العريفي يستعرض تاريخ المسرح البحريني في أسرة الأدباء والكتاب
الوسط - محرر ثقافة
استعرض المسرحي والروائي خليفة العريفي تاريخ المسرح في مملكة البحرين في الأمسية التي أقامتها اللجنة الثقافية بأسرة الأدباء والكتاب بعنوان "تاريخ المسرح البحريني" في الساعة الثامنة من أمس الأحد (29 مايو/ أيار 2016)، في مقر الأسرة وأدار الأمسية الدكتور راشد نجم، وأكد العريفي على أن أول إشارة إلى قيام عرض مسرحي جاءت في دراسات بعض الباحثين البحرينيين، الذين اتفقوا على أن العرض كان في عام 1925 وكان عرضا مدرسيا قدمته مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق باسم "القاضي بأمر الله"، منوها إلى عدم وجود ما يشير قبل هذا العام إلى أن الحضارات الكبرى التي مرّت بها جزر البحرين قد عرفت شيئا من المسرح أو أي عنصر من عناصر الفرجة الجماهيرية بدءا من العصر الدلمون ومرورا بالعصور الإسلامية المختلفة وانتهاء ببداية القرن العشرين.
ويؤكد خليفة العريفي على أن المسرح في البحرين بدأ مدرسيا وكانت البذرة الأولى من خلال الأعمال المدرسية ومنها في نفس المدرسة مسرحيات "وفود العرب على كسرى" في 1928، أمرء القيس وأبو القاسم الطنبوري في 1929، داحس والغبراء في 1932، وبعدها انتقل المسرح من محيط المدرسة إلى حيز أكبر حيث أروقة الأندية الأهلية، وفي ذات الوقت كانت هناك الكثير من الأعمال المسرحية المدرسية التي قدمتها مدارس الهداية الخليفية بالمنامة ومنها مسرحية "ثعلبة" في عام 1928، ولم يقتصر النشاط المسرحي أو التمثيلي على مدارس البنين، بل تعداه إلى مدارس البنات حيث اهتمت الهيئة التعليمية في المدرسة الخليفية للبنات بالمحرق التي سميت فيما بعد مدرسة خديجة الكبرى بالنشاط التمثيلي، وقدمت في عام 1938 مسرحية الوصي الخائن، وفي عام 1939 قدمت مسرحية دعد أميرة غسان، وفي عام 1940 مسرحية بر الوالدين، وفي عام 1941 مسرحية سلمي وفي عام 1943 مسرحية وقاء العرب.
واستطرد العريفي في عرض تاريخ الأعمال المدرسية وصولا إلى المدرسة الأهلية وتجارب الأديب الشاعر البحريني المعروف الأستاذ إبراهيم العريض في عام 1932، الذي كانت متصدرا للحركة الثقافية والأدبية في البلاد وكان له السبق في تأليف النص المحلي وعرض على مسرح المدرسة الأهلية بالمنامة مسرحية "وامعتصما" وهي مسرحية شعرية تاريخية، كما كتب مسرحية "بين الدولتين" ولكنها لم تعرض وعرضت مسرحية أخرى من تأليف العريض وهي مسرحية "وليم تل" المكتوبة باللغة الإنجليزية ويبدو أن قيمة هذا العمل المسرحي أنه يقدم كجزء من منهج اللغة الإنجليزية في المدرسة. وكذلك الحال في مدرسة الإصلاح الأهلية التي أسسها الشاعر البحريني عبدالرحمن المعاودة في عام 1354 هـ، وقدمت هذه المدرسة بعض المسرحيات من تأليف المعاودة ومنها مسرحية "سيف الدولة بن حمدان" في عام 1931، مسرحية "عبدالرحمن الداخل" عام 1936، مسرحية "الرشيد وشارلمان" عام 1938 ومسرحية المعتصم بالله في عام 1940، إضافة إلى مدرسة النجاح الأهلية التي قدمت مسرحيتين هما "الميت الحي" و"شهامة العرب".
وتضمنت ورقة خليفة العريفي الثرية جدا تسليطا للضوء على قسم المسرح المدرسي وأهمية أنشطته المسرحية في تأصيل القيم التربوية حيث أنشأت وزارة التربية والتعليم قسما خاصا بالمسرح المدرسي في العام الدراسي 1976/1977، وبدأ إنتاجه الفعلي في 1979 بإقامة المهرجان الأول للمسرح المدرسي بمشاركة مدارس الهداية الخليفية بالمحرق، مدينة عيسى الثانوية للبنين، الحورة الثانوية للبنات ومدرسة طارق بن زياد الإعدادية للبنين، ثم توالت المهرجانات المسرحية المدرسية لتقام سنويا على مسرح مدرسة رابعة العدوية الإبتدائية للبنات واستمر المهرجان حتى 1989.
مسرح الأندية والفرق الأهلية
وخصص المسرحي والأديب خليفة العريفي إطلالة واسعة على مسرح الأندية وما كان له من تأثير على النشاط المسرحي، ففي عام 1941 قدم نادي البحرين بالمحرق مسرحية "مجنون ليلى" للشاعر أحمد شوقي، وفي عام 1943 قدم مسرحية "كليوباترة" لأحمد شوقي أيضا، ثم مسرحية "قيس ولبنى" للشاعر عزيز أباظة وأهل الكهف لتوفيق الحكيم، كما قدم بالإشتراك مع مدرسة الإصلاح الأهلية مسرحية "الرشيد وشارلمان" تأليف عبدالرحمن المعاودة وأخرجها في 1940 ومن الممثلين حسن العمران وعبدالله الحمد وحسين بن مطر.
وفي ذات السياق أسهم النادي الأهلي في النشاط المسرحي بعد تأسيسه في عام 1939 وبالتعاون مع المدرسة الخليفية للبنات عرضت مسرحية "فظائع الطليان" في عام 1940، وبالتعاون مع نادي الثقافة قدم النادي في عام 1941 مسرحية "لولا المحامي" للكاتب اللبناني سعيد تقي الدين، كما قدم النادي الأهلي مجموعة من المسرحيات منها دموع، الهادي وهي من إخراج محمود المردي وتتميز هذه المسرحية من الناحية التاريخية أنها أول مسرحية تمثل فيها فتاة بعد أن كان الفتيان هم الذين يقومون بالأدوار النسائية وكانت هذه الفتاة من الجنسية المصرية، وقدم النادي الأهلي مسرحيته المعروفة "عبدالرحمن الناصر" في عام 1947، مسرحية "نخب العدو" في عام 1948، وبعد أن تسلمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة مسئولية الأندية أقامت مهرجان الأندية وشجعت على ممارسة الفن المسرحي وفي الوقت الذي أخذت على عاتقها تكوين فريق مسرحي منتخب من الأندية للمشاركة في مهرجان الشباب المسرحي بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح العريفي أن الأندية التي كانت تمارس العمل المسرحي كثيرة وذكر منها أندية البحرين، الأهلي، الحالة، النعميم، المعامير، الديه، السنابس، مدينة عيسى، بوري، عالي، كرزكان، باربار، توبلي، الرفاع الشرقي، الرفاع الغربي ونادي اتحاد الريف، وأما ما يخص الفرق المسرحية الأهلية يوضح العريفي أن الحركة المسرحية عادت للحركة في منتصف الخمسينيات مع تكوين "الفرقة التمثيلية المتنقلة" وتوقفت بعد ثلاث مسرحيات قصيرة، وجاءت فرقة البحرين وأسرة هواة الفن وصولا إلى مسرح أوال الذي التزم برؤيته وقدم الكثير من المسرحيات خلال الحقبة الممتدة من عام 1970 حتى يومنا هذا وبلور على أرض الواقع أول مشاركة خارجية في مهرجان دمشق المسرحي عام 1973، وامتدادا بأنشطة فرقة مسرح الإتحاد الشعبي، فرقة مسرح الجزيرة، فرقة مسرح الخريجين، فرقة مسرح الصواري في عام 1991 الذي اتخذ من التجريب منهجا، مسرح جلجامش الاستعراضي في 1993، مسرح الريف الذي لبى احتياجات عشاق المسرح في القرى، مسرح البيادر وما قامت به كل هذه المسارح من أنشطة وأدوار بارزة في عالم الفن المسرحي.