وفاة مواطن عماني جراء إصابته بمرض حمى القرم "الكونغو النزيفية"
الوسط - المحرر الدولي
قالت صحيفة "الشبيبة" العمانية إنه تم تسجيل الحالة الثامنة لحمى القرم "الكونغو النزيفية" في سلطنة عمان لهذا العام، وكانت لمواطن من محافظة ظفار توفي جراء المرض.
وبين التقصي الوبائي أن المواطن خالط الحيوانات.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة العمانية أنه لم تسجل أي حالة انتقال للمرض من إنسان إلى آخر لا في المؤسسات الصحية ولا خارجها منذ تسجيل أول حالة في السلطنة عام 1995.
وأهابت الوزارة بجميع المواطنين والمقيمين اتباع العادات الصحية السلمية مثل غسل اليدين بالماء والصابون وارتداء القفازات والملابس والأحذية الواقية عند التعامل مع اللحوم أو الحيوانات، والقيام بالذبح في مسالخ البلدية قدر الإمكان.
وحمى القرم "الكونغو النزفية" هو مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد. ويتسبب فيروس حمى القرم –الكونغو النزفية- في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%. ويتوطن فيروس حمى القرم –الكونغو النزفية- بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً وهي الحدود الجغرافية للقراد الناقل الرئيسي للعدوى و تعد من الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان (حيوانية المصدر)، حسبما ذكرت صحيفة "الحدث" العمانية.
ما هو وضع السلطنة؟
سجلت أوائل الحالات بالسلطنة سنه 95-1996 حيث تم إجراء مسح سيرولوجي في مختلف مناطق السلطنة لمعرفه وضع المرض واستوطانه،وقد سجلت حالات متفرقة في مختلف مناطق السلطنة خلال السنتين الأخيريتين بين المتداولين والمخالطين للحيوانات والمربين لها (خاصة من لم يتقيدوا بالإجراءات الوقائية خلال عمليات الذبح والتربية وممن يمارسونها كمهنة ثانوية من الوافدين) ،ويمكن تفسير ازدياد حالات حمى القرم -الكونغو النزفية- إلى دقة نظام الترصد الوبائي لأمراض الحمى النزفية الحادة خلال السنوات الأخيرة ودقة التشخيص المخبري والتعاون المشترك بين مختلف الجهات المعنية.
يعد مرض حمى القرم -كونغو النزفية- من الأمراض ذات الأولوية العالية على المستوى العالمي والمحلي ويتم التبليغ عنها خلال 24 ساعة حتى يتسنى التدخل السريع لإجراءات التقصي الوبائي من قبل الجهات المعنية بالمرض كوزارة الصحة ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية، والبلديات الإقليمية.
كيف يتم انتشار المرض وكيف يصيب البشر؟
تصاب الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار بالعدوى عن طريق لدغة القرادات المصابة بالعدوى وينتقل فيروس حمى القرم -الكونغو النزفية- إلى البشر إما عن طريق لدغة القرادات أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة،وينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.وقد ينتقل الفيروس أيضاً إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية وإعادة استخدام الإبر وتلوث اللوازم الطبية.
من هم المعرضون لخطر الإصابة بالمرض؟
تظهر معظم الحالات بين صفوف العاملين في تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين وعمال المجازر والأطباء البيطريين وكما يعتبر الأفراد والمسافرين إلى المناطق الموبوءة عرضة للخطر عند وجودهم في الأماكن ذات الخطورة كأماكن تربية المواشي أو المسالخ.
ما هي أعراض الحمى النزفية ؟
يعتمد طول فترة حضانة المرض على طريقة اكتساب الفيروس، وعموما تتراوح فترة الحضانة من يوم إلى 13 يوماً. وتظهر أعراض المرض فجأة، ومنها الحمى وآلام العضلات والدوخة وآلام الرقبة وتَيَبُّسها وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء.ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالفيروس الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، تليها تقلبات مزاجية حادة وارتباك،وقد يحل محل هذا التَهَيُّج الشعور بالنعاس والاكتئاب والتراخي بعد يومين إلى أربعة أيام، وقد تتركز آلام البطن في الربع العلوي الأيمن مع حدوث تضخم ملحوظ في الكبد.
ومن العلامات السريرية الأخرى سرعة نبضات القلب وتضخم الغدد اللمفاوية وظهور طفح نمشي (طفح ناتج عن النزف تحت الجلد) وظواهر نزفية أخريى،وعادةً ما تظهر دلائل على حدوث التهاب في الكبد، وقد يعاني المرضى ذوي الحالات الخطيرة من تدهور سريع في وظائف الكلى أو فشل كبدي أو رئوي مفاجئ بعد اليوم الخامس من المرض. ويتم تشخيص العدوى بفيروس حمى القرم -الكونغو النزفية- بإجراء عدة اختبارات مخبرية.
هل يوجد علاج للمرض ؟
يتمثل النهج الأساسي المُتَّبع في إدارة حالات الإصابة البشرية بحمى القرم -الكونغو النزفية- في توفير رعاية داعمة عمومية للمرضى وعلاج ما يظهر عليهم من أعراض.
ويمكن استخدام عقار ريبافيرين المضاد للفيروسات في علاج حالات الإصابة بحمى القرم -الكونغو النزفية- .
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالمرض؟
لا يوجد حالياً أي لقاح آمن وفعال متاح على نطاق واسع للاستخدام البشري وفي ظل عدم وجود لقاح فعال فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو إذكاء الوعي بعوامل الخطر وتوعية الناس بالتدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرض للفيروس.
وينبغي أن تركز المشورة الصحية العامة على الجوانب المتعددة التالية:
للحد من خطر انتقال العدوى من القرادات إلى الإنسان ينبغي- خاصة بحظائر تربية الماشية والمزارع والمسالخ-
ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وسراويل طويلة) وكذلك ارتداء ملابس فاتحة اللون لسهولة اكتشاف وجود أي قرادات على الملابس.
استعمال أنواع مُعتمَدة من المبيدات الكيميائية المخصصة لقتل القرادات على الملابس
استعمال نوع مُعتمَد من المواد الطاردة على الجلد والملابس.
وكذلك فحص الملابس والجلد بانتظام لاكتشاف وجود أي قرادات عليهما؛ وفي حالة اكتشافها يجب إزالتها بطريقة آمنة.
تَجَنُّب المناطق التي تتواجد فيها القرادات بكثرة والفصول التي يصل فيها نشاطها إلى أعلى مستوياته.
وللحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ينبغي:
- ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات أو أنسجتها في أماكن تَوَطُّن المرض، ولا سيما خلال إجراء عمليات الذبح في المجازر أو المنازل.
- الإبلاغ عن المرض للسلطات البيطرية والصحية.
- عدم سحق القراد باليد أو نزعه باليد والتلوث بدمائه.
- وللحد من خطر انتقال العدوى من الانسان إلى الإنسان ينبغي:
- تَجَنُّب الاتصال الجسدي المباشر بالمصابين بفيروس حمى القرم -الكونغو النزفية.
- ارتداء القفازات والمعدات الواقية (PPEs) عند رعاية المرضى المصابين بالفيروس .
- المداومة على غسل اليدين بعد رعاية المرضى المصابين بالفيروس أو زيارتهم.