سامي الشهراني: لا تعنّف طفلك في نهار رمضان
الوسط - محرر منوعات
حينما تنفلت أعصاب بعض الوالدين في رمضان يصبون جام غضبهم على أبنائهم، بحجة تأثير الصيام، وينسون أنهم بذلك «يدمرون شخصياتهم»، وفق ما قاله لـ القبس الأستاذ في كلية التربية بجامعة نجران د. سامي الشهراني، وذلك وفق ما نقلت صحيفة القبس الكويتية.
ويضيف د. الشهراني أن هناك أسلوبين في التربية مع الأطفالن الأول تعزيز السلوك الإيجابي عبر المدح والثناء والمكافأة وغيرها، مما يولد لدى الطفل ما يسمى الاقتران الشرطي، بحيث تقترن المكافأة مع السلوك الإيجابي كلما حصل، ومع مرور الوقت، وبتكرر هذا النوع من الاقتران يتحول السلوك إلى اللاوعي، ويصبح جزءاً لا يتجزأ من سلوكه اليومي.
اما النوع الثاني فهو معالجة السلوك السلبي، من خلال وسائل عدة، منها العقوبة التي عادة تأخذ أشكالاً، منها: الهجر، الحرمان، الضرب. مشيرا إلى «العقوبة من استراتيجيات بناء الشخصية وليس هدمها، لكن المشكلة تحصل حين يتم التعاطي مع هذه الوسيلة (العقوبة) على أساس القناعات التالية: مثل أنها الوسيلة الوحيدة والناجحة في تعديل السلوك، وغرس القيم، أو أنها حق مطلق للمربي من دون أي قيد أو ضابط، أو أن العقوبة لا يشترط لها أن تكون مقترنة بتنبيه سابق للطفل، او مقترنة بقواعد سلوكية واضحة قبل تنفيذ العقوبة».
ولفت د. الشهراني الى أن «السلوك السلبي الصادر من الطفل قد لا يتحمل مسؤوليته الطفل وحده، فقد يكون للوالد أو الوالده دور في حصول مثل ذلك السلوك لأسباب منها «الاهمال»، وبالتالي لا ينبغي أن يتحمل الطفل كامل المسؤولية، فينال القسط الأكبر من العقوبة، بحجة أنه الطرف الأضعف في المعادلة»، مشيرا إلى أن «فلسفة العقوبة في أصلها إنما هي وسيلة علاج، وليست وسيلة بناء، وبالتالي فالأصل أن تكون بجرعات طارئة ومؤقتة، بما يتناسب مع الموقف، وأن يكون الأصل هو تبني وسائل بناء الشخصية من حوار واقناع وتحفيز». وأكد أن الاسراف في العقوبة أو العلاج «مثل الدواء يأتي بنتائج عكسية تدمر شخصية الطفل. ومن هذا المنطلق لا يجوز أن نفرغ معاناة الصيام بضرب الطفل أو تعنيفه في نهار رمضان أو غيره».
وقال إن العقوبة يجب أن تكون «مبنية على اتفاق مسبق بين المربي والطفل، مثل الميثاق الأُسَري، وأن يتم تقرير الطفل (بحسب مستوى الإدراك) بالخطأ، بحيث يعترف به ويتحمل تبعاته، وأن تكون العقوبة متناسبة مع حجم الخطأ كماً وكيفاً، فلا يعاقب الطفل بعقوبة كبيرة على خطأ يسير». وأكد فاعلية منح الطفل خيارات options للعقوبة المتفق عليها مسبقاً، بحيث يختار الطفل العقوبة المناسبة، لافتاً إلى أنه «من المهم جدا في حال اختيار الطفل للسلوك الإيجابي المرغوب بعد العقوبة، أن يتم تحفيزه ومكافأته. فذلك يولد لديه الشعور بموضوعية وانصاف المربي. وان العقوبة السابقة كانت موجهة لسلوك ما وقع فيه لا لشخصه».