حيوانات نادرة ترى النور في كهف سلوفيني
بوستوينا - أ ف ب
أعلنت سلوفينيا في الأيام الأخيرة ولادة سمندل أعمى وحيوان مائي نادر يعيش في أعماق كهوف في شمال البحر الادرياتيكي كان في ما مضى يعتبر دليلا على وجود التنين، مع توقع تفقس حيوانات أخرى من هذا النوع في الأيام المقبلة.
وهذه البيوض موجودة في حوض في كهف بوستوينا وهو من اكبر كهوف أوروبا ويقع بين العاصمة السلوفينية لوبليانا وترييستي، وقد وضعت تحت مراقبة كاميرا تعمل بالأشعة دون الحمراء مثيرة حماسة الأوساط العلمية والبلاد برمتها.
وقد تفقست البيضة الأولى الثلاثاء على ما قال الموقع الذي يستقبل 700 ألف زائر سنويا. وجاء في بيان "مع إن العلم والباحثين لم يؤمنوا بفرص نجاحنا (..) كنا على ثقة بأننا سننجح!".
السمندل الأعمى ذو الخنافيش الخارجية المعروف أيضاً باسم أولم، حيوان مائي يبلغ طوله 35 سنتمترا ويعيش حصرا في مياه الكهوف الكارستية في المنطقة وهو يشبه "يسروع" تنين بشكله المتمدد وشدقه المربع ولونه الزهري.
إلا أن سكان المنطقة كانوا على ثقة بنجاح العملية. ويوضح عالم الحيوانات ساسو فيلت "كانوا يرون السمندل مجروفا في الفيضانات خارج الكهوف. وبالنسبة لهم كان من الواضح أن الأمر يتعلق بصغير تنين ولم يكن احد يجرؤ دخول هذه الكهوف".
ويشدد فيلت على أن الرواية التي نقلها في القرن السابع عشر العالم السلوفيني فالفاسور، كانت تعززها سحب الضباب التي كانت تتصاعد أحياناً من الجدران مثل الدخان الذي ينفثه التنين.
إلا أن العلم اثبت رسميا بعد ذلك ان التنين غير موجود إطلاقاً. إلا ان السمندل الأعمى يبقى حيوانا فريدا في العالم.
عشر سنوات من دون أكل
ويؤكد فيلت "انه اكبر حيوان يسكن الكهوف في العالم واكبر حيوانات الكهوف القانصة في العالم" مضيفا أن "بإمكانها أن تبقى من دون أكل لمدة عشر سنوات وتعيش مئة عام أحياناً".
والولادات المتوقعة في هذه الأيام، استثنائية خصوصا وان أنثى السمندل الأعمى "لا تبيض إلا كل ست إلى عشر سنوات" وتتم هذه العملية في حوض. ويشير العالم "لم يجد أحداً يوما بيض سمندل في الطبيعة".
ومن أصل ستين بيضة شفافة جمعت في بوستوينا تعتبر 22 منها على الأقل قابلة للحياة في هذه المرحلة على ما قال القيمون على الكهف.
وبعد تفقس البيض سيتمكن العلماء من تتبع نمو السمندل خطوة خطوة. ولا يزد طول السمندل في هذه المرحلة عن سنتيمترين ويحتاج الى عشر سنوات او 15 سنة ليصل إلى حجمه عند البلوغ.
ويسمي السلوفينيون السمندل أيضاً "السمكة البشرية الصغيرة" بسبب لون بشرته الزهرية الناجمة عن غياب الضوء. ويتمتع السمندل منذ ولادته بحاسة شم من الأكثر تطورا بين كل الأجناس الحيوانية إذ لا غنى عنها لكي يتمكن هذا الحيوان من إيجاد الغذاء في العتمة التامة.
وقد نقل عدد من السمندل في إطار تجريبي إلى كهوف كارستية في فرنسا إلا أن وجوده بالشكل الطبيعي محصور بسلوفينيا وبعض المناطق القريبة في كرواتيا والبوسنة والهرسك.
وجعلت لوبليانا من السمندل الأعمى رمزا وطنيا منذ فترة طويلة وكان يرد رسمه منذ استقلالها عن يوغوسلافيا في العام 1991 على العملة الوطنية التولار قبل اعتماد اليورو.
وقد صنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة السمندل الأعمى في فئة الأنواع "الضعيفة" وتشكل كذلك مؤشرا على صحة البيئة.
ويختم فيلت قائلا "انها الدليل الحي على ضرورة حماية نوعية المياه. فان فقدت المياه من نقاوتها يمكن للسمندل الأعمى وكل الأنواع التي تستوطن مياه الكهوف الكارستية، أن تختفي".