(رسالة مواطن)... فصل حقنة الفنرقان عن المُسكِّن يزيد من آلام مرضى "السكلر" ويحمل الممرضين جهداً مضاعفاً
الوسط - محرر الشئون المحلية
لايزال مسلسل البروتوكولات القاسية المفروضة على مرضى السكلر مستمرّاً بحلقاته المتجددة.
في الماضي غير البعيد؛ تنفس (المنجليون) الصعداء عندما حُلَّ قرار الثماني ساعات للأبر المسكنة، وهو إجراء لا يتناسب مع حالة المرضى ذوي النوبات الشديدة جدّاً. كما عوجل في البت في موضوع البروتوكولات المختلفة التي يتبعها أطباء قسم الطوارئ في علاج المنجليين.
كل تلك الجهود، تستحق أن ترفع لها القبعة احتراماً لكل من ساهم في إصلاح الأوضاع، ومد يد المساعدة إلى المرضى والمريضات بأي شكل من الأشكال، سواء كانوا أشخاصاً ممثلين عن وزارة الصحة، جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، الطاقم الطبي والطاقم التمريضي، والأهم من كل ذلك توصيات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، المتعلقة بتسهيل وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلاً دون تقديم أفضل الخدمات الصحية لمرضى فقر الدم المنجلي (السكلر).
حين عمل الجميع ممن عمل جاهدين على إلغاء وتعديل الكثير من البروتوكولات المجحفة بحق أبناء الدماء المنجلية، والسعي إلى تطوير الخدمات المقدمة لهم؛ "وإن كانت أغلب القوانين التي وضعت هي نتيجة لأخطاء بعض المرضى "كما يذكر المعنيون بوضع تلك القوانين والبروتوكولات" أو كعقاب لزلاتهم، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجميع يستحقون العقاب أو أن من الصائب القبول بالظلم الذي يقع على البقية منهم ممن لا ذنب لهم سوى حاجتهم لعلاج يخفف نوباتهم".
فإن الحلقات من جانب آخر متجددة، والقوانين لاتزال تُسَن وتبتدع بين ليلة وضحاها، بسبب أو بغير سبب "مقنع"، ويوضع المرضى أمام واقع التنفيذ الذي لا تراجع عنه.
منع إعطاء الإبر المسكنة وإبرة "الفنرقان" التي تمنع الإحساس بالاستفراغ الذي قد تسببه الإبر المسكنة، وهي معروفة بحرارتها شبه الحارقة للجلد والوريد. ومن المعروف أن أغلب مرضى (السكلر) يعانون من صعوبة العثور على أوردة لهم لوضع المحاليل الوريدية وذلك لضمور أغلبها بسبب كثرة وتكرار الاستخدام.
وقرار كقرار إعطاء كل أبرة على حدة سيزيد من معاناة المرضى لا التخفيف من ألمهم، فإن كانت في السابق نعطاهما سويّاً، فما الجديد وما المانع من استمرار إعطائهما معاً إن لم تكن هناك مشاكل قد نتجت سابقاً من ذلك، إن هذا القرار لا معنى له سوى زيادة معاناة المريض، من حيث الانتظار مدة أطول لتلقي الإبرة والاحساس بمفعولها المهدئ، وبسبب حرارة إبرة الفنرقان على الأوردة ما يستدعي حاجة المريض لتحمل ألم وخزات الإبر ومعاناته من أجل الحصول على وريد مناسب للمغذي، وأيضاً استنزاف وقت طاقم التمريض ذهاباً وإياباً من أجل مريض واحد فما بالكم بستة مرضى أو أكثر.
لقد اعتدنا على موضوع البروتوكولات على غفلة، فما هو بالوضع الجديد، بل ربما قد ترسّخ في عقولنا أن بروتوكولات جديدة سترى النور قريباً في مستشفى السلمانية، فكأننا على ذلك الاعتياد صرنا نترقب ما هو القرار الجديد، أي بروتوكول سيولد، عمّ سيكون، ولأي حُجّة أُخترع.
غير أن هذا القانون الغريب لم يكن له سبب مقنع، أو بالأحرى لم نسمع ولم نُخبَر عن أي سبب، بل إن أغلب الممرضات أبدين امتعاضهن وطلبن من المريضات أن يعترضن ويشتكين ويتناقشن مع الأطباء لمنع استمرار هذا القرار اللامنطقي، فالممرضات أيضاً لا يرين سبباً مقنعاً له ولا فائدة مرجوة منه سوى عمل مضاعف، جهد مضاعف، وقت مضاعف لهن بـ "double job"؛ لإنجاز مهمة لا تحتاج أكثر من خمس دقائق فيما سبق واليوم صارت تستنزف ربع ساعة لنفس المهمة لمريض واحد فقط.
سوسن العرادي