الشاي الهندي يغزو مقاهي سيليكون فالي
سان فرانسيسكو- أ ف ب
تعرف منطقة سيليكون فالي بمقاهيها حيث تتوالد الأفكار الابتكارية في مجال التكنولوجيا، ويحاول شاي الكرك الهندي (تشاي) أن يكتسب مكانة فيها إلى جانب القهوة، بدعم من الجالية الهندية التي تعمل في قطاع التكنولوجيا.
وبدأت القصة مع غاوراف تشاولا المهندس السابق في شركة المعلوماتية "سايلزفورس" في سان فرانسيسكو الذي كان مستاء جدا من صعوبة العثور على نوع جيد من التشاي، كما هي الحال في وطنه حيث يعد هذا الشاي الذي يضاف مطيبات من حليب وتوابل جزءا لا يتجزأ من المشروبات اليومية.
ويخبر المهندس الهندي وكالة فرانس برس "فككت آلة صغيرة لطبخ الأرز وأعدت برمجتها ... وتمكنت بفضلها من إعداد تشاي لذيذ المذاق وأدركت أنه من الممكن أتمتة هذه التقنية".
وحتى لو كان غاوراف تشاولا متخصصا في الأصل بالبرمجيات، فهو دأب على صناعة آلة لتحضير شاي الكرك الهندي سهلة الاستخدام كما هي الحال مع الات "نيسبريسو" لاعداد القهوة.
وجرب النموذج الثاني من آلته في مكاتب "غوغل" إلى أن أصابه عطل وبات نموذج آخر منه قيد الاختبار في مقر "دولبي".
وساعدت هذه التجارب على تطوير جيل أول من آلات إعداد التشاي من المزمع طرحه في الاسواق في آذار/مارس 2017. ومن الممكن القيام بطلبيات مسبقة مع سعر ترويجي قدره 249 دولارا، على أن يبلغ سعر البيع 399 دولارا.
وبغية تحضير التشاي بالطريقة التقليدية، "لا بد من نقع الشاي الأسود والتوابل ثم إضافة الحليب إلى الخلطة مجددا"، بحسب غاوراف تشاولا الذي يشدد على ضرورة التنبه للعملية برمتها خصوصا بعد إضافة الحليب.
وتحضر آلاته كوب تشاي في الوقت عينه بواسطة مزيج من الشاي والمطيبات في كبسولات وحليب أو بديل نباتي له يختاره المستخدم.
وستتولى شركة "تشايم" الناشئة التي أسسها غاوراف تشاولا مع مهندس يعمل في شركة "وليامز سونوما" للأجهزة المطبخية والمنزلية، تسويق هذه الكبسولات.
تشاي على عربة جوالة
راح شاي الكرك الهندي يلقى رواجا في الولايات المتحدة خلال السنوات العشرين الأخيرة، لدرجة أن مقاهي شهيرة مثل "ستاربكس" أدرجته في قائمتها.
ويشتد الإقبال عليه خصوصا في منطقة سان فرانسيسكو بدعم من الجالية الهندية الكبيرة التي تعمل في قطاع التكنولوجيا.
ويؤكد غاوراف تشاولا أن "تأثير الهنود المقيمين في سيليكون فالي كبير جدا ... وحتى لو كانت القهوة المقدمة لذيذة جدا، ما من بديل للتشاي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الثقافة الهندية".
وقد أخبره أصدقاء له يعملون في "مايكروسوفت" أن المجموعة العملاقة تستعين باختصاصيين في تحضير التشاي في حرمها.
أما باوان كوتهاري، فهي اختارت من جانبها بيع التشاي في عربة تجول فيها شوارع سان فرانسيسكو.
وباوان كوتهاري الهندية الأصل تخرجت من مدرسة التجارة الفرنسية "إنسيد" وعملت لأكثر من عقد في شركات تكنولوجية في سيليكون فالي قبل أن تقرر سنة 2009 تحويل هوايتها إلى شركة ناشئة.
وهي تخبر "كنت أريد أن يتذوق الناس الطعم الحقيقي للتشاي المعد منزليا".
وبدأت باوان كوتهاري بتحضير التشاي في منزلها وبنقله على عربة صغيرة تجرها بدراجة هوائية لبيعه لسكان الحي.
وهي تركت وظيفتها في قسم التسويق في شركة "آي بي ام" لتأسيس شركتها الخاصة "تشاي كارت" التي تسجل نموا مطردا.
وتقر كوتهاري "تعجبت بعدد الأشخاص الذين كانوا يريدون التلذذ بمشروب تشاي طيب وليس في سان فرانسيسكو فحسب، بل في مناطق أخرى".