كاميرون يهدد بتقشف جديد... وصيادون يتظاهرون تأييدا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
لندن - أ ف ب
قبل ثمانية أيام من الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي انتشرت مجموعة من الصيادين على نهر التايمز دعما لمغادرة بلادهم الاتحاد ما دفع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى التلويح باجراءات تقشف جديدة.
وتجمع الاسطول اثر نداء من حملة "الصيادون مع المغادرة".
وهدفت المبادرة الى التنديد بالصعوبات التي يواجهها الصيادون البريطانيون معتبرين انها تعود الى نظام الحصص الاوروبي. وكتب على يافطات رفعها مشاركون "لنستعيد عظمة بريطانيا العظمى، لنصوت للمغادرة ولنعد ذلك البلد العظيم" و"المغادرة هي الحل الوحيد".
انطلق الاسطول المكون من عشرين مركبا في الصباح الباكر ليصل الى لندن نحو الساعة 09,00 بتوقيت غرينيش حيث انضم اليه نايجل فاراج رئيس حزب الاستقلال (يوكيب) المناهض للهجرة وللفكرة الاوروبية.
ووصف نايجل السياسة الاوروبية بانها "مجرمة".
وقال مخاطبا التظاهرة "نريد استعادة السيطرة على مياهنا الاقليمية. ومن خلال ذلك سنوفر العمل لعشرات آلاف من الرجال والنساء".
وفي مواجهة تظاهرة هؤلاء الصيادين تحركت مراكب للتشويش حملت انصار بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
وخاطب من على احداها الموسيقي بوب غيلدوف فاراج قائلا "نايجل انت محتال (..) لم تشارك في اجتماع واحد من 43 اجتماعا حول الصيد في البرلمان الاوروبي. لست صديق الصيادين. توقف عن الكذب، هذا التصويت مهم جدا".
وغير بعيد رفعت لافتة كتب عليها "لا تتركو فاراج يغرق بريطانيا. صوتوا للبقاء".
وقبل ايام من استفتاء 23 حزيران/يونيو اظهرت سلسلة استطلاعات تقدم انصار المغادرة رغم ان آخرها يعطي مجددا تقدما بنقطة واحدة للبقاء ضمن الاتحاد الاوروبي (46 بالمئة).
فزعين من احتمال مغادرة الفضاء الاوروبي وحتى "مضطربين"، بحسب بعض الصحف البريطانية، وجه انصار بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد واولهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الاربعاء تحذيرات جديدة من الانعكاسات الاقتصادية للمغادرة.
واكد وزير المالية جورج اوزبورن ان خروج بريطانيا من الاتحاد يمكن ان يؤدي الى اعلان "ميزانية طوارىء" من شانها ان تؤدي الى خفض النفقات لتوفير 30 مليار جنيه استرليني.
ونبه الوزير الى ان تمويلات المدارس والمستشفيات والجيش ستتقلص وقال "ان مغادرة الاتحاد الاوروبي ستضر بالاستثمارات والاسر والاقتصاد البريطاني".
ميزانية تأديبية
واكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون انه "سيكون هناك ثغرة في ماليتنا اذا غادرنا الاتحاد الاوروبي (..) وهذا يعني ضرائب اثقل واقتطاعات في الميزانية والمزيد من الاقتراض".
واثار التحذير على الفور غضب معسكر مؤيدي المغادرة ومناوشات داخل حزب المحافظين المنقسم بين المعسكرين.
واتهم 57 نائبا محافظا مؤيدا للمغادرة وزير المالية بتحضير ميزانية "تأديبية" في حال ادى الاستفتاء الى خروج بريطانيا، وحذر النواب انهم سيعارضون ذلك ومن ان موقع اوزبورن في الحكومة سيتاثر اذا قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد.
واوضح النواب في بيان مشترك "اذا نفذ مقترحاته فان موقع وزير المالية يصبح في الميزان".
وفي مواجهة ميزانية اوزبورن من المقرر ان يقدم انصار المغادرة الاربعاء مشروعهم للخروج من الاتحاد. ووعدوا بالخصوص بتوجيه مساهمة لندن في الاتحاد الاوروبي الى نظام الصحة العامة (ان اتش اس) المهدد بالعجز.
وقال الوزير المناهض للفكرة الاوروبية كريس غرايلينغ وممثل الحكومة في البرلمان لصحيفة فايننشال تايمز انه يامل "ان يتم الانتهاء من كل شيء بحلول نهاية 2019 وان نكون خرجنا من الاتحاد الاوروبي".
وتراجعت البورصات العالمية الثلاثاء ازاء تقدم فريق المغادرة في الاستطلاعات لكنها عادت صباح الاربعاء الى الارتفاع حيث بدا المستثمرون اكثر تفاؤلا بشان نتيجة الاستفتاء.
وقال المحلل المالي اندرو ادواردز "اذا كنتم تعتقدون ان مستوى تقلب الاسواق مرتفع حاليا، فان الامر سيكون اسوأ بكثير اذا قررت المملكة المتحدة التصويت للخروج من الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل".