كريم عبد الجبار: الإسلام نقلني من العبودية إلى الحرية
الوسط - المحرر الرياضي
هي لحظات أشبه بضربة قاضية أو هدف ذهبي، قادرة على تغيير مجرى حياة أي شخص، تمنحه قوة وطاقة نور في أوقات عصيبة تكاد أن تعصف به، وفي ملاعب الرياضة هناك نجوم وأساطير، منهم من نشأ في ظل دين الفطرة وآخرون عادوا إليه بقناعة تامة، وما بينهما يبقى الإيمان والتسامح والهدف النبيل ، وفق ما نقلت صحيفة "البيان" الإماراتية اليوم السبت (11 يونيو / حزيران 2016).
هو أحد أساطير لعبة كرة السلة على مدار تاريخها الطويل، أيقونة من أيقونات دوري الـ NBA الأميركي، حيث نخبة اللاعبين وقبلة الموهوبين، هو كريم عبد الجبار أو الأفضل على الإطلاق في سماء اللعبة.
وُلِدَ كريم عبد الجبار أو »فرديناند لويس أركندور« بمدينة نيويورك، طفلاً وحيدًا لأسرة مسيحية، وانضم إلى مدرسة هارلم؛ حيث كان الأكثر طولاً، والأكثر انطواءً، والأفضل في فريق كرة السلة حتى يوم تخرجه في جامعة أوكلا التي كان يلعب بفريقها.
وفي أثناء المرحلة الدراسية كان قد تمَّ اختياره كأفضل لاعب سلة في دوري المدارس موسمي 1967 - 1969؛ لتأتي بدايته القوية في عالم السلة عندما تمَّ اختياره من قِبل فريق ميللوكي باكس؛ ليترك تمثيل جامعة أوكلا في دوري الجامعات وينضم إلى كبار اللعبة، ليسهم بشكل أساسي في قيادة فريق ميللوكي إلى نهائي البطولة موسمي 1974، و 1975.
ومن فريق ميللوكي باكس انتقل إلى فريق لوس أنجليس ليكرز، الذي حقق معه أفضل إنجازاته؛ حيث أحرز مع ليكرز لقب الـNBA خمس مرات.
اعتناق الإسلام
قبل بداية موسم 1972 لكرة السلة أسلم كريم عبد الجبار أو »فرديناند لويس أركندور«، وهو الاسم الذي اختاره له والداه لحظة ميلاده، وكانت بدايته مع الإسلام وهو في عمر الـ 25 عاماً عن طريق الداعية حماس عبد الخليص، الذي كان له نشاط دعويّ قوي للإسلام في واشنطن..
وهو الذي سماه عبد الكريم، قبل أن يُغير الاسم بعد ذلك إلى كريم عبد الجبار، وهو اسم يعكس النبل والقوة، وهو ما يميزه بالفعل، حيث ظلَّ الأفضل بلا نظير، سواء في عالم السلة أو غيرها. وبعد الإسلام والنطق بالشهادة بدأ كريم في تعلم العربية، وسافر بالفعل إلى العديد من الدول العربية.
عن تلك الفترة يقول كريم عبد الجبار: تغيير الاسم كان له معنى كبير عندي، فالمسألة ليست مجرد تغيير من اسمٍ عُرفت به عندما كنت أنتمي إلى أسرة غير مسلمة إلى اسم جديد اتخذته وأحببته بعد الإسلام؛ وأضاف: عبد الكريم اسمي الجديد ينتمي إلى الأميركان الأفارقة الذين كانوا عبيدًا في العصور القديمة..
واسمي الذي كنت أحمله وهو »فرديناند« كان يُطلق أيضاً على العبيد قديمًا؛ لذا عندما أسلمت وأردت تغيير الاسم كان من المقصود أن أغيِّره إلى اسم يحمل معنى العزة والكرامة والنبل؛ لذا جاء اسم كريم، ثم جاء اسم عبد الجبار ليحمل معنى القوة المتمثلة في العبودية لله الجبار.
وما تحمله تلك العبودية للجبار من شرف لصاحبها، في مقابل ما كان يحمله اسمي القديم من مذلة ومهانة وتاريخ من استعباد الأوروبيين للأفارقة السود، فالأمر لم يكن تغييراً في الاسم، بل كان نقلة من العبودية إلى الحرية، وتمثَّل ذلك في التغيير من اسم يُطلَق على العبيد إلى اسم يحمل معنى العزة والقوة.
تاريخ
يعتبر كريم عبد الجبار الأفضل في تاريخ الدوري الأميركي للمحترفين، حيث لعب 20 موسماً أحرز خلالها بطولة الولايات المتحدة ست مرات؛ منها خمس مرات في صفوف ليكرز في الثمانينيات، واختير أفضل لاعب في الدوري المحلي ست مرات، إلى جانب العديد من الإنجازات والألقاب.
عندما اعتزل »كريم« لم يحقق أي لاعب إنجازات مشابهة في الدوري الأميركي مثله، سواء في خط الدفاع أو الهجوم، ولم ينل أحد ما ناله من جوائز التقدير التي يحلم بها أي لاعب في الدوري الأميركي لكرة السلة، سواء على مستوى التقدير الشخصي أو البطولات والإنجازات الرياضية.
حلق كريم عبد الجبار وحده في سماء كرة السلة الأميركية مسجلاً أكثر من 38 ألف نقطة، كما حلق أيضاً في سماء الفن، سواء على مستوى التلفزيون أو السينما، وفي مقدمتها دوره المشهور في فيلم لعبة الموت مع »بروسلي« ليظل اسمه مرتبطاً مع أسطورة السينما والكونغ فو في مشهد يحرص على مشاهدته معظم الشباب حتى اليوم.
وبسؤاله عن تجربته المثيرة في فيلم »لعبة الموت« الشهير مع أسطورة الكونغ فو الشهير بروس لي والذي تم عرضه في قاعات السينما عام 1978 بعد وفاة »بروس لي« بخمس سنوات تقريباً يقول كريم:
بروس لي كان الرياضي البارز في عالم السينما وهو معروف بحركاته وبنيته، ويعتبر الأفضل في عالم الكونغ فو مثل مايكل جوردن في عالم السلة، وويلي مايز في عالم البيسبول، وأمثال هؤلاء الأبطال يكونون مصدر إلهام لمواصلة التدريب والسعي لتكون الأفضل دائماً.
ولكن لعبة الموت لم يكن الفيلم الوحيد لكريم عبد الجبار فله مشاركات كثيرة في التلفزيون إلى جانب دوره في الفيلم الكوميدي »طائرة الخطوط الجوية« مع النجم روبرت هايز، إلا أن لقاءه مع بروس لي في لعبة الموت يعتبر الأكثر شهرة، ورغم أن بروس لي قتله في هذا الفيلم، لكن كريم هو الذي شارك في مراسم جنازة بروس لي في عالم الواقع.
ولم يكتف بالتحليق رياضيا ًوممثلاً في سماء هوليوود بل حلق كذلك في سماء الكتب فتصدرت كتبه المبيعات لتشهد له على موهبة نادرة ورغبة حقيقية في الإبداع. ولكن البطولة الحقيقية كانت كامنة في سجله النظيف الخالي من أي شائبة، أو سلوك غير أخلاقي، عبر تاريخ طويل من الشهرة والثراء والقوة.
سر 33
في رحلته الاحترافية ظل الرقم 33 يلازم كريم عبد الجبار على مدار 20 عاماً في عالم كرة السلة الأميركية، والسبب وراء ذلك كان »ميل تريبل« لاعب كرة القدم الأميركية بفريق نيويورك، حيث كان البطل القدوة الذي أحبه كريم عبد الجبار وكان يرتدي فانلة تحمل نفس الرقم؛ وعندما جاءته الفرصة اتخذ من الرقم 33 رمزاً، وظل ملازماً له حتى اعتزاله عام 1989.
على المستوى الشخصي، لدى كريم عبد الجبار خمسة أبناء ثلاثة أولاد وبنتان، آخر فريق دربه هو فريق الشيساي للمدارس الثانوية، وبالرغم من ابتعاده حاليًا عن الأضواء سواء في الرياضة أو السينما أو الكتب؛ فإنه سيظل محلقًا كعادته، وسيتذكره الجميع بقفزاته الأسطورية، وأعماله الفنية في التلفزيون والسينما..
وبحياته المليئة بالقوة والثراء والشهرة، وبسجله الأخلاقي النظيف الذي سيظل يشهد له على أنه كان الأفضل دائمًا، ليبقى أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة السلة العالمية.#
محطات
16
وُلِد لاعب كرة السلة الأميركي الأشهر كريم عبد الجبار في 16 من أبريل 1947 بمدينة نيويورك.
20
لعب 20 موسماً أحرز خلالها بطولة الولايات المتحدة ست مرات منها خمس مرات في صفوف ليكرز في الثمانينيات.
19
تم اختياره 19 مرة ضمن فريق »كل النجوم«، وتوَّج إنجازاته باختياره ضمن فريق أفضل لاعبي الـNBA منذ بداية البطولة.
6
أحرز أسطورة كرة السلة الأميركية لقب أفضل لاعب في الـNBA ست مرات، وهو رقم لم يحققه العديد من اللاعبين.
42
قرر اعتزال اللعبة موسم 1989، وهو في الثانية والأربعين من العمر؛ ليتم تعيينه مدرباً مساعدًا لنادي لوس أنجليس ليكرز