في ندوة "التنمية السياسية"...التأكيد على أهمية دور الإعلام في مواجهة التدخلات الإيرانية
المنامة – بنا
نظم معهد التنمية السياسية مساء أمس الأحد (29 مايو/ أيار2016) ندوة بعنوان "الأمن والتحديات السياسية في دول الخليج"، وذلك في إطار دور المعهد التثقيفي من خلال نشر الوعي السياسي في المجتمع البحريني، تحدّث خلالها كل من أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الآسيوي عبدالله المدني من مملكة البحرين، والخبير الأمني والاستراتيجي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي من دولة الكويت.
وقد شهدت الندوة حضوراً جماهيرياً مكثفاً على رأسهم وزير شئون الإعلام ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي محمد الرميحي، وعدداً من أعضاء مجلسي النواب والشورى والخبراء السياسيين من مملكة البحرين والدول العربية.
وفي مستهل الندوة أكد المدني أن دول الخليج تواجه عدداً من التحديات تتلخص في بناء دولة المؤسسات والقانون الحديثة والمستنيرة، وضرورة تطبيق القانون بصرامة وحزم ضد كل من يتجرأ على هيبة الدولة ