العبادي يعلن تحرير الفلوجة من سيطرة "داعش"... ويؤكد: الموصل وجهتنا المقبلة
عواصم - وكالات
أعلن رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة مساء اليوم الجمعة (17 يونيو/ حزيران 2016) عن تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش.
وقال في خطابٍ متلفز مساء اليوم "لا مكان لداعش في العراق .. ارحلوا عن بلدنا فالعراق للعراقيين".
وأضاف" إن جميع العراقيين شاركوا في تحرير الفلوجة".
وقال "إن الموصل وجهتنا المقبلة".
وأضاف أن"قواتنا تحكم سيطرتها على قلب الفلوجة".
وصرح العبادي في الكلمة "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا احكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج الى تطهير خلال الساعات القادمة". وأضاف العبادي"القوات الأمنية وفت بوعدها وحررت الفلوجة".
ومضى يقول "لقد ضحت قواتنا عن مدينتكم ومن اجل إعادة النازحين إلى هذه المدينة ونريد أن يكون امن وسلام في هذه المدينة (...) وهدفنا هو صيانتكم وصيانة جميع العراقيين، وها هم العراقيون من كل محافظات العراق يضحون بأنفسهم".
وكانت مصادر متطابقة أعلنت اليوم أن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي وسط الفلوجة بغرب بغداد، في إطار عمليات بدأت قبل نحو أربعة أسابيع، لاستعادة المدينة التي تعد احد ابرز معاقل المتطرفين في العراق.
وبدأت القوات العراقية فجر 23 من مايو/ أيار، عملية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد 50 كلم غرب بغداد.
وكان العبادي قال على تويتر إنه يستعد اليوم الجمعة لإعلان الانتصار على تنظيم داعش في الفلوجة بعد تقدم سريع للقوات الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة نحو قلب المدينة.
واستمر القتال في المدينة حتى بعدما رفع الجنود العلم العراقي فوق مبنى الإدارة المحلية للمدينة التي تقطعها السيارة في ساعة انطلاقا من بغداد والتي خلت تقريبا من سكانها في الأسابيع القليلة الماضية.
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري اليوم الجمعة مقتل 23 عنصرا من داعش اثر اشتباكات وحرب شوارع في أحياء ومناطق مدينة الفلوجة التي بلغت نسبة تحريرها 90%.
وقال العقيد احمد الدليمي من قيادة عمليات الانبار لـوكالة الأنباء الالمانية(د ب أ) ان " القطعات العسكرية شرعت بالتقدم من الجهة الشرقية للمدينة حيث تم تحرير سوق السينما القديم والتقدم مستمر باتجاه جامع الفلوجة الكبير لعزل العناصر الارهابية في باقي الاحياء من الجولان والشهداء الاولى والمعلمين والوحدة والضباط والشرطة في الجهة الشمالية والغربية".
وأضاف الدليمي أن" حصيلة التقدم هي قتل اكثر من 23 عنصرا من داعش غالبيتهم من الانتحاريين"، مشيرا الى ارتداء غالبية عناصر داعش الأحزمة الناسفة لاستحالة هروبهم وليس أمامهم خيار سوى تفجير انفسهم".
وكان الجيش العراقي قال اليوم الجمعة إن قواته استعادت السيطرة على مبنى البلدية في الفلوجة من أيدي تنظيم داعش بعد نحو أربعة أسابيع من بدء الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة لاستعادة المدينة التي تبعد مسافة ساعة بالسيارة إلى الغرب من بغداد.
وما زال التنظيم المتشدد يسيطر على جزء كبير من المدينة حيث فرض الصراع إجلاء معظم السكان بينما ما زالت الكثير من الشوارع والمنازل ملغمة.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده واشنطن الذي يدعم مساعي بغداد لاستعادة مناطق واسعة في غرب وشمال العراق من داعش لرويترز إن قوات الحكومة "قريبة (من المبنى) لكنها لم تسيطر عليه بعد."
وذكر بيان للجيش أن الشرطة الاتحادية رفعت العلم العراقي فوق المبنى وتواصل ملاحقة المتشددين.
