العدد 5019 بتاريخ 03-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةصحة
شارك:


الصيام يوقظ «آلية دماغية» تكبح التهابات الجهاز الهضمي

الوسط – محرر صحة

في تزامن غير مقصود - لكنه مناسب - مع اقتراب استطلاع رؤية هلال شهر رمضان الفضيل، أسفرت دراسة بحثية أميركية جديدة عن نتائج مهمة عدة من بينها أن الصيام الكامل يؤدي إلى ايقاظ وتنشيط آلية دماغية جينية معينة تسهم على نحو فعال في كبح جماح التهابات القناة الهضمية، وذلك عن طريق تنشيط موصلات عصبية معينة تسمح للمخ بإرسال إشارات وأوامر تقوي مستوى المناعة ضد ميكروبات الأمعاء والمعدة تحديداً، كما تمنع انتقال تلك الميكروبات إلى الدم وانتشارها فيه، بحسب ما أفادت به صحيفة "الراي" الكويتية اليوم السبت (4 يونيو/ حزيران 2016).

الدراسة أجراها باحثون تابعون لمعهد سولك للدراسات البيولوجية (الكائن في ولاية كاليفورنيا) بالتعاون مع مختبرات خاصة، ونُشرت قبل أيام في دورية PNAS المتخصصة التي تصدرها الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم.

الباحثون الذين أجروا الدراسة قالوا إنهم نجحوا في اكتشاف جانب من أسرار الآلية الدماغية التي تتمثل في موصل عصبي مقوٍ للمناعة أطلقوا عليه مصطلح Crtc واختاروا له لقب «جزيء الصيام»، وذلك لأنه لا ينشط بشكل كامل إلا بعد أن يتضور الجسم جوعاً نتيجة للامتناع عن الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 8 و 10 ساعات متواصلة.

ومن خلال تجارب مختبرية مكثفة أجروها على ذباب فاكهة، لاحظ الباحثون أن نشاط «جزيء الصيام» (Crtc) يلعب دوراً كبيراً في تقوية قدرة جهاز المناعة في الجسم على التصدي لعشرات من أنواع البكتيريا الضارة التي تهاجم القناة الهضمية وتصيبها بالتهابات، كما لاحظوا أن الغياب الكامل لذلك الموصل العصبي يترك الجهاز الهضمي عرضة للإصابات الالتهابية التي قد تتفاقم تدريجباً وصولاً إلى القرحة أو حتى السرطان.

وبمزيد من التدقيق، اكتشف الباحثون أن السر يكمن في أن الموصلات العصبية Crtc تنقل من المخ إشارات يصدرها إلى القناة الهضمية كي تقوم بتوجيه معظم جهودها المناعية خلال ساعات الصيام إلى تقوية القدرة على مكافحة الميكروبات المسببة للالتهابات ومنع انتقالها إلى مجرى الدم.

وبما أن هناك تشابهاً كبيراً بين الإنسان وذباب الفاكهة في ما يتعلق بهذه الآلية الدفاعية الموصلة بين المخ والجهاز الهضمي، يرى باحثوان وخبراء مختصون في هذا المجال أن هذا الاكتشاف الجديد يبشر بتمهيد الطريق أمام التوصل إلى أول علاجات ناجعة لأمراض الأمعاء الالتهابية بما في ذلك متلازمة القولون العصبي لدى البشر.

وتعليقا على نتائج الدراسة قال البروفيسور مارك مونتميني الذي تولى الاشراف على تجاربها المختبرية: «من الواضح أن للصيام قيمة إيجابية واسعة تمتد فوائدها لا تقتصر على عملية التمثيل الغذائي فقط، بل تمتد لتشمل أيضاً وظائف الدماغ المتعلقة بتقوية مناعة الجهاز الهضمي. ونجاحنا في فهم كيفية حدوث ذلك سيسمح لنا بتطوير عقاقير جديدة ذات منافع في معالجة التهابات الأمعاء والمعدة».

يشار إلى أن هذه الدراسة الجديدة هي جزء من جهود بحثية مشتركة مستمرة منذ فترة بين مختبرات معهد سولك للدراسات البيولوجية ومختبرات مونتميني، وذلك بهدف رصد الآليات التي تستخدمها الموصلات العصبية الدماغية – بما في ذلك الموصل Crtc – من أجل التحكم في توازن طاقة الجسم.



أضف تعليق