الشارقة تزهو بالطفولة باحتضانها "برلمان الطفل العربي"
الشارقة - الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة
لاقت المبادرة الكريمة لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ سلطان محمد القاسمي، باستضافة مقر برلمان الطفل العربي وأمانته العامة ضمن المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، وتقديم كل أشكال الدعم له، وتحمُّل سموه جميع التكاليف الناجمة عن الاستضافة، ترحيباً محلياً وعربياً واسعاً.
وتأتي هذه الخطوة، كمبادرة هي الأولى من نوعها في الدول العربية، والتي جرى الإعلان عنها خلال "المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب عن قضايا الطفولة"، الذي أقيم الثلاثاء الماضي، لتمثل تجسيداً حقيقياً للدعم المتواصل الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص، لكل ما يتعلق بالطفولة وصونها وحمايتها والاستثمار في مستقبلهم، مع إفراد المساحات الكافية للأطفال للتعبير بشفافية تامة عن أنفسهم ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
ولم تكن الشارقة يوماً بمنأى عن قضايا الأطفال واهتماماتهم، فقد توالت منذ عام 1985، تاريخ إطلاق الدورة الأولى لمهرجان الطفل، المبادرة تلو الأخرى لرعاية الطفولة، وافتتحت مراكز الطفولة والناشئة، وخصصت مكتبات للأطفال، انسجاماً مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة لبناء إنسان سليم ومعافى من خلال دعم الأسرة والطفل وتقديم كل أوجه العناية لهما، حتى أصبحت الشارقة اليوم أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم، بعد اعتمادها أربع مبادرات تطبق للمرة الأولى عالمياً، وباتت تضم أكثر من 140 جهة ومؤسسة ومرفقاً مخصصة للأطفال.
وقالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة: "الأطفال هم عماد مستقبلنا المشرق، وعليهم نعوّل للنهوض بأمتنا العربية والإسلامية، لاستكمال مسيرة التقدم والبناء في شتى مناحي الحياة؛ وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ سباقة في دعم الطفولة واحتضان الأطفال وتوفير كل سبل الرعاية لهم، ولم تقتصر في هذا الجانب على الأطفال العرب، بل امتدت بالعناية والمحبة لتشمل الأطفال في شتى أنحاء العالم".
وأضافت سموها: "انسجاماً مع هذا النهج الحكيم لقيادتنا الرشيدة، اختارت إمارة الشارقة اليوم كتابة سطر جديد في سيرتها العطرة الداعمة للطفولة، وخطت بمداد من نور كلمات سيخلدها التاريخ ويحفظها أطفال العرب جيلاً بعد جيل، فقرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باحتضان الإمارة المقر الدائم لبرلمان الطفل العربي، سيشكّل تحولاً مهماً في التعاطي الرسمي في العالم العربي مع قضايا الطفولة والاهتمام بها، وسيعزز مكانة الشارقة بصفتها رائدة في الاستثمار بالإنسان، وداعمة أولى للأطفال والطفولة عربياً وإقليمياً".
وتابعت سموها: "لم يكن احتضان الشارقة مقر برلمان الطفل العربي قراراً غريباً على الإمارة، أو ممارسة غير معهودة وليدة اللحظة، بل كان تطوراً منطقياً لمجريات الأمور، وترجمة راسخة لسلسلة من المبادرات والفعاليات والأحداث التي تبنتها الإمارة طوال العقود الثلاثة الماضية ـ ولاتزال ـ ، والتي أسهمت بشكل مباشر في تعزيز شخصية الطفل واستقلالية قراره، وتنمية حس القيادة والإبداع عنده، وتطوير مهارات التعامل والتفكير لديه أسوة بالكبار، فتجارب كبيرة بحجم مجلس شورى أطفال الشارقة، ومجلس شورى الشباب في الشارقة، ليست إلا دليلاً ساطعاً كالشمس على دور الإمارة الريادي في هذا المجال، انطلاقاً من إيمانها الكامن بمواهب الأطفال وقدراتهم الباهرة على إدارة مرحلة قادمة من الحياة يكونون هم قادتها وروادها وصناع الأمجاد فيها".
وخلال أعوام مضت، سعت الشارقة إلى ترسيخ مبدأ الشورى والحياة البرلمانية في نفوس الأطفال واليافعين، فكان احتضان الإمارة أول مجلس لأطفالها عام 1997، تحت شعار "أطفال في خطر"، تأكيداً على حق الطفل في حرية الرأي والتعبير، وتشجيع الحوار المتبادل معه، دلالة كبيرة على دور الإمارة الحيوي والمتنامي في تثبيت حقوق الطفل وترسيخ مفهوم الحياة البرلمانية ومبدأ الشورى في نفوس النشء، وإصرارها على تمكينهم؛ واتبعتها في عام 2005 بتدشينها أولى جلسات مجلس شورى الشباب في الشارقة، الذي شكل منبراً حراً لطرح القضايا ومواجهة المشكلات التي تعنى بالشباب ومناقشتها مع المسؤولين في جو تسوده الديمقراطية، في إطار دعم مشاركة الشباب في مسيرة التنمية بالدولة، وهي فكرة انفردت بها الإمارة محلياً.
علامة فارقة
من جهتها، قالت رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة خولة عبدالرحمن الملا "" إن استضافة المجلس الاستشاري بالشارقة مقر برلمان الطفل العربي ، يمثل علامة فارقة في مسيرة المجلس،فضلا عن مبادرة سمو حاكم الشارقة في إنشاء أمانته العامه يرسخ مكانة الإمارة في التجربة الديموقراطية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، ليس على الصعيد المحلي فقط، ولكن أيضاً على الصعيد العربي".
وأضافت أن "الاهتمام بالطفل العربي ورعايته هي مسؤولية عظيمة، فهؤلاء الأطفال هم من سيحمل على عاتقهم مسؤولية البناء التي دشنها الآباء والأجداد، ما يعني أن نجاحنا في بناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم وزرع مبادئ الشورى وتقبل الرأي الآخر في نفوسهم مبكراً سيعود بالنفع عليهم وعلى أوطانهم التي سيعلون صرحها مستقبلاً".
مظلة عربية
وقال رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان، في تصريحات سابقة، إن "هذه الخطوة - التي وافق عليها البرلمان - تعد ثمرة جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة التي باتت رمزاً لرعاية الطفل حول العالم ومنارة ثقافية واجتماعية، في ظل قيادة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ سلطان محمد القاسمي مؤكدا أن هذه المبادرة الكريمة تأتي في الوقت المناسب في ظل التحديات والظروف التي يتعرض لها أطفال الأمة العربية خلال السنوات الأخيرة، وقد حان الأوان لإقامة مثل هذه المنظمة لتدافع عن حقوق الاطفال العرب عربياً واقليمياً ودولياً.
واعتبر رئيس البرلمان العربي أن هذا البرلمان سيشكل مظلة عربية للتشريعات والقوانين التي من شأنها حماية حقوق الطفل العربي وتقديم كل ما يخدم اطفالنا بهدف تنشئتهم بشكل يسمح لهم ليكونو قادة المستقبل ورواد الأمة، وأكد الجروان أن مدينة الشارقة هي الأنسب لاقامة مثل هدا البرلمان لما لها من سبق في هذا المجال ، وما تحتويه من مؤسسات اجتماعية وثقافية معنية بالطفل ، وكونها مدينة صديقة للطفل.
حقوق الطفل
من ناحيتها، أشادت ريم بن كرم، مديرة الإدارة العامة لمراكز الطفل بالشارقة، بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، لافتة إلى أنها تدل على الأهمية الكبيرة التي يوليها للأطفال ورعايتهم، لاسيما العرب منهم.
وأوضحت أن "هذه المبادرة الرامية تضمن تمتع الطفل بحقوقه، وسن التشريعات التي من شأنها رعاية مصالحهم والإسهام في الارتقاء به في المستقبل".
وأكدت أن "الشارقة كانت وما زالت سباقة في استضافة الأحداث والفعاليات التي تسعى إلى الارتقاء بالطفل العربي وتحسين مستويات تفكيره الإبداعية، وصقل شخصيته وبناء قدراته في شتى المجالات، الأمر الذي من شأنه تطور وتنمية الدول العربية وبناء أجيال قادرة على دعم مسيرة التطور في بلدانها"، مشيرة إلى أن "هذه الخطوة ستمنح الإمارة مزيداً من المقومات التي ستثري أجندتها الثقافية والإسلامية والفكرية".
ترحيب عربي
إلى ذلك، رحب البرلمان العربي وجامعة الدول العربية، و«المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قضايا الطفولة» ووفد الشعبة البرلمانية الإماراتية أعضاء المجلس الوطني الاتحادي المشارك في المؤتمر، بمبادرة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، استضافة مقر برلمان الطفل العربي وأمانته العامة بإمارة الشارقة، وتقديم كل أشكال الدعم وتحمل جميع تكاليف، التي أعلن عنها خلال المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول الطفولة الذي أقيم الثلاثاء الماضي في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتنسيق مع البرلمان العربي وجامعة الدول العربية بالقاهرة.
من جهتها، أكدت مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية، السفيرة إيناس مكاوي، أهمية تلك المبادرة التي ستسهم في تفعيل قرار جامعة الدول العربية الصادر عن قمة سرت لعام 2010، والذي أوصى بإنشاء برلمان الطفل العربي لكي يرعى مصالح أطفال العرب، ويكون معنياً بتفعيل القوانين والتشريعات اللازمة من أجل حماية حقوقهم، ويكون مرجعاً وممثلاً عربياً لشؤونهم محلياً وإقليمياً ودولياً.
وكان «المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب عن قضايا الطفولة» أعلن الثلاثاء الماضي، عن إنشاء البرلمان العربي للطفل في إمارة الشارقة، على أن يكون مقره في المجلس الاستشاري بالشارقة.
وأكد بيان صادر عن البرلمان العربي أن انعقاد المؤتمر يأتي تأكيداً على الدور الأساسي للبرلمانات العربية في إرساء حقوق الأطفال في المنطقة العربية، ووضع تشريعات واعتماد القوانين المنُاصرة لحقوق الطفل وحمايته، وبما يضمن مواءمتها مع الاتفاقات الدولية لحقوق الطفل، وتأكيد أهمية العمل العربي المشترك، من خلال تبادل الخبرات بين المجالس والبرلمانات العربية في مجال التشريع، والعمل على إنفاذها لتأكيد الحق في التمتع بطفولة آمنة.