مدفع الإفطار بالبحرين... عادة ما قبل "عصر النفط" تنتصر على الحداثة
الوسط - محرر الشئون المحلية
على رغم كونه من أقدم العادات التي عرفتها المملكة الخليجية الأصغر بين جيرانها من حيث المساحة، فإن مدفع الإفطار أو مدفع رمضان، يحقق مع حلول شهر رمضان من كل عام، انتصاراً جديداً على "الحداثة"، بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية أمس الإثنين (7 يونيو / حزيران 2016).
فمازال المدفع يحتفظ بكونه أيقونة الشهر العظيم لدى البحرينيين، ويجذب الكثيرين حوله مع قدوم الشهر الفضيل من كل عام، على رغم ما عرفته الحياة من تغييرات حداثية على كافة المستويات، أدت إلى اندثار الكثير من العادات والتقاليد القديمة.
"ارمِ".. بهذه الكلمة تطلق قذيفة مدفعية صوتية من مدفع الإفطار في مملكة البحرين، منذ ثلاثينات القرن الماضي، وقبل أن يعلن اكتشاف النفط أو تأسيس المملكة.
وعادة ما يقوم أفراد من رجال الأمن بإطلاق القذيفة لحظة مغيب الشمس، لإعلان حلول موعد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك.
ولا يقتصر دور المدفع على إعلان موعد الإفطار، لكنه يطلق قذيفته أيضا ليعلن موعد دخول شهر رمضان عند ثبوت الرؤية، وكذلك عند ثبوت رؤية هلال شوال معلناً حلول عيد الفطر السعيد، ويطلق أيضاً قذائفه عند حلول عيد الأضحى، وتكون عدد قذائف العيدين 12 قذيفة، لكل منهما.
وفي وقت الغروب وقرب موعد أذان المغرب بشهر رمضان المبارك في مملكة البحرين، يتجمع العشرات من المواطنين والمقيمين برفقة ذويهم لمشاهدة مدفع الإفطار، وهو يطلق قذيفته.
وبحسب مراسل الأناضول، يعد مدفع الإفطار بالبحرين مظهراً من مظاهر شهر رمضان المبارك، فقد ارتبط اسمه بالشهر الكريم وروحانياته، كما يحكي ذكريات قديمة يستمتع بها الأهالي باسترجاعها بين الحين والآخر.
ولا يوجد عام محدد يمكن القول إن مدفع الإفطار ظهر فيه بالبحرين، غير أن بعض المصادر تحدثت إلى مراسل الأناضول عن أن مدفع الإفطار في البحرين يعود إلى ما قبل عصر النفط، في ثلاثينات القرن الماضي، وقد انتقلت هذه العادة من عدة بلدان عربية إلى البحرين التي تستمر فيه هذه العادة القديمة الى هذا اليوم.
ووفق المصادر، توكل مهمة الإشراف على مدفع الإفطار والإمساك وضبط التوقيت لأحد شيوخ الدين الذين يحددون موعد غروب الشمس وفق توقيت الساعة، مقارنة بغروب الشمس الفعلي.
وفي السابق كان يتولى تعيين المشرف على مدفع الإفطار، قضاة الشرع في البحرين، حيث كان يتم اختيار المشرفين على المدفع ممن يعرفون بالأمانة وضبط التوقيت، وحاليّاً، تتولى وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف هذه المهمة، بحسب مراسل الأناضول.
وتتعدد أماكن إطلاق مدفع الإفطار في البحرين، حيث تتواجد حاليًّا في مخلتف المحافظات، بحسب مصادر محلية.
وتشير بعض المصادر إلى أن شمال المنامة، كان الموقع المخصص لمدفع الإفطار في العاصمة قديماً، ومن ثم انتقل موقع مدفع الإفطار إلى الأرض المقابلة لسوق المنامة المركزي بعد دفن جزء من البحر لإنشاء السوق، وبقي مكان المدفع في هذا المكان من المنامة لعدة عقود.