العدد 5020 بتاريخ 04-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


المسلمون الأميركيون يصفون الملاكم الراحل محمد علي بسفير النوايا الحسنة للإسلام

 نيويورك، لوس أنجيليس – رويترز

بوفاة الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي ربما يكون مسلمو الولايات المتحدة فقدوا بطلهم الأعظم وسفير النوايا الحسنة للإسلام في دولة تعاني فيها الأقلية المسلمة من سوء الفهم وعدم الثقة.

وقال طالب شريف وهو إمام مسجد محمد في واشنطن "نحمد الله عليه".

وأضاف أمام حشد من قيادات دينية إسلامية حضروا لتأبين علي في واشنطن السبت "أميركا يجب أن تحمد الله عليه. كان بطلا أميركيا".

وتوفي علي بأحد مستشفيات فينيكس عن عمر ناهز 74 عاما.

وبدءا من الاضطرابات المتعلقة بالحقوق المدنية وحركات المسلمين السود في ستينيات القرن الماضي وصولا إلى كارثة 11 سبتمبر/ أيلول ظل علي بطلا في نظر المسلمين الأميركيين وغيرهم بالولايات المتحدة.

وأشاد المسلمون بالملاكم الراحل كبطل للعدالة الاجتماعية ونصير دائم للأعمال الخيرية ومناهض للحرب الأمريكية على فيتنام.

وعلاوة على ذلك يقولون إنه كان مسلما أثار إعجاب مجتمع غالبيته من المسيحيين رغم أنه صدم كثيرين منهم بانضمامه إلى جماعة أمة الإسلام وتغيير اسمه من كاسيوس كلاي إلى محمد علي في عام 1964.

وقال وارث دين محمد الثاني نجل الزعيم السابق للجماعة في بيان "عندما ننظر في تاريخ مجتمع الأميركيين الأفارقة يبرز محمد علي كأحد العناصر المهمة في نشر الإسلام في أميركا."

ومع وجود نحو 3.3 مليون مسلم في الولايات المتحدة يشكل المسلمون نحو واحد في المئة من عدد السكان معظمهم مهاجرون وأميركيون أفارقة اعتنقوا الإسلام.

ورغم اندماجهم في المجتمع الأميركي بصورة أفضل من أقرانهم في أوروبا يواجه المسلمون الأميركيون صعوبات كبيرة حتى في الوقت الذي تشهد فيه التركيبة السكانية تراجعا في عدد البيض والمسيحيين.

ومنذ عام 2011 يعاني المسلمون الأميركيون من رد فعل عنيف من الأميركيين الذين يضعون كل المسلمين في نفس فئة من يهاجمون المدنيين بدوافع جهادية.

وقبل عقود أثارت قيادات من المسلمين السود مثل إليجاه محمد ومالكولم إكس مؤسسة البيض بمطالباتهم كأقليات دينية وعرقية بمساواة المسلمين مع غير المسلمين. وانتهج محمد خطابا منددا بظلم البيض وعارض دمج الأعراق.

لكن محمد علي حظي بالتبجيل على نطاق واسع. ومع ذلك فإن تصريحاته الجريئة المناوئة لتفوق البيض ورفضه لتبني نموذج جسده المسيحي مارتن لوثر كينج جعلته عرضة لانتقادات جاءت معظمها من البيض وأيضا من بعض السود.

وقال فرانك جوريدي أستاذ التاريخ المساعد الزائر بجامعة كولومبيا "إن طهارة صورة علي في الأعوام الأخيرة جعلت كثيرين ينسون تعرضه للسباب خلال ستينيات القرن الماضي بسبب اعتناقه الإسلام ولرفضه التجنيد في صفوف القوات المسلحة الأميركية".

وأضاف "كان ينظر إليه على أنه خائن للولايات المتحدة الأميركية."

وفي السبعينيات اعتنق علي المذهب السني في الإسلام الذي يعتنقه معظم المسلمين في أنحاء العالم ثم صار صوفيا.

وخلال تجمع لقيادات المسلمين الأميركيين في واشنطن تناوب المتحدثون على ذكر محاسنه.

وفي ديسمبر كانون الأول الماضي دافع علي عن المسلمين بعد أن اقترح المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب منع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة بعد هجمات المتشددين في باريس وسان برناردينو في كاليفونيا.

وقال علي في بيان "ينبغي على قادتنا السياسيين استغلال مواقعهم في تحقيق فهم صحيح للإسلام وتوضيح أن القتلة المغرر بهم كانوا سببا في عدم فهم الناس لحقيقة الإسلام."

كما استغل علي تأثيره للدعوة لإطلاق سراح جيسون رضائيان مراسل صحيفة واشنطن بوست الذي قضى 18 شهرا في أحد سجون إيران وكذلك دانيال بيرل مراسل وول ستريت جورنال الذي أسره إسلاميون متشددون في باكستان وأعدموه لاحقا في عام 2002.

وقالت نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "محمد علي كان هدية من الله... ليس فقط للمسلمين بل للعالم كله".



أضف تعليق