نقلهم إلى بلد ثالث. وقال مسئولون بالإدارة إن من المتوقع خروج هؤلاء من غوانتنامو خلال أسابيع.