مزيج من السعادة والندم في المنتخب البولندي بعد التعادل مع المانشافت
سان دوني - د ب أ
بعد التعادل السلبي مع أبطال العالم ، سيطرت حالة من المشاعر المتباينة على المنتخب البولندي لكرة القدم بين السعادة لعدم الخسارة أمام المنتخب الألماني (مانشافت) حامل اللقب العالمي والندم لإهدار فرصة ذهبية لتحقيق الفوز.
ورغم القيمة الهائلة لنقطة التعادل أمام المنتخب الألماني ، ثارت التساؤلات داخل المنتخب الألماني بشأن النتيجة وما إذا كانت جيدة أم سيئة أمام أبطال العالم.
وحرم الدفاع البولندي القوي والصلد المنتخب الألماني من صناعة فرص على درجة كبيرة من الخطورة فيما أهدر اللاعب البولندي النشيط أركاديوز ميليك فرصتين ذهبيتين للمنتخب البولندي أمام المرمى الألماني في الشوط الثاني من المباراة مساء أمس الخميس على ملعب "استاد دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس.
وقال آدم نوالكا المدير الفني للمنتخب البولندي : "إنني على اقتناع شديد بالتزام الفريق ووعيه الخططي. اللاعبون بذلوا جهدا كبيرا ولعبوا بحماس شديد في المباراة. ربما لسنا سعداء تماما لأننا لم نهز الشباك ولكن التعادل السلبي نتيجة عادلة".
وكان لحارس مرماه لوكاس فابيانسكي تعليق مشابه ؛ حيث قال : "الفوز كان سيصبح نتيجة مدهشة. ربما نشعر بشيء من خيبة الأمل. ولكن المهم أننا لم نخسر".
وقال جاكوب بلازتشيكوفسكي الظهير الأيسر للفريق : "سيطر المنتخب الألماني على مجريات اللعب ولكنه لم يصنع العديد من الفرص الصريحة. قد تكون فرص المنتخب البولندي هي الأكثر في هذه المباراة".
وعززت نتيجة التعادل من فرص المنتخبين في التأهل سويا للدور الثاني (دور الستة عشر) حيث يقتسم الفريقان صدارة المجموعة الثالثة برصيد أربع نقاط لكل منهما قبل مباراة المنتخب الألماني أمام أيرلندا الشمالية ولقاء بولندا مع جارتها أوكرانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة علما بأن المنتخب الأوكراني ودع البطولة رسميا.
وإذا حجز المنتخب البولندي مكانه في دور الستة عشر ، ستكون المشاركة الأولى له في الأدوار الفاصلة بعدما خرج من الدور الأول في مشاركتيه السابقتين بالبطولة الأوروبية في 2008 وعندما استضافت بلاده نسخة 2012 بالتنظيم المشترك مع أوكرانيا.
ويبرز ضمن صفوف المنتخب البولندي أكثر من لاعب مثل روبرت ليفاندوفسكي مهاجم وهداف بايرن ميونيخ الألماني وميليك نجم هجوم أياكس ولوكاس بيزتشبك لاعب انتر ميلان الإيطالي فيما دفع نوالكا بالحارس فابيانسكي بدلا من فوجيتش تشيسني المصاب وأظهر فابيانسكي مستويات رائعة.
وتصدر ليفاندوفسكي قائمة هدافي التصفيات المؤهلة ليورو 2016 برصيد 13 هدفا كما تصدر قائمة هدافي الدوري الألماني (بوندسليجا) في الموسم الماضي برصيد 30 هدفا.
ولم يحرز ليفاندوفسكي حتى الآن أي هدف في البطولة الحالية فيما أحرز ميليك هدف الفوز المتأخر 1 / صفر على منتخب أيرلندا الشمالية في الجولة الأولى من مباريات المجموعة.
ورغم هذا ، يحظى ليفاندوفسكي بمكانة هائلة في الفريق كما يحمل شارة قائد الفريق.
وقال نوالكا : "أداء ليفاندوفسكي في كل مباراة مهم لخطة الفريق بشكل هائل لا يمكن تصديقه. يلعب ليفاندوفسكي من أجل الفريق. حتى وإن لم يهز الشباك ، فإنه قدم عملا رائعا في الملعب واجتذب إليه اهتمام المدافعين. يفكر دائما في الفريق".
وقال جيروم بواتينج ، نجم دفاع المنتخب الألماني وزميل ليفاندوفسكي في صفوف بايرن ميونيخ ، : "من الصعب دائما أن تلعب أمامه. بتعاونه مع ميليك ، جعل مهمتنا صعبة للغاية".
ولم يكن لدى المنتخب البولندي ، الفائز بالمركز الثالث في بطولتي كأس العالم 1974 و1982 ، أي سبب للخوف من المنتخب الألماني حيث حقق الفوز على المنتخب الألماني للمرة الأولى في تاريخه عندما تغلب عليه 2 / صفر في العاصمة وارسو ضمن التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية وإن فاز الألمان على ملعبهم 3 / 1 إيابا.
وأدرك المنتخب البولندي أن هجماته المرتدة السريعة تسبب إزعاجا هائلا للمانشافت.
وقال نوالكا إن المواجهة مع المنتخب الألماني كانت تحديا يجعل من المنتخب البولندي فريقا أفضل وأقوى.
وأوضح : "المنتخب الألماني هو الأفضل. إذا لعبت أمامه بمستو مرتفع ، يمكننا أن نرى مدى التطور في فريقنا.. أشعر بالسعادة الطاغية لأن اللاعبين ليسوا على قناعة تامة بالتعادل السلبي الذي تحقق أمس. وهذا يظهر مدى طموحهم".