العدد 5023 بتاريخ 07-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةصحة
شارك:


استشاري "الباطنية": مرضى قرحة المعدة والسكري والقلب يمكن لهم الصيام بشروط

المنامة - بنا

أكد الأستاذ المشارك في الباطنية العامة في الجامعة الايرلندية، واستشاري الباطنية والأمراض المعدية بالمستشفى العسكري مناف القحطاني، أن كثيرا من الناس يشكون من عسر الهضم، وهي كلمة شائعة تشمل عددا من الأعراض التي تعقب تناول الطعام، كألم البطن وغازاتها، والتجشؤ والغثيان، وخاصة عقب تناول وجبة كبيرة، أو عقب تناول طعام غني بالدسم أو البهارات، مشيرا إلى أن هؤلاء عادة ما تتحسن أعراضهم بصيام رمضان شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو التهاب في المريء، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار.

وقال في تصريحاتٍ خاصة لوكالة أنباء البحرين "بنا" إن المصاب بالقرحة المعدية يستطيع الصيام إذا كان يتناول أدويته بانتظام ولا يشكو من أية أعراض، ولكن عليه الإفطار إن كان مصابا بقرحة حادة، يشكو فيها من الألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، أو في حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة. وكذلك الأمر عند الذين تستمر أعراض القرحة عندهم رغم تناول العلاج بانتظام.

وتابع قائلا: تشير الدراسات الحالية أنه لم تحدث أية مشاكل مهمة عند صيام مرضى السكري من النوع الثاني،الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم، والمسيطر عليه، ولكن لا بد من استشارة الطبيب، فالذين يتناولون جرعتين من الأقراص الخافضة لسكر الدم ينصحون عادة بتناول الجرعة الأولى عند الإفطار، وهي الجرعة التي كانت تؤخذ عند الصباح، أما الجرعة الثانية فتؤخذ عند السحور، وتكون عادة نصف الجرعة التي كان يأخذها في المساء، أما المرضى الذين يتناولون الأنسولين، خاصة الجرعات العالية، فلا ينصحون عادة بالصيام. وقد يصر بعضهم على الصيام، فلا بد من استشارة الطبيب قبل ذلك.

وعن مريض السكر الذي لا يستطيع الصوم، قال ان هذه الفئة تشمل مريض السكري الشبابي، والمصاب بمرض السكر غير المستقر، والحامل المصابة بالسكري، ومريض السكري الذي يحقن بكمية كبيرة من الأنسولين، أو الذين يتعاطون الأنسولين مرتين يوميا. وينبغي التنبيه على وجوب قطع الصيام فورا عند حدوث أعراض نقص السكر مهما كان قرب موعد المغرب. كما ينصح هؤلاء المرضى بتقسيم وجباتهم إلى ثلاثة أجزاء متساوية: الأول عند الإفطار، والثاني بعد صلاة التراويح، والثالث عند السحور. ويوصى بتأخير السحور إن أمكن. كما ينبغي التحذير من الإفراط في الطعام، وخاصة الحلويات أو السوائل المحلاة وما شابه.

وأكد انه للصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب، وذلك لأن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم. وكثير من مرضى القلب يصومون في رمضان دون مشاكل تذكر. ولكن ينبغي دوما استشارة الطبيب - كما في كل الأمراض الأخرى - لتقرير من يصوم ومن لا يصوم.

وأضاف: يستطيع، عادة، مريض ارتفاع ضغط الدم الصيام. ولحسن الحظ، فإن معظم أدوية الضغط تعطى مرة أو مرتين في اليوم، فيتناولها المريض وقت السحور وعند الإفطار. وأما المصاب بفشل (هبوط) القلب فينصح بعدم الصيام إذا كان بحاجة إلى تناول مدرات بولية بجرعات عالية.

أما مرضى الربو، فقال عنهم إذا كانت حالته مستقرة ولا يحتاج إلى تناول البخاخ أثناء النهار، أمكنه الصيام. ولكن قد يحتاج مريض الربو إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند الإحساس بضيق في الصدر، يعود بعدها إلى ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي. فلا ينبغي للمريض عند حدوث الأزمة متابعة الصيام بل عليه تناول البخاخ فورا. ومن العلماء الأفاضل من أفتى بأن هذه البخاخات لا تفطر.

أما مرضى الكلى فلا بد من استشارة طبيبهم قبل دخول رمضان للتحقق من إمكانية صومهم أم لا، فالصيام قد يكون عبئا على المريض المصاب بالفشل الكلوي، وخصوصا في المناطق الحارة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة الدموية والكرياتينين في الدم. ولهذا ينصح مرضى الفشل الكلوي المزمن عادة بعدم الصوم. وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بوجوب تناول كمية وافرة من السوائل ما بين الإفطار والسحور، وتجنب تعرضهم للمجهود المضني أثناء النهار أو للحر الشديد.

وأكد أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن صيام رمضان يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية عند الحامل، ولكنها لا تؤثر على الحامل سليمة البدن، والتي لا تشكو من أية أعراض عضوية. ومع ذلك لا يمكن إطلاق قول حاسم على كل الحوامل والمرضعات بحيث نقول إن الحامل أو المرضع تستطيع الصيام، وأخرى لا تقدر عليه. وعلى كل حال فإذا ما شعرت الحامل أو المرضع بصداع شديد أو إجهاد عام، فعليها استشارة الطبيب فقد يكون هناك أمر غير طبيعي.

وخلص إلى أن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى، بل ينبغي بحث كل مريض على حدة، ولا يتيسر ذلك إلا للطبيب المختص، فهو يملك ما يكفيه من المعطيات التي تمكّنه من نصح مريضه بإمكانية الصوم أو عدمه، فلا بد من استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار في الصيام.



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | 3:54 ص مبارك عليك الشهر دكتور مناف وشكرا لك على التوضيح والتفصيل في ميزان حسناتك . تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال . رد على تعليق
زائر 2 | 2:44 ص معلومات عامة مهمة في مجال الامراض والتطبيب بعضها جديدة علي ..
شكرا للدكتور مناف على سردها واللهيوفقه و يحفظه ويحفظ جميع المسلمين رد على تعليق