وذكر مصور لرويترز في ضاحية بجنوب الفلوجة أن الاشتباكات التي تشمل القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار من أسلحة آلية مستمرة. وشوهدت أعمدة الدخان وهي ترتفع فوق مناطق قريبة من وسط المدينة.
وقال بيان الجيش إن الشرطة تتقدم في شارع بغداد وهو الطريق الرئيسي الذي يربط شرق المدينة بغربها وإن قوات مكافحة الإرهاب تطوق مستشفى الفلوجة.
وذكر صباح النعماني وهو متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن قناصة يختبئون داخل المستشفى يقاومون لكن من المتوقع استعادة السيطرة على المنشأة خلال ساعات.
وشنت القوات الحكومية بدعم من ضربات جوية أمريكية عملية كبيرة في 23 مايو أيار لاستعادة الفلوجة.
وتعتبر المدينة نقطة انطلاق للتفجيرات التي ينفذها التنظيم المتشدد في العاصمة مما يجعل هذا الهجوم جزءا مهما من حملة الحكومة لتحسين الأوضاع الأمنية. وتفضل الولايات المتحدة وحلفاؤها التركيز على استعادة الموصل من قبضة داعش وهي ثاني أكبر مدن العراق وتقع في أقصى الشمال.
ونفذ أعداء لـ "داعش" هجمات كبرى ضد المتطرفين على جبهات أخرى بما في ذلك الهجوم الذي تنفذه قوات تدعمها الولايات المتحدة على مدينة منبج في شمال سوريا.
وهذا أكبر ضغط يتعرض له التنظيم منذ أعلن دولة الخلافة في 2014.
نزوح هائل
بدأ تنظيم داعش السماح لآلاف المدنيين المحاصرين في وسط الفلوجة بالهرب وتسبب النزوح الجماعي المفاجئ في استنزاف قدرات مخيمات اللاجئين التي تمتلئ بالفعل بما يزيد عن طاقتها.
ووفقا لرئيس بلدية الفلوجة عيسى العيسوى فقد غادر أكثر من ستة آلاف أسرة أمس الخميس فقط. وكان العيسوي نفسه قد هرب من حصار الفلوجة قبل عامين. وقال لرويترز اليوم "لا نعرف كيف نتعامل مع هذا العدد الكبير من المدنيين."
وتجاوز عدد النازحين أمس 68 ألف شخص وفقا لبيانات الأمم المتحدة التي قدرت في الآونة الأخيرة أن عدد سكان الفلوجة 90 ألف شخص وهو نحو ثلث عدد سكان المدينة في 2010.
وقال شهود إن تنظيم داعش أعلن عبر مكبرات صوت أن بإمكان السكان المغادرة إن أرادوا لكن لم يتضح لماذا غير التنظيم أسلوبه بعد أن كان يمنع حركة المدنيين قبل عدة أيام.
وقال المجلس النرويجي للاجئين الذي يقدم مساعدات للنازحين إن الهاربين أبلغوا عن انسحاب مفاجئ لمقاتلي تنظيم داعش في نقاط تفتيش مهمة داخل الفلوجة الأمر الذي أتاح للمدنيين الرحيل.
ومن المتوقع أن تزيد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير في الساعات المقبلة الأمر الذي يستنزف موارد منظمات الإغاثة الأجنبية والحكومة التي تعاني من نقص في التمويل.
قال نصر المفلحي مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق إن خدمات الإغاثة في المخيمات استنفدت بالفعل وسيتسبب هذا التطور في استنزاف الجميع.
وتقدر الولايات المتحدة أن تنظيم داعش طرد من نحو نصف الأراضي التي احتلها عندما انهارت القوات العراقية بشكل جزئي في 2014. ويستغل التنظيم السكان دروعا بشرية لعرقلة تقدم الجيش وتفادي الضربات الجوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع نصير نوري إن ارتفاع عدد النازحين هو دليل على أن داعش خسرت السيطرة على المدينة وسكانها.