كلينتون امام تحدي تحويل الدعم الفاتر الى حماسة عارمة
أوكسنارد - أ ف ب
التقت هيلاري كلينتون التي توشك على حيازة ترشيح الحزب الديمقراطي إلى منصب الرئاسة بأنصارها أمس السبت (4 يونيو/ حزيران 2016) في بلدة زراعية بكاليفورنيا، بينما كان آلاف الشباب في احتفال صاخب في لوس انجلوس المجاورة لمشاهدة بطلهم وخصمها بيرني ساندرز.
ففيما أمضى السياسيان وقتهما يجوبان اكبر ولايات البلاد قبل استحقاق الثلثاء التمهيدي، وسط فوز شبه مضمون لكلينتون بتمثيل حزبها في الانتخابات النهائية، ما يزال ساندرز قادرا على جذب حشود اكبر وأكثر ديناميكية.
يعكس الفارق الكبير بين المرشحين، أي مخاطبة كلينتون المئات في قاعة الرياضة بمدرسة ثانوية في اوكسنارد بالموازاة مع إثارة ساندرز حماسة الآلاف في مدرج لوس انجلوس، التحديات أمام المرشحة التي انتقلت للتركيز على معركتها مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب مستندة إلى دعم فاتر لدى الكثير من الديمقراطيين.
قال جيريمي جاكسون الأستاذ البالغ 39 عاما في اوكسنارد لوكالة فرانس برس "أظن أن هناك بعض الملل من كلينتون"، التي تتصدر الساحة العامة الأميركية منذ حوالي ثلاثة عقود.
أضاف "كما أن الناس لا تعجبهم المقاربات المنطقية، ويحبذون التطرف".
لكن خبيرة في القانون الفدرالي في اوكسنارد عرفت عن نفسها باسم اريكا ب، 35 عاما قالت إن أنصار كلينتون لا يتمتعون "بكل ذاك الزخم، لكن هذا لا يعني إننا نفتقر إلى الحماسة" مضيفة "مللنا من الحاجة إلى الدفاع المستمر عن هيلاري، ربما لذلك لا نعبر بصخب بشكل دائم".
تعكس حملة كلينتون بشكل صارخ الطبقة التقليدية للقيادة الديمقراطية. فهي كانت سيناتورة وتولت وزارة الخارجية لدى الرئيس باراك اوباما، وكانت سيدة أولى أثناء رئاسة بيل كلينتون، مقابل ساندرز الذي يمثل الدخيل المشاكس بامتياز.
لكن رغم دخول كلينتون التاريخ في حال انتخابها، كأول امرأة تتولى رئاسة البلاد، فحتى هذا الانجاز قد يخف بريقه بعد انجاز الرئيس الحالي قبل ثماني سنوات عندما أصبح أول رئيس اسود.
وتبدو نسب استبعاد كلينتون مرتفعة جدا، على غرار نسب ترامب، الملياردير المتبجح الذي من المرجح تعيينه مرشحا للجمهوريين لانتخابات الرئاسة.
في لقاء السبت أكد ساندرز انه يحرز نتائج أفضل من ترامب.
كما قال انه سيحمل معركته إلى المؤتمر الديمقراطي في يوليو حيث سيسعى إلى جذب عدد كاف من كبار الناخبين، الذين يحق لهم التصويت لمن يشاءون في المؤتمر، للفوز بالترشيح الديمقراطي.
لكن فرص نجاحه تبدو ضئيلة، مع جمع كلينتون أصوات 2313 مندوبا بحسب شبكة سي ان ان، أي اقل بـ70 مندوبا من العدد الكافي لضمان التعيين.
واقتربت كلينتون أكثر من الهدف السبت ففازت في المجلس الشعبي الانتخابي في فيرجن ايلاندز بالمندوبين السبعة، فيما تتنافس الأحد في بورتو ريكو على 60 مندوبا.مع أكثر من 600 مندوب على المحك في الانتخابات التمهيدية الثلاثاء في 7 يونيو/ حزيران حيث تختتم كلينتون سباق التعيين مع تصويت ولايات كاليفورنيا ونيوجيرزي وأربع أخرى.لكن لماذا يبدو التاييد فاترا لإحدى النساء اللواتي يحظين بأكبر قدر من الاحترام في الولايات المتحدة؟
"ساندرز يصغي إلينا"
للإجابة على السؤال قالت شانون فريشاور المساعدة القانونية البالغة 41 عاما من لوس انجلوس التي انتظرت وسط حر كاليفورنيا للمشاركة في لقاء كلينتون في اوكسنارد، أن السيدة الأولى السابقة معروفة لدى الملايين خصوصا داعميها. وأوضحت أن "التعبير الوحيد المهم عن الحماسة يكمن في التوجه الى صناديق الاقتراع".
أضافت أن كلينتون كسبت ثلاثة ملايين صوت إضافي في السباق التمهيدي مشيرة إلى "وجود ثغرة في تعريف الحماسة".
ويصر الكثيرون من أنصار كلينتون على إنها ستوحد الحزب وتتجه الى الانتخابات النهائية مع تقدم قوي على ترامب على مستوى التجربة والمواقف السياسية والالتزام بتحسين ظروف الطبقات المتوسطة والعاملة.
وقالت العضو في الكونغرس جوليا براونلي بعد الحدث الانتخابي لكلينتون "اعتقد ان كلينتون تتمتع بزخم قوي" لافتة إلى "تعزز" دعم المرشحة بعد خطابها الاسبوع الفائت بشأن السياسة الخارجية الذي هاجمت خلاله ترامب.
لكن كلينتون قد تخسر كاليفورنيا التي أحرزتها في 2008 عندما حققت نتائج مهمة بمواجهة اوباما في الانتخابات التمهيدية.
لكنها اليوم تواجه اندفاعه مذهلة من مرشح منافس.
ويؤكد أنصار ساندرز انه سيتحتم على كلينتون ان فازت، كسب تأييد الديمقراطيين المشككين والمستقلين. وأوضح ترافيز سنايدر-ايتون الكاتب المسرحي البالغ 25 عاما فيما ارتدى قميصا يعبر عن تاييد ساندرز انه سيترتب على كلينتون "أن تأخذ في الاعتبار إننا نؤيد بيرني، لا لأنه ظاهرة مميزة، ولا لأنه يعرض علينا دراسة مجانية" بل لأنه "يصغي إلينا".
وعبر آخرون عن أراء أكثر حدة مشددين على تلطخ صورة الزوجين كلينتون بغطاء مخادع، لكنهم يتخذون موقفا أكثر برغماتية عند مواجهة احتمالات فوز ترامب بالرئاسة.وقالت المنتجة التلفزيونية المناصرة لساندرز بات ماغي "يجب أن أؤمن أن هيلاري أفضل من ترامب، ولذلك سأصوت لها" في الانتخابات النهائية الرئاسية.