بنزيمة ينهي مسيرته الدولية بردة فعل "غير مدروسة"

الوسط - المحرر الرياضي

يبدو أن نجم المنتخب الفرنسي وريال مدريد الاسباني قد أنهى مسيرته الدولية مع المنتخب الفرنسي بعد تصريحاته الاخيرة التي ادلى بها الى صحيفة ماركا الاسبانية والتي تحدث فيها عن أن استبعاده عن تشكيلة المنتخب الفرنسي في يورو 2016 جاء لأسباب عنصرية متعلقة بأصوله الشمال افريقية على حد قوله.

هذه التصريحات التي اثارت زوبعة من التصريحات المضادة والانتقادات الموجهة الى النجم الفرنسي معتبرة اياها باللامسؤولة والبعيدة عن المنطق، كونها لا تعبر عن السياسة الفرنسية التي لا تنظر الى الامور بالطريقة التي اشار اليها بنزيمة، بل جاءت تطبيقاً للسياسة التي تتفاخر بها فرنسا وحرصها على ان يكون لاعبوها هم قدوة في الشارع الفرنسي وأن أي شبهة او قضية يتورط بها اللاعب الفرنسي يجب عليه ان يتحمل مسؤولياتها الكاملة في اشارة الى تورط بنزيمة في قضية ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي فالبوينا.

دعونا نبتعد عن العاطفة بعض الشيء ولنتحدث بواقعية بعض الشيء لنرى هل كان بنزيمة محقاً في تصريحاته ام انها جاءت بطريقة غير مدروسة وبعيدة عن الوقائع التي نشاهدها بأم اعيننا في المنتخب الفرنسي.

بداية، نعتقد بأننا متفقون جميعاً على أن اي من المنتخبات الاوروبية يطمح بأن يكون ممثلوه في المنتخبات الوطنية من سكان البلاد الاصليين، فالمنتخب الفرنسي على سبيل المثال يتمنى القائمون عليه أن يكون جل اللاعبين اصولهم فرنسية 100%، ولكن طبيعة وتركيبة هذه المجتمعات وانخراط المهاجرين فيها وبروز عدد كبير من النجوم سواء كانوا ذوي اصول افريقية بشكل عام او حتى من المهاجرين من بلدان امريكا اللاتينية وغيرها أجبر هذه المنتخبات ان تتعامل مع الواقع وان ينال هؤلاء اللاعبين فرصتهم الكاملة لتمثيل هذه المنتخبات وتحديداً الكلام هنا عن المنتخب الفرنسي الذي يمثل الفرنسيين الاصليين نسبة لا تزيد عن 17% من تشكيلة الـ23 لاعباً المختارين لتمثيل المنتخب في اليورو القادم.

وبالتأكيد جميعنا متفقون على ان هناك اصواتاً قوية في الشارع السياسي الفرنسي تطالب بضرورة الفصل العنصري بين سكان البلاد الاصليين والمهاجرين، وهذه النظرة العنصرية لا يمكننا ان نتغاضى عنها او ان نمر عنها مرور الكرام، ولكن هل هذه الفئة العنصرية هي صاحبة القرار؟ وهل تشكيلة المنتخب الفرنسي الحالية هي انعكاس لهذه المطالبات العنصرية؟ نعتقد ان الجواب، لا!

النجم الكبير كريم بنزيمة، هل قرأ او استعرض تشكيلة المنتخب الفرنسي الحالية قبل ان يدلي بهذه التصريحات؟

هل علم بأن النجم الفرنسي المغربي الاصول عادل رامي قد تم استدعاؤه مؤخراً بعد الاصابات التي لحقت بخط الدفاع الفرنسي "ماثيو، فاران"؟

بالتأكيد هو يدرك بأن لاعبين امثال المدافع باتريك ايفرا، النجم الجديد كانتي، باييه، سانيا، كومان، ديارا، سيسوكو، ماتويدي وبوغبا وغيرهم هم عماد التشكيلة الفرنسية الحالية؟

فان كان الكلام بالحديث عن العنصرية فهؤلاء اللاعبين هم أول من سيتم استبعادهم، ولكن هل يمكن للمنتخب الفرنسي ان يتمكن من المنافسة او حتى الوصول الى البطولات الكبرى في اوروبا بدون هؤلاء اللاعبين؟

اذا، لنكن واقعيين بأن المنتخب الفرنسي سواء كان برغبة اليمين المتطرف او بدون رغبته فان التركيبة الحالية هي السائدة وهي التي ستبقى ممثلة لهذا المنتخب اليوم وغداً وحتى في المستقبل ولا يمكن لأي كان من مدرب او حتى رئيس دولة ان يتحدث او حتى يلمح بشكل عنصري تجاه نخبة من نجوم فرنسا الذين هم وحدهم القادرين على رفع شأن المنتخب الفرنسي في المنافسات القارية والدولية.

وما كان تصريح بنزيمة والحديث عن عنصرية التعامل معه الا كرد فعل على غيابه عن اليورو وهي المناسبة التي يتطلع اليها كافة اللاعبين لأن تكون محطة اساسية في انجازاتهم.

ويكفي ان نقول بأن كريم بنزيمة كان قد سبق ومثل المنتخب الفرنسي الأول منذ العام 2007 في اكثر من 80 لقاءً بعد ان فضله على المنتخب الجزائري الذي يعود بأصوله اليه!

فهل ستكون هذه التصريحات بمثابة الحلقة الاخيرة لكريم بنزيمة مع منتخب الديوك؟