العدد 5018 بتاريخ 02-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


إقبال على اقتناء الكلاب في مسقط مع تبدل النظرة الاجتماعية تجاهها

مسقط - أ ف ب

تشهد سلطنة عمان إقبالاً على اقتناء الكلاب وتربيتها في المنازل كحيوانات أليفة، مع تبدل النظرة الاجتماعية تجاهها إلى حيوانات وفية ترافق الإنسان، وتحظى بكثير من الاهتمام والرفاهية، وصولا إلى إنشاء "فندق" لها يوفر الإقامة والرعاية.

ويقول صاحب المشروع عادل الجمري لوكالة فرانس برس إن من الأسباب التي شجعته على إقامته "التغيير في الفكر والثقافة (...) الكثيرون تغيرت نظرتهم السابقة إلى الكلب على أنه حيوان نجس، وأصبحوا ينظرون إليه على أنه حيوان وفي".

وتختلف المذاهب الإسلامية بين من يرون أن الكلاب نجسة كلها، وبين من يرون أن النجاسة تقتصر على لعابها أو وجوب العناية بتنظيف الأواني من لعابها، إلا أن جواز استخدام الكلاب للحراسة والصيد لا خلاف عليه.

ومع أن الأوساط الدينية ما زالت تتشدد في تحريم اقتناء الكلاب لغير هذين السببين، إلا أن الكلاب تحظى باهتمام متزايد لاسيما من الأجيال الشابة.

ويقول محمد وسيم، وهو مدير متجر للحيوانات الأليفة، "أصبح ثمة إقبال كبير على شراء الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب، وخاصة من قبل الجيل الجديد أو الشباب"، وان كان الكثيرون من العمانيين لا يحبذونه ويرون فيه تشبها بالأجانب المقيمين بينهم.

ويقول سالم الغنيمي المتحدر من ولاية القابل التي تبعد زهاء 170 كيلومترا عن العاصمة "الاتجاه لتربية الكلاب والقطط جديد علينا في السلطنة، وجاء بحكم تغير العادات و التقاليد، وتجاه البعض للتقليد أو محاكاة الآخرين أو الأجانب".

ويضيف "هذا التطور والتغير في العادات والتقاليد حدث في العاصمة مسقط، ففي الولايات وخارج مسقط ما زال الكثيرون ينظرون إلى تربية الكلاب على أن بها نوع من الحرمة (الحرام)، وما زال هناك نوع من التشدد ورفض تربية الكلاب".

هذا الميل الجديد المسجل في المجتمع العماني جعل من فندق الكلاب مشروعا تجاريا مربحا.

يمتد "الفندق" المؤلف من طابقين، والتابع للمركز البيطري للعناية بالحيوانات الأليفة ("بيت كير")، على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، ويضم 35 غرفة وعيادة بيطرية وقاعات للاهتمام بالكلاب وتنظيفها، وبركتين بحجم حوض استحمام.

 

وفاء مكلف

يوفر "الفندق" في مسقط كل متطلبات العناية والاهتمام بالكلاب، وان بكلفة مالية ليست قليلة.

ويقول مديره أيوب علي الوهيبي لوكالة فرانس برس "يستضيف فندقنا ضيوفه الكلاب من أصحابها من عمانيين ووافدين من كثير من الجنسيات أبرزهم بريطانيون وأميركيون، وتراوح مدد الإقامة والاستضافة بدءا من ليلة واحدة وحتى ثلاثة شهور".

ويعاون الوهيبي تسعة موظفين كلهم من العمانيين، بينهم طبيبان بيطريان. ويتولى الباقون الاهتمام بعملية تسكين الكلاب ورعايتها، والاهتمام بغرفها، وإعطائها حصة لياقة بدنية يومية مدتها ربع ساعة.

كذلك يوفر الفندق كل مقومات الدلال، من التطعيم والرعاية الطبية، إلى الاستحمام وقص الأظافر وتصفيف الوبر.

ويتنوع "النزلاء" بين فصائل عدة مثل "تشيواوا" و"غولدن رتريفر".

ويوضح عزان أحمد الزدجالي، المدير الإداري للفندق واحد مدربي الكلاب، أن كلفة الليلة، شاملة الإقامة والطعام، تبلغ ثمانية ريالات عمانية (زهاء 20 دولارا أميركيا). وتنخفض الكلفة إلى ستة ريالات إذا استثني الطعام، بينما تراوح الكلفة للكلاب الصغيرة بين ثلاثة ريالات وخمسة.

وتتعدد الأسباب التي تدفع العمانيين لوضع كلابهم في الفندق، من الاهتمام بها أثناء السفر أو أيام الغياب الطويل، أو تدريبها، أو إبعادها عن الأطفال في أوقات الدراسة.

ويقول سلطان الرواحي (15 عاما)، وهو طالب في مدرسة ثانوية "لدي كلب واحد من نوع دويتش شيبرد، وقد تركته في الفندق منذ شهر وذلك بطلب من أسرتي لشعورهم بانشغالي بالكلب عن الدراسة".

أما سلطان يحيى الزدجالي، فلديه كلب من فصيلة "بيتبول" في الفندق منذ ثلاثة أشهر، حيث يتلقى تدريبا "لأنني أنوي أن أشركه في السباقات".

وفي ظل الإقبال المتزايد، يشكل "بيت كير" نقطة التقاء للعديد من هؤلاء الذين يأملون في ان تصبح مسقط، ملتقى لنشاطات متصلة بهذه الحيوانات. ولدعم هذا المسعى، يقام كل يوم جمعة عرض للكلاب في احد متنزهات العاصمة العمانية.

وتقر لمياء البكري التي تقتني قطة، بان الاعتناء بها يكلفها أحيانا أكثر من عشرين في المئة من راتبها الشهري، إلا أنها على رغم ذلك تعتبر أن تربية الحيوانات الأليفة "شيء جميل، خاصة وإننا في ظل هذا الزمن وتقلباته أصبحنا نرى أن الحيوانات (...) أكثر وفاء من بعض البشر".




أضف تعليق