كأس أوروبا 2016: البرتغال تواجه خطر الخروج وساعة الحقيقة تدق أمام رونالدو!
نيقوسيا - أ ف ب
تواجه البرتغال خطر الخروج من الدور الأول لكأس أوروبا لكرة القدم الجارية في فرنسا عندما تلتقي المجر غدا (الأربعاء) في ليون ضمن المجموعة السادسة في مباراة لا مجال فيها غير الفوز.
وتلعب أيسلندا الضيفة الجديدة على النهائيات مع النمسا في مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها.
تتصدر المجر ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط (من فوز على النمسا 2-صفر وتعادل مع أيسلندا 1-1)، مقابل نقطتين لأيسلندا (تعادلت أيضا مع البرتغال سلبا)، ونقطتين للبرتغال (سقطت أيضا في فخ التعادل السلبي مع النمسا)، ونقطة للنمسا.
البرتغال - المجر دقت ساعة الحقيقة أمام مهاجم ريال مدريد الاسباني كريستيانو رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ثلاث مرات، فبعد مباراتين عقيمتين اكتفى فيهما بـ20 محاولة على المرمى أمام أيسلندا والنمسا، يجد نفسه مطالبا باستنساخ لمحة ما أو هدف ما من الأهداف الغزيرة التي قادته إلى المجد مع النادي الملكي.
وليس هذا فقط، بل إن رونالدو كان أمام فرصة ذهبية ليصبح أول لاعب في تاريخ كأس أوروبا يسجل في أربعة نهائيات متتالية، فبعد عدة محاولات وجد نفسه وجها لوجه بمواجهة الحارس النمسوي روبرت المر اثر ركلة جزاء في الدقيقة 79، لكنه سدد الكرة بالقائم الأيمن للمرمى.
وكان المهاجم البرتغالي سجل هدفين في كأس أوروبا 2004، وهدفا في 2008، وثلاثة أهداف في 2012.
بدا رونالدو متوترا، فانتقد أولا الأداء الدفاعي للأيسلنديين بعد المباراة الأولى ما عرضه إلى انتقادات قاسية واتهامات بـ"التعجرف"، ثم خاض المباراة الثانية تحت الضغط إلى أن أهدر ركلة الجزاء.
وعلق النجم البرتغال على ذلك قائلا "فشلت في التسجيل. أنا مستاء لأنني كنت في حالة بدنية جيدة. أهدرت ركلة جزاء ولكن هذه هي كرة القدم"، مضيفا "لكنني متأكد بأننا سنطور مستوانا من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي".
واللافت أنها ركلة الجزاء التاسعة عشرة التي يهدرها رونالدو في مسيرته حتى الآن، وهو الذي يملك سجلا تهديفيا رائعا، ويكفي انه حقق انجازا غير مسبوق بتسجيله أكثر من خمسين هدفا في كل من المواسم الخمسة الماضية مع فريقه ريال مدريد الاسباني.
وسجل في الموسم الماضي 51 هدفا للنادي الملكي، منها 16 في دوري أبطال أوروبا إذ قاده فيها إلى تعزيز رقمه القياسي بإحراز اللقب الحادي عشر على حساب جاره اتلتيكو مدريد بركلات الترجيح 5-3، بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتابع "اللاعبون بحاجة إلى الاعتقاد بان التأهل لا يزال ممكنا، إذا فزنا سنتأهل، وأيضا يتعين على الشعب البرتغالي والمشجعين الذين يحبون البرتغال أن يؤمنوا بذلك".
وتحدث عن الحظ السيء الذي لازمه في المباراتين الأوليين بقوله "لن يدوم إلى الأبد، يجب أن نثق بأن الأمور ستسير بشكل أفضل".
لكن رونالدو حطم رقما قياسيا آخر أمام النمسا في عدد المباريات مع منتخب البرتغال، رافعا رصيده إلى 128 مباراة، بعد أن كان متعادلا مع النجم السابق لويس فيغو، وعادل الرقم القياسي في عدد المباريات في البطولة بعدما خاض مباراته الـ16 ولحق بالحارس الهولندي ادوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام في صدارة اللاعبين الأكثر خوضا للمباريات في البطولة.
ورونالدو هو أفضل هداف في تاريخ منتخب البرتغال أيضا برصيد 59 هدفا، لكنه يدرك انه في الحادية والثلاثين وإنها قد تكون فرصته الأخيرة مع المنتخب على الأقل في كأس أوروبا، وانه يتعين عليه تقديم أفضل ما لديه لقيادته إلى ثمن النهائي واللحاق بالكبار.
ودافع مدرب البرتغال فرناندو سانتوس عن رونالدو بقوله "انه لاعب سجل الكثير من الأهداف وأنا واثق من انه سيسجل في المباراة المقبلة أمام المجر"، بعد أن كان رفض الحديث عن إهدار ركلة الجزاء بعد المباراة مباشرة.
وأوضح "سنخوض مباراة نهائية ضد المجر، ومصيرنا لا يزال بأيدينا".
تشارك البرتغال في النهائيات للمرة السابعة، وهي كانت على وشك تدوين اسمها في سجلات المنتخبات الفائزة بوصولها إلى نهائي 2004 على أرضها بقيادة النجم لويس فيغو، إذ كان رونالدو في التاسعة عشرة حينها، لكنها خسرت أمام اليونان صفر-1. كما بلغت نصف نهائي 1984 و2000 و2012.
في المقابل، غابت المجر العريقة عن البطولات الكبرى منذ مونديال 1986، بعد أن جلبت إلى عالم المستديرة أسماء رنانة على غرار فيرينك بوشكاش في خمسينيات القرن الماضي، وتشارك في كأس أوروبا للمرة الثالثة فقط بعد 1964 و1972، وهي بالكاد تأهلت إلى النهائيات اثر حلولها ثالثة في مجموعة متواضعة تصدرتها ايرلندا الشمالية ورومانيا، فحجزت بطاقتها بعد ملحق على حساب النروج.
فاجأت المجر بقيادة المدرب الألماني برند شتورك النمسا القوية جدا في التصفيات في المباراة الافتتاحية وأسقطتها بهدفي ادم شالاي وزولتان شتيبر، محققة فوزها الأول في البطولة منذ 1964، ثم حصدت نقطة من تعادلها 1-1 مع المجر، وفوزها او حتى تعادلها سيقفز بها إلى ثمن النهائي.
وتفوقت البرتغال على المجر في المباريات الخمس التي جمعت بينهما حتى الآن، وتعود المواجهة الأخيرة لهما إلى تصفيات كأس العالم 2010.
النمسا - أيسلندا دخل منتخب النمسا التصفيات مرشحا قويا لحجز إحدى البطاقتين المباشرتين للمجموعة السادسة إلى ثمن النهائي، بعد مسيرة ممتازة في التصفيات فاز فيها في تسع مباريات متتالية عقب تعادل مع السويد في المباراة الأولى.
ولكن فريق المدرب الألماني مارسيل كولر سقط أمام المجر في الجولة الأولى، ثم خرج بتعادل سلبي مع رونالدو ورفاقه في الثانية، ويقف الآن أمام فرصة أخيرة تتمثل بالفوز على استاد "سان دوني" في ضواحي باريس، والا المغادرة من الدور الأول.
الفوز سيرفع رصيد النمسا إلى 4 نقاط وسيؤهلها مباشرة مع المجر في حال فوزها أو تعادلها مع البرتغال، في حين أن فوز الأخيرة سيدخلها في حسابات أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في جميع المجموعات.
وتملك أيسلندا التي تشارك في النهائيات للمرة الأولى في تاريخهاـ طموحات التأهل إلى ثمن النهائي بدورها في حال فوزها لأنها سترفع رصيدها إلى 5 نقاط. وأيسلندا هي اصغر بلد يشارك في البطولة إذ لا يتجاوز عدد سكانها 330 ألف نسمة.
وقال كولر صاحب النهضة الكبيرة مع منتخب النمسا والذي جدد عقده لمدة عامين "بالتأكيد لا يمكننا أن نفترض أن مباراتنا مع أيسلندا ستكون سهلة"، مضيفا "ستكون مباراة غير مريحة للغاية".
وتابع "انه منتخب منضبط جدا وقوي في الالتحامات والدفاع وقد اثبت ذلك في مباراتين هنا".
ولا تزال مشاركة لاعب وسط فيردر بريمن الألماني زلاتكو يونوزوفيتش غير مؤكدة بد تعرضه إلى إصابة في الكاحل في المباراة الأولى، ويؤكد كولر انه يتعافى، كما أن المدافع الكسندر دراغوفيتش سيعود إلى التشكيلة بعد أن أوقف عن المباراة السابقة.
وأوضح كولر "لا نزال في السباق، وسنخوض مباراة نهائية الأربعاء".
وعن عدم تقديم جناح بايرن ميونيخ الألماني دافيد الابا الأداء المتوقع منه حتى الآن وخروجه في الدقيقة 65 أمام البرتغال ـ قال كولر "لا اعتقد أن هناك سببا لكي لا يكون مرتاحا، لقد فعل ما كان عليه القيام به على ارض الملعب، فأمامنا مباراة ثالثة مهمة جدا لمواصلة المشوار".