إذاعة لبنان.. ذاكرة الطرب العربي
المنامة - محرر منوعات
لا تزال أستوديوهات الإذاعة اللبنانية الرسمية وأرشيفها شاهدا حيا على بواكير الأغاني التي بثت عبر أثيرها مباشرة لعمالقة الطرب العربي، وكانت مسرحا لهم ومنبرا لانطلاق أعمالهم، بينهم الفنانة اللبنانية فيروز ومواطناها الأخوان رحباني، ووديع الصافي، وأم كلثوم، وغيرهم، حسبما نقلت قناة "الجزيرة" القطرية.
وتحتفظ ذاكرة الإذاعة بأصوات هؤلاء وتحديدا في الأستوديو "رقم 6"، أحد أهم مسارح كبار نجوم العرب في الفترة الممتدة من أربعينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته.
وتأسست إذاعة لبنان الرسمية عام 1938 تحت اسم "راديو الشرق"، وعملت آنذاك تحت إشراف سلطات الانتداب الفرنسي، ثم انتقلت ملكيتها في أبريل/نيسان 1946، أي بعد الاستقلال بثلاث سنوات إلى الدولة اللبنانية وأصبح اسمها الرسمي الإذاعة اللبنانية، وفي السبعينيات باتت تعرف باسم إذاعة لبنان، وتتبع مباشرة وزارة الإعلام.
وظلت الإذاعة منذ أربعينيات وحتى سبعينيات القرن الماضي مختبرا صوتيا وممرا إلزاميا لأي مطرب جديد، فالموافقة على أداء أغنية وبثها عبر أثيرها كانت بمثابة جواز مرور إلى عالم الفن والشهرة.
وفي أستوديوهاتها الضخمة والمتعددة وقف عمالقة الفن العربي، فكانت مسارح لهم ومنبرا لإطلاق أعمالهم، بدءا من المطربة فيروز، واسمها الحقيقي ناهد رزق وديع حداد، ومرورا بالأخوين عاصي ومنصور رحباني، ووديع الصافي، واللبنانيتين صباح ونور الهدى، والمصريين أم كلثوم وفايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب، وغيرهم.
وفي الـ29 من فبراير/شباط الماضي تم إطلاق اسم فيروز على الأستوديو "رقم 6" كونه أول مسرح إذاعي تنطلق منه أغانيها عام 1951 وكان مسرحا لتدريباتها، وما زالت الفنانة تواظب على زيارته لتجري تدريباتها هناك.
وإلى جانب الأستوديو "رقم 6" فإن أروقة الإذاعة اللبنانية تحتضن الأستوديو "رقم 5" الذي شهد أيضا إطلاق أغنيات كثيرة لعدد كبير من عمالقة الفن العربي.
ففي عام 1947 أدت أم كلثوم للمرة الأولى أغنية "يا ظالمني" ضمن حفلة مباشرة على الهواء، فقامت الإذاعة بتسجيل الحفلة، وما زال التسجيل موجودا حتى اليوم.
وضمت الإذاعة أستوديو لتسجيل العديد من الأغنيات لكبار الفنانين العرب، أمثال محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش (سوري)، حيث كانا يغنيان مباشرة على الهواء، وكانت الإذاعة مقرا لإطلاق أعمالهما الغنائية الجديدة.
وتحتفظ إذاعة لبنان الرسمية داخل مقرها في منطقة الصنائع (بيروت) بأرشيف ضخم هو الأكثر ثراء من حيث المحتوى الفني في المنطقة العربية، ويحتوي على مئات البرامج والمسلسلات اللبنانية العربية المشتركة، إضافة لمقابلات نادرة وآلاف الأغنيات التي قد يكون أصحابها نسوا أنهم قاموا بأدائها.