زراعة البذور من أجل محاصيل أفضل لغرب أفريقيا
ديمبوكرو (ساحل العاج) - البنك الدولي
لم تدفع الحرارة الشديدة في منتصف اليوم إلى إبطاء العمل بمزرعة بيلهوف لبذور الأرز في مدينة ديمبوكرو، جنوب وسط ساحل العاج. كان العمال يعبئون عدة أطنان من بذور الأرز عالية الجودة منذ الصباح الباكر. وبمجرد تحميلها في الشاحنات، ستباع البذور لمزارعي الأرز في أنحاء البلاد.
وحسب الرئيس التنفيذي لمزرعة بيلهوف فوستين لوهوري "البذور التي تأتي من مزارع إكثار البذور أفضل جودة، وأشد مقاومة للحشرات، ويمكنها أن تزيد الإنتاج 50 في المائة عن إنتاج الأنواع التقليدية. وفي الوقت نفسه، فإن البذور التقليدية التي يستخدمها المزارعون محليا يمكن أن تكون عرضة للإصابة بالحشرات والرطوبة، وتسبب أحيانا فقد المزارعين لمحاصيلهم. فمن الممكن أن تتسبب البذور منخفضة الجودة في نقص الغلة، وهو ما يمكن أن يؤثر على دخل المزارعين وكذلك على توفر المواد الغذائية الأساسية في الأسواق".
ولكن ماذا، ببساطة، لو لم تتوفر البذور ذات الجودة؟
لمدة طويلة، كان الحال هكذا في ساحل العاج، حيث تعرض نظام تطوير البذور وتوزيعها للتدمير من جراء نقص البنية التحتية والتمويل، وكذا عدم الاستقرار السياسي. وكانت بنوك البذور قد تقلصت باطراد بمرور السنوات. وبينما انهارت المنظومة الوطنية للبذور، كافح العلماء لإيجاد موارد لتطوير وتنويع سلالات بذور محسنة. وقد منع نقص الموارد أيضا منتجي البذور من إنبات المخزون المتاح وإنتاج المزيد من البذور لأعداد أكبر من المزارعين.
اضطر المزارعون - أمام الخيارات المحدودة - إلى الاعتماد على البذور منخفضة الجودة التي أنتجت غلات أقل. لذا فحتى مع ارتفاع الطلب، تم إنتاج وتسليم غذاء أقل للأسواق. لقد تضرر حجم المواد الغذائية الأساسية المتاحة.
ولم يكن الأرز، الذي يعد جزءا كبيرا من تغذية الأيفوريين بمعدل استهلاك سنوي يبلغ 70 كيلوجراما للفرد، استثناءً في ذلك. وتوضح الإحصاءات أن نظام البذور المتداعي أثر على المعروض من الأرز: في السنوات الأخيرة، استوردت كوت ديفوار أرزا بقيمة نحو 500 مليون دولار سنويا.
كما ان المزارعون يحتاجون بذورا عالية الجودة كي يطعموا كل الناس، في كل مكان، كل يوم.
هذا هو السبب الذي يعمل من أجله برنامج الإنتاجية الزراعية لغرب أفريقيا التابع للبنك الدولي مع ساحل العاج – والبلدان الأخرى في غرب أفريقيا- لإحياء وتعزيز أنظمة البذور. مدير مكتب ساحل العاج بالبنك الدولي بيير لابورتيه يقول" تظهر تجارب ساحل العاج أهمية إشراك مختلف أصحاب المصلحة لإنبات وتوفير البذور عالية الجودة اللازمة وتعزيز الإنتاجية الزراعية وإتاحة المزيد من الغذاء. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ساندت المؤسسة الدولية للتنمية إصلاحات ناجحة زادت من قدرة قطاع الزراعة على المنافسة، ومكنت المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة من تحسين دخولهم، وأمنهم الغذائي، ورفاهتهم على نحو كبير".