تباطؤ تدفق المدنيين من الفلوجة العراقية مع إحكام داعش سيطرتها
بغداد، أربيل - رويترز
قال مسؤولون اليوم الثلثاء (14 يونيو/ حزيران 2016) إن نحو 40 ألفا من سكان الفلوجة معقل تنظيم داعش المحاصر قرب بغداد فروا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن عددا مماثلا منهم لا يزال محاصرا على الرغم من محاولات الجيش العراقي تأمين طرق الهروب لهم.
وذكر مسؤولون بمحافظة الأنبار التي تقع بها الفلوجة أن داعش يحكم سيطرته على تحركات المدنيين في الوسط حيث تقدر الأمم المتحدة ومسؤول محلي أن هناك 40 ألف مدني عالقين دون ما يكفي من الغذاء أو الماء.
واستخدم التنظيم المتشدد السكان كدروع بشرية لإبطاء تقدم القوات وإحباط حملة القصف الجوي التي تساندها.
وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن بحلول ظهر اليوم الثلثاء كان أقل من ألف شخص فروا من الفلوجة عبر طريق في الجنوب الغربي أمنه الجيش يوم الأحد عند تقاطع السلام في انخفاض عن أربعة آلاف و3300 في كل من اليومين السابقين.
وفي الآونة الأخيرة قدرت الأمم المتحدة إجمالي عدد السكان بأنه 90 ألف نسمة وهو جزء بسيط من حجمهم قبل سيطرة الدولة الإسلامية على المدينة.
وفي الشهر الماضي بدأ الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وفصائل مسلحة بدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة لاستعادة المدينة ذات الأغلبية السنية التي تقع على مبعدة ساعة بالسيارة من بغداد.
لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي أبطأ التقدم لحماية المدنيين وسط مخاوف من تفجر عنف طائفي وحققت القوات العراقية مكاسب تدريجية في الأيام القليلة الماضية بينما تحاول الوصول إلى وسط المدينة.
وقال المجلس النرويجي للاجئين الذي يقدم مساعدات للفارين في مخيمات قريبة ينضمون فيها إلى نحو أربعة ملايين من النازحين من مختلف أنحاء البلاد إن معظم من نزحوا اليوم الثلثاء جاءوا من على مشارف المدينة.
وقال المتحدث باسم المجلس النرويجي كارل شيمبري إن تنظيم داعش يهاجم المدنيين الذين يحاولون المغادرة ويجبرهم على دفع ضريبة للخروج تتجاوز 100 دولار أمريكي للشخص الواحد.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني "الرحلة لا تزال محفوفة بالمخاطر وغير آمنة للغاية."
مشاكل كبيرة
قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي إن المتشددين هددوا بقتل الأسر الفارة بالرصاص.
ولا تستطيع جماعات الإغاثة التي تقدم الطعام والماء وغيرهما من إمدادات للهاربين دخول المدينة نفسها والتي حاصرتها القوات الحكومية لنحو ستة أشهر قبل بدء الحملة الحالية مما دفع الأمم المتحدة وجماعات حقوقية للتحذير من أزمة إنسانية وشيكة.
وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق في مقابلة عبر الهاتف "القتال الآن مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع. هؤلاء الناس يواجهون مشاكل من قبل بدء العملية وعلينا أن نعتقد الآن أنهم يواجهون مشاكل كبيرة."
وقال العراق يوم الاثنين إنه قام باعتقالات بينما يحقق في مزاعم بأن أعضاء فصائل مسلحة ممن يساعدون الجيش في استعادة الفلوجة أعدموا عشرات من السنة خلال فرارهم من المدينة التي تسيطر عليها داعش.
وأثارت مشاركة الفصائل المسلحة في المعركة من أجل الفلوجة إلى الغرب من بغداد مع الجيش العراقي مخاوف من القتل على أساس طائفي.
ويأتي التقدم صوب الفلوجة بينما شن أعداء آخرون لـ "داعش" حملات كبيرة على جبهات أخرى بما في ذلك تقدم قوات مدعومة من الولايات المتحدة صوب مدينة منبج في شمال سوريا.
ويمثل هذا أكبر ضغط مستمر على المتشددين منذ أعلن قيام دولة خلافة من جانب واحد عام 2014.
هجوم شمالي
وفي حين يركز الجيش العراقي على الفلوجة فإنه مضى أيضا في تقدمه إلى الجنوب من الموصل معقل تنظيم داعش التي سيطر عليها عام 2014 بالإضافة إلى ثلث الأراضي العراقية.
وقال الجيش في بيان إن بدعم من الضربات الجوية للتحالف والقصف المدفعي استعادت القوات العراقية قرية نصر على الضفة الشرقية لنهر دجلة على بعد نحو 275 كيلومترا شمالي بغداد. وكان الجيش قد استعاد قرية نصر قبل شهرين لكنه انسحب بعد يوم واحد وهو ما أثار انتقادات بأنه لم يكن مستعدا.
وما زال الجيش يسعى لاستعادة قرية أخرى بمنطقة الحاج علي التي توغل فيها مطلع الأسبوع.
على الضفة الأخرى للنهر تقع القيارة وهي مركز آخر لـ "داعش" حيث توجد قاعدة جوية يمكن أن تنطلق منها حملة استعادة الموصل مستقبلا على بعد نحو 60 كيلومترا شمالا.
وقال ضابط عراقي يشارك في العملية "الجسور جاهزة... حين نحتل قاعدة القيارة ستكون الموصل في المتناول".
وأضاف الضابط أن داعش لم تدافع بقوة عن منطقة الحاج علي وأن أكثر من 20 متشددا قتلوا بينما فر آخرون إلى الجانب الآخر من النهر. وقال "معلوماتنا تقول إنهم ينهارون".
وتستعد القوات الخاصة العراقية للتقدم في وادي نهر دجلة صوب القيارة من الجنوب.
وإذا نجحت هذه الخطوة فإنها ستعزل منطقتي الحويجة والشرقاط اللتين يسيطر عليهما المتشددون عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها داعش إلى الغرب.