العدد 5026 بتاريخ 10-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


قوات الحكومة الليبية تحكم سيطرتها على ميناء سرت وتحبط هجوماً لـ "داعش"

طرابلس - أ ف ب

احكمت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت بعدما نجحت في استعادة ميناء المدينة من تنظيم داعش، واحبطت اليوم السبت (11 يونيو/ حزيران 2016) هجوما للتنظيم حاول خلاله الدخول مجددا الى الميناء.

وبعد نحو شهر من بدء العملية العسكرية الهادفة الى استعادة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، اصبح تنظيم داعش محاصرا في منطقة تمتد بين وسط المدينة الساحلية وشمالها، بحسب ما تؤكد القوات الحكومية.

وقال رضا عيسى العضو في المركز الاعلامي الخاص بعملية "البنيان المرصوص" لوكالة فرانس برس ان تنظيم داعش حاول اليوم "الالتفاف على قواتنا ومهاجمتها في الميناء، لكن قواتنا احبطت هجومه هذا".

وذكرت القوات الحكومية على صفحة العملية العسكرية في موقع فيسبوك ان اثنين من عناصرها قتلا واصيب اربعة في هذا الهجوم.

وكان عيسى اعلن في وقت سابق ان قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي نجحت مساء الجمعة في السيطرة على الميناء الواقع في شمال سرت، مشيرا الى ان السيطرة على الميناء "تمت بعدما اقتحمت قوة الميناء وتمركزت فيه".

وياتي دخول قوات حكومة الوفاق الى الميناء استكمالا للتقدم الذي احرزته هذه القوات خلال الايام الماضية في سرت وتمكنت خلاله من السيطرة على القاعدة الجوية الرئيسية في المدينة وعلى معسكرات فيها.

وبحسب القوات الحكومية، اصبح تنظيم داعش محاصرا في منطقة لا تتعدى مساحتها خمسة كيلومترات مربعة تمتد بين وسط سرت وشمالها. لكن هذه المنطقة هي الاكثر كثافة من ناحية السكان والمنازل، ما يؤشر الى ان التقدم السريع قد يتباطأ عند محاولة دخولها.

ويبلغ عدد سكان سرت نحو 120 الف شخص، الا ان غالبيتهم العظمى غادرت المدينة مع سيطرة تنظيم داعش عليها قبل عام. ويقدر مسؤولون في القوات الحكومية عدد السكان الذي بقوا بنحو 30 الفا.

 

- تفخيخ سيارات وجثث - وقتل في عملية "البنيان المرصوص" منذ انطلاقها قبل نحو شهر 137 من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني واصيب حوالى 500 عنصر بجروح، وفقا لمصادر طبية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز قيادة العملية العسكرية.

وقال عيسى ان اغلب خسائر قوات حكومة الوفاق جاءت بسبب "تلغيم الطرقات والجثث وتفخيخ السيارات"، مشيرا الى ان "معلوماتنا تفيد بان تنظيم داعش يقوم حاليا بتفخيخ بعض الشقق والمقرات وهذا سلاحه الابرز".

تستخدم القوات الحكومية في معاركها مع التنظيم المتطرف الدبابات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بينما تخوض مجموعات منها مواجهات مباشرة مع عناصر التنظيم بين المنازل.

وقال مقاتل تابع للقوات الحكومية مفضلا عدم كشف اسمه "الحرب كانت في البداية بالطائرات والمدفعية، والان اصبحت حرب شوارع".

واعلنت القوات الحكومية على صفحة العملية العسكرية في موقع فيسبوك السبت ان سلاح الجو التابع لها شن منذ بداية عملية "البنيان المرصوص" اكثر من 150 غارة جوية استهدفت مواقع تنظيم داعش في سرت، مسقط راس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، ابرزها مدينة مصراتة التي تضم المجموعات الاكثر تسليحا في البلاد اذ تملك طائرات حربية من نوع "ميغ" ومروحيات قتالية.

وتشكلت هذه الجماعات المسلحة في العام 2011 خلال الانتفاضة الشعبية التي قتل فيها القذافي. ورغم اطاحة النظام، احتفظت هذه الجماعات باسلحتها واصبحت اللاعب العسكري الابرز في ليبيا والاكثر تاثيرا في امنها.

كما تخوض قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق معارك مع تنظيم داعش شرق سرت. ونجحت هذه القوات في استعادة قرى وبلدات من التنظيم في الايام الماضية. وبحسب متحدث باسمها، تستعد هذه القوات لاقتحام سرت من جهتها الشرقية.

واثار التقدم السريع لقوات حكومة الوفاق في سرت ترحيب رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر الذي اعتبر في تغريدة على موقع تويتر ان "التقدم السريع للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني ضد داعش في سرت امر مهم جدا".

كما رحبت فرنسا السبت بهذا التقدم. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج "تخوض معركة اساسية" ضد تنظيم داعش.

وقال مصدر دبلوماسي ليبي لفرانس برس "كان من المتوقع ان تحدث معركة عنيفة، لكن المعركة لم تكن صعبة كما كان يتصورها البعض".

واضاف "ربما بالغنا في احصاء اعدادهم؟"، في اشارة الى تقارير تحدثت عن وجود نحو خمسة الاف عنصر من التنظيم المتطرف في ليبيا الغنية بالنفط، غالبيتهم العظمى في مدينة سرت التي تحولت على مدى العام الماضي الى قاعدة خلفية للتنظيم يجند فيها المقاتلين ويدربهم على شن هجمات في الخارج.

وستشكل خسارة سرت نكسة كبيرة للتنظيم المتطرف في ظل تراجعه في سوريا والعراق.



أضف تعليق