العدد 5014 بتاريخ 29-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


مؤتمر "شباب ضد التطرف" يوصي بإنشاء لجنة وطنية وتنسيقية معنية بمكافحة التطرّف

المنامة – بنا

أوصى مؤتمر "شباب ضد التطرف" الذي نظمه مركز عيسى الثقافي بالتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات في بيانه الختامي، بإنشاء لجنة وطنية وتنسيقية معنية بمكافحة التطرّف والإرهاب من كافة أبعاده الفكرية والسلوكية، بتمثيل من الجهات الرسمية الأمنية والتشريعية والقانونية والتربوية والثقافية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والإعلامية، بالإضافة إلى الجهات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، بالتكامل مع المجتمع الدولي.

ودعا الى وضع استراتيجية وطنية إعلامية شاملة لمكافحة ظاهرة التطرف التي تقود إلى ممارسات العنف والكراهية، وترسخ الثقافة الوطنية ونشر قيم التسامح ومبادئ احترام التنوع الفكري التي أسسها ديننا الإسلامي الحنيف والتي تتواءم مع طبيعة المجتمع البحريني الثري، خصوصاً الشباب.

كما أوصى بتعزيز الجهود الأكاديمية والتشجيع على إعداد ونشر الدراسات والبحوث الشبابية التي تناقش التطرف من أبعاده المختلفة، وتعالجه كظاهرة عالمية تاريخية اجتماعية، مع تقييمها دورياً ومتابعة قابلية تطوره وسبل التصدي له داخل المجتمع، بالاضافة الى وضع تعريف إجرائي للتطرف فكراً وسلوكيا، وتحرير المصطلحات ذات الصلة بالتطرف والغلو والتكفير والإرهاب وتضمينها في المناهج الدراسية،وتأطيرها قانونياً.

واوصى بالسعي نحو إبراز الرموز الدينية والثقافية والوطنية المعتدلة التي تزخر بها ثقافتنا الأصيلة، ليكونوا مرجعية لأبناء المجتمع وشبابه، وبفرض الرقابة على الأفراد والمؤسسات والمنابر الدينية والسياسية التي تستهدف الشباب وتدعو إلى الكراهية والاقصائية وتحرض على ممارسة العنف والإرهاب، ومعاقبتها ضمن جزاءات وعقوبات رادعة في نطاق القانون وفي إطار حرية ممارسة الحقوق وإبداء الرأي، مما يؤدي إلى تجفيف منابع التطرف.

ودعا المؤتمر الى تشجيع المؤسسات التربوية الشبابية والأندية المتخصصة على تنظيم حزمة من الفعاليات التثقيفية لتوعية الشباب بخطورة التطرف وتبيان أثره الهدام على الفرد والمجتمع، وتمكين مفاهيم الوسطية والاعتدال وسبل تقبل أفكار ومواقف وآراء الطرف الآخر وتشجيع المناظرات واللقاءات والمؤتمرات الشبابية من مختلف أطياف المجتمع، كخطوة نحو خلق انسجام وتكامل بين أفراد المجتمع.

وأوصى بدفع رجال الدين والفكر للقيام بدورهم الرئيسي في بث الأفكار المستنيرة والوسطية بين الجماهير بشكل عام والشباب بصفة خاصة، على اعتبار المؤسسة الدينية من بين أهم المؤسسات المؤثرة إيجاباً في الفكر الداعي للاعتدال والوسطية واحترام التعددية، بعيداً عن الطرح السياسي.

وحث المؤتمر بتوجيه جهود الجامعات والأندية والمراكز الشبابية والثقافية بتنظيم المسابقات الدورية للشباب لحثهم على شغل أوقات الفراغ بما هو هادف ومفيد، بالتشجيع على كتابة المقالات والبحوث والقصص والشعر وممارسة فنون الرسم والتمثيل والموسيقى وكل الأنشطة الإبداعية التي تؤطر وتخدم عملية نشر قيم الوسطية والاعتدال وتنبذ القيم السلبية كالتشدد والتطرف والاقصائية.

وقد اختتم المؤتمر أعماله في يومه الثاني بجلستين، تناولت الأولى، التي أدارها د. عامر السعيدي الأستاذ المساعد بكلية القانون بالجامعة الملكية للبنات، خمسة أوراق بحثية حول الأبعاد القانونية والمؤسساتية والمجتمعية للتطرف.

تقدم المشاركون في المؤتمر، بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، والى شعب البحرين الوفي على ما قدموه من دعم ومؤازرة في سبيل إعلاء شأن الشباب وتمكينهم.

كما شكر المشاركون في ختام المؤتمر الذي استمر يومين سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي على رعايته الكريمة للمؤتمر.

وثمن المشاركون التعاون المثمر الذي أظهرته الجامعات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر، والجهد الكبير الذي بذله منظمو المؤتمر بمركز عيسى الثقافي وعلى حسن الإشراف والتنظيم الذي تميز بمناخ علمي وودي في غاية الأخوة والمحبة.

واستهلت الجلسة الأولى بورقة لعبدالحميد الخلف من جامعة البحرين حول التطرف من منظور قانوني، حيث استعرض مدلولات هذا المصطلح والآثار المترتبة عليه, ودور القانون التنظيمي في معالجته كجريمة وجزاءاتها، مع بيان أركانه والإسناد القانوني أو الأساس الذي من خلاله يعتبر التطرف جريمة قائمة بحد ذاتها.

أما الورقة الثانية التي أعدتها نوف المعاودة من الجامعة الملكية للبنات، فقد استعرضت دور قانون العقوبات البحريني في مكافحة التطرف، من خلال عرض مجموعة والقوانين المتعلقة بالإرهاب وحماية المجتمع من أعماله المبنية على التطرف، مع توضيح أركان الجريمة المنصوص عليها في قوانين مكافحة الإرهاب والتصدي لسبل تمويله، مع سرد الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي صادقت عليها البحرين في مجال مكافحة الإرهاب، هذا إلى جانب الورقة الثالثة التي قدمتها سارة الجهيران حول دور المؤسسات الحكومية في الحماية من التطرف "السعودية أنموذجاً"

أما الورقة الثالثة التي قدمها حمد عبدالقادر من جامعة المملكة، فقد تناولت تعريفات التطرف وأسبابه وأنواعها، خصوصاً الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والنفسية، مع تفحص الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للتطرف، وصولاً إلى تحديد دور الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني في مكافحة التطرف و كبح جماحه، وقد أكد على أهمية الالتزام بالقيم وسن القوانين والتشريعات الرادعة وتوفير الفرص والظروف الملائمة لمكافحته.

ودارت الجلسة الثانية والأخيرة للمؤتمر، حول التحديات والفرص وسبل الحماية والعلاج، بإدارة الأستاذة سناء العامري محاضرة إدارة الأعمال والمحاسبة في كلية "بوليتكنك البحرين"، وتضمنت خمس أوراق، حيث استهلت الأولى بورقة قدمتها مريم بسلار بعنوان "التحديات التي تواجه الشباب البحريني لبناء مستقبل أفضل"، في حين تناولت الورقة الثانية التي قدمها محمد الحمادي من الأكاديمية الملكية للشرطة حول طرق حماية الشباب من الأفكار المنحرفة.

واستعرضت فيّ الشملان من جامعة البحرين ورقة بعنوان "دور الأسرة في مواجهة التطرف" بينت فيها سبل الوقاية الأسرية من التطرف الفكري، وطرق تشخيص الحالات الأسرية وطرق علاجها، فيما قدم سلمان العامر من المؤسسة الخيرية الملكية ورقة حول حماية وتحصين النشأة والشباب والمجتمع من التطرف، كما قدمت نوال طاهر من الجامعة الأهلية ورقة حول دور الإعلام في مواجهة التطرف، عبر استعراض الحلول الناجعة التي تساهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة.

ثم قام د. خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي بتكريم الجامعات والجهات المشاركة في المؤتمر، بالإضافة إلى مدراء الجلسات والشباب المشاركين في تقديم وإعداد أوراق المؤتمر.



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 8:37 ص شكثر خسروا على لجان ولجان
وفي النهاية فشل في فشل
يحاولون يغطون على الفشل السياسي والتعذيب والحالة الأمنية الوصخة رد على تعليق