طيبة الفرج... انطلقت من «ديوانية التلفزيون»

الوسط - محرر منوعات

 قامت الحركة الفنية والمسرحية في الكويت بجهود نخبة من الفنانين الأوائل، الذين عملوا بإخلاص وثابروا بجهد واضح، ونهضوا من خلال أعمالهم بالحركة الفنية، وتخطوا الصعاب وصنعوا المستحيل، وكانت تلك البدايات مؤشرا على نهضة فنية كويتية تخطوا من خلالها الحدود، وذلك وفق ما نقلت صحيفة القبس الكويتية.

في هذه الزاوية، نتوقف عند بعض الاسماء الفنية الرائدة لتذكير الجيل الجديد بأدوارهم وأعمالهم في لمسة وفاء تعطيهم بعض حقوقهم.

طيبة الفرج واحدة من أوليات الفتيات الكويتيات اللاتي اقتحمن العمل الفني في الكويت في منتصف الستينات من القرن الماضي، في فترة مقاربة من دخول الفنانتين سعاد عبدالله وعائشة ابراهيم مجال التمثيل. اعتمدت على موهبتها الفطرية في تجسيد مختلف الأدوار، ولقيت التشجيع من الوسط الفني ومن النجوم الذين آمنوا بموهبتها وساندوها في بداياتها، وكان انضمامها لفرقة المسرح الشعبي وزواجها بالفنان جاسم النبهان دور مهم في استقرارها العائلي وانطلاقتها الفنية.

 مشوار فني

ولدت الممثلة طيبة الفرج في الرابع من فبراير 1947، وبدأت مشوارها الفني وهي في الرابعة عشرة من عمرها مع الفنان محمد النشمي في برنامجه «ديوانية التلفزيون» الذي كان له الفضل في انضمامها إلى فرقة المسرح الشعبي عام 1963، وبعد عام واحد برزت كوجه مسرحي جديد في مسرحية «سكانه مرته» من تأليف وإخراج عبدالرحمن الضويحي، ثم تبعتها بعض الأعمال المسرحية، من أهمها «مغامرة رأس المملوك» من تأليف سعد الله ونوس وإخراج أحمد عبدالحليم ومسرحيات أخرى مثل «ألبوم»، «ثور عيدة» و«ضعنا بالطوشة»، وعدد آخر من الأعمال المسرحية مع فرقتها الأم؛ فرقة المسرح الشعبي، وقدمت في تلك الأعمال مختلف الشخصيات النسائية.

 دراما  تلفزيونية

كان للفنانة طيبة مشاركات متميزة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية، حيث تميزت بدور الزوجة أو الأم ونماذج مختلفة للمرأة، ومثلما أبدعت في الأعمال المعاصرة تميزت أيضاً في بعض الأعمال التراثية، ومن بين الأعمال التي قدمتها مسلسلات «جحا، سليمان الطيب، رحلة العذاب، دنيا المهابيل، الدكتور»، كما شاركت في مسلسلات أخرى مثل «خرج ولم يعد، أحلام صغيرة، غدا تبدأ الحياة»، ومن أبرز الأعمال التي كشفت عن نجومية الفرج دورها في مسلسل «الأسوار» إلى جانب حياة الفهد، علي المفيدي، جاسم النبهان، عائشة إبراهيم، أسمهان توفيق وهو من أبرز الأعمال التي قدمها تلفزيون الكويت في عصره الذهبي.

ومن المشاركات المميزة للفنانة طيبة الفرج أدوارها في مسلسلات «إلى من يهمه الأمر، على الدنيا السلام، الدردور، الملقوفة، الانحراف، العقاب»،

كما شاركت الفرج في السهرة التلفزيونية «الحادث» إلى جانب حياة الفهد، خليل إسماعيل، وشاركت في مسلسل «بيت تسكنه سمرة» إلى جانب حياة الفهد، محمد السريع، مريم الصالح، حسين المنصور، خالد أمين.

وفي الإذاعة، شاركت الراحلة في عدد من الأعمال التي قدمتها إذاعة الكويت مثل «نافذة على التاريخ» و«نجوم القمة» إلى جانب مشاركتها في عدد من المسلسلات الإذاعية.

 وفاة

جدير بالذكر أن الفنانة الراحلة طيبة الفرج تزوجت الفنان جاسم النبهان في 14 مارس عام 1965، وأنجبت ستة أبناء هم: طلال وفاطمة ومحمد وعنود وعبدالله وعزيزة، وبعد مشوار فني امتد نحو 40 عاماً قدمت من خلاله أكثر من 50 مسلسلاً، رحلت طيبة الفرج عن الحياة بعد معاناة كبيرة مع المرض، عام 2002، إلا أنها تركت للناس مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة وذكرى طيبة.

وشاركت خلال مسيرتها الفنية في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، وحصلت على عدد من الجوائز، منها جائزة رائدات المسرح من الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية، إلى جانب مريم الصالح ومريم الغضبان وسعاد عبدالله وحياة الفهد وهيفاء عادل.