ملكة بريطانيا تسأل ضيوفها عن جدوى الاتحاد الأوروبي
الوسط - المحرر السياسي
يستمر انشغال الصحافة البريطانية بالاستفتاء المقرر غدا الخميس للتصويت على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودخلت ملكة بريطانيا على خط النقاش بين المؤيدين للبقاء والمدافعين عن الخروج، بحسب تقرير لموقع قناة "الجزيرة" اليوم الاربعاء (22 يونيو / حزيران 2016).
فقد ذكرت تلغراف أن ملكة بريطانيا دخلت على الخط باستطلاع رأي بعض ضيوفها أثناء مأدبة عشاء حول هذا النقاش، قائلة "أعطوني ثلاثة أسباب وجيهة بشأن لماذا يجب أن تبقى بريطانيا جزءا من أوروبا".
ونقلت الصحيفة عن كاتب سيرة الملكة روبرت ليسي أن تعليقاتها توحي بأنها قد تعني أنها تفضل الانسحاب من الاتحاد، لكن مصادر ملكية ألمحت إلى أن العبارة المنسوبة للملكة كانت "سؤالا وليس بيانا".
ومع ذلك أشارت الصحيفة إلى أن الطبيعة الموجهة للسؤال المزعوم تضيف ثقلا للمزاعم السابقة بأن الملكة تفضل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي مناظرة ساخنة، نشرتها الصحيفة نفسها، بين أبرز الداعين للخروج والمؤيدين للبقاء، قال فيها عمدة لندن السابق بوريس جونسون، وهو من الداعين للخروج من الاتحاد، إن يوم الجمعة المقبل سيكون بمثابة "يوم استقلال بريطانيا"، بينما اتهمته زعيمة حزب المحافظين الأسكتلندي روث ديفدسون "بالكذب" بشأن الكلفة التي ستدفعها أوروبا وتركيا وإنشاء جيش للاتحاد الأوروبي، واتهمه عمدة لندن الحالي صديق خان بترويج "أكاذيب كبيرة" حول مزاعم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
من جانبها، علقت ذي غارديان على هذا النقاش المحتدم بأن الكثير منه يجري على مستوى الشتائم والمزاعم والتأكيدات غير المتيقنة، وأن هناك -بمزيد من التدقيق- العديد من المجالات التي لا يصعب معها التعرف على الآثار المدمرة للخروج مثل الصحة والخدمات الصحية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بطاقات التأمين الصحي الأوروبية، التي ضمنت لسنوات طويلة العلاج الطارئ للبريطانيين أينما كانوا في الاتحاد الأوروبي ستختفي بالطبع في حالة الخروج، تاركة الحكومة البريطانية تتفاوض على ترتيبات جديدة مع كل بلد على حدة.
وقالت إن 1.2 مليون بريطانيا يعيشون في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، بما في ذلك نحو ثلاثمئة ألف في إسبانيا، يعتمدون على هذه التسهيلات، ويجب ألا ننسى أن حرية الحركة هذه تعمل في الاتجاهين، وأوضحت أن حرية الحركة التي تسمح لأفضل العلماء في أوروبا بالبحث عن المال والسفر لمراكز الأبحاث البريطانية يجب أيضا عدم إهمالها.
وفي مجال البيئة، فالاتحاد الأوروبي يقود العالم في مكافحة تغير المناخ، وبريطانيا ستكون في وضع أقوى لخوض هذه المعركة بالتعاون مع الحكومات الأوروبية الأخرى من أن تكون وحدها.
أما مقال صحيفة تايمز فقد أشار إلى وجود توتر بين سياسة واقتصاد حملة الخروج يمكن أن تثبت خطورته إذا قدر لها الفوز في استفتاء الغد.
وتخيل الكاتب أنه خلال هذا الاستفتاء ظهرت دولتان من أصل واحد هما (ليفيا Leavia) دولة الخروج و(ريمينا Remainia) دولة البقاء، حيث يستفيد سكان "ريمينا" من العولمة ولديهم شهادات جامعية ويعيشون في مدن أممية ولا يخافون المشاركة السياسية والاقتصادية الدولية لأنهم هم الذين يقومون بالمشاركة، وهم أكثر استعدادا لتقبل التغيير ويكونون غالبا راضين بتكاليفها.
وأما سكان "ليفيا" فيشعرون بوطأة كل جنيه مكتسب أو منفق ومستوى تعليمهم الرسمي أقل، وهم أكثر حذرا بشأن القوى الدولية، وأكثر بعدا عن السلطة، ويعيشون في مجتمعات مستقرة وأكثر مقاومة للتغيير.
وختم بأن سياسة حملة الخروج ستسير في طريق واقتصادها سيسير في طريق آخر مما يمكن أن يؤدي إلى كارثة.