كيف ترى تعامل جهة عملك وتقديرها للنساء الحوامل... وهل فعلاً صارت الأمومة نذير شؤم للعاملات؟
أنا امرأة في الـ24 من عمري، جامعية، أخصائية علاج طبيعي، مجتهدة في عملي محبة لوظيفتي أكثر مما يتخيّله أي بشر. عملت في أحد المستشفيات الخاصة لمدة عامين. وكان للمرضى إقبال كبير علي، فكنت أفحص المرضى وأعالجهم وأعطيهم من روحي المعنوية العالية. كوّنت عدة صداقات طيبة مع المرضى، ولازلنا على تواصل حتى اليوم. كفتاة طموحة كنت أطمح إلى الأفضل، قدّمت لطلب وظيفة، وبعد مرور عامين جاءني الهاتف فإذا بالخبر الجميل الذي حطّ على قلبي كقطعة سكر. كانت وظيفة أخرى، مستشفى آخر، أناساً جدداً وحياة جديدة. دخلت المقابلة فأعجبت بي مديرة القسم، ووافقت علي على الفور فقد كنت واحدة من بين 15 متقدماً للوظيفة.
على الفور بدأت بإجراءات الاستقالة، فوافق رئيسي في العمل في اليوم نفسه على طلب الاستقالة معبراً عن انزعاجه لهذا الخبر؛ لأنني سأترك العمل. قال لي كلمة لن أنساها. لن أوظف بحرينيات بعد اليوم! فكل الموظفات البحرينيات الكفوءات يذهبن. وكلت أمري لله وجلست في المنزل لمدة شهرين إلى حين بدء الوظيفة الجديدة. وفي اليوم الموعود ذهبت إلى العمل بكل حماس وجرأة وحب. حبّي للعطاء يدفعني لأن أعالج المرضى وأعطيهم من طاقتي وجهدي. وفي ذلك اليوم حدث ما لم يكن متوقعاً. فقد قابلت رئيستي في العمل وأخبرتها أنني حامل في الشهر الأول، وأستطيع ممارسة العمل وصحتي جيدة ولله الحمد، فما كان منها إلا أن رفضت بشدة قائلة: نحن لا نوظّف حوامل!
عدت يومها إلى منزل والدي كئيبة، لكنني وكلت أمري لله، والخيرة فيما اختاره الله، لكن ما يحزنني كيف للأمومة أن تحرم أمّاً من عملها الذي تحبه وتبدع فيه. أي قانون هذا الذي يمنع الأم من العمل؟ ولكنّ الأمر لله، فشيئان لا أخاف منهما، هما الرزق والموت، وسبحانه يرزق من يشاء بغير حساب.
وها أنا اليوم أجلس عاطلة في المنزل بلا وظيفة وبلا هدف... أبحث عن عملي الذي أحبه، وعن المؤسسة التي توظّف حوامل! لاحول ولا قوة إلا بالله. والحمدلله حمداً كثيراً.
أفراح