جاورته والدته من الصف الأول للرابع في مقعده الدراسي

حسين العرادي يتحدى العجز ويحرز التفوق في المرحلة الإعدادية

الوسط - زينب التاجر

يمشي بخطوات مثقلة، إلا أنها واثقة، ويتحدث بصعوبة إلا أن له حضوراً مميزاً وقدرة على جذب الاهتمام، الطالب حسين طاهر العرادي، خريج مدرسة السهلة الابتدائية الإعدادية للبنين، تحدى العجز وأحرز تفوقاً لحصوله على معدل 93.91 في المئة.

حسين ولد بمشاكل صحية، فهو يعاني من وجود ماء في المخ، وشد في قدمه اليسرى، أثرا بشكل كبير على حركته ونطقه، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام عائلته وأمامه، ليكون اليوم واحداً من المتفوقين بين طلبة المرحلة الإعدادية.

حضر لـ «الوسط» برفقة والدته وأخته الصغيرة محتفلاً بتفوقه، وسرد لنا وقفات من سنوات دراسته، إذ قال: «لا أنسى حتى اليوم حينما أقع وأرى جميع زملائي وأصدقائي يهرعون لمساعدتي على النهوض، عشت أياماً جميلة في مدرسة جدحفص الابتدائية للبنين، وكان لي صديق كأخي وهو مرتضى عبدالهادي، ولقيت كل الحب والاهتمام منه ومن طاقم المدرسة الإداري والتعليمي».

وأضاف بأنه فيما بعد انتقل في الصف السادس لمدرسة أخرى، لم يألف الوضع فيها، وكان يلاقي مضايقات كثيرة من زملائه، ومن ثم انتقل إلى مدرسة أخرى خلال المرحلة الإعدادية، لم يجد فيها الراحة أيضاً؛ مما أسهم في تدني مستواه بشكل كبير.

العائلة لجأت إلى وزارة التربية والتعليم بعد تأثر نفسية ابنها وتحصيله الدراسي، فيما قامت الوزارة فوراً بالتعاون مع العائلة ونقل الطالب إلى مدرسة السهلة الابتدائية الإعدادية للبنين، والتي لقي فيها كل الاهتمام من الإدارة والمعلمين وزملائه؛ ليعود كما كان ويحرز تفوقاً اليوم.

أمه تحدثت إلى «الوسط»، إذ قالت: «عانى ابني من ظروف صحية منذ الولادة، وتطلب رعاية خاصة، ما دفعني لمجاورته في مقعده الدراسي من الصف الأول إلى الرابع الابتدائي، إلى أن رفض حضوري وأصر على الاعتماد على نفسه، وأثبت ذلك ولله الحمد بمساعدة إدارة المدرسة والمعلمين فيها وزملائه وأصدقائه، وأنا ممتنة للجميع».

طموح حسين لا حدود له، فهو اليوم يرنو إلى مواصلة الدراسة والتفوق في المرحلة الثانوية بدخول المسار العلمي، فيما طمح لأن يكون شاعراً في يوم من الأيام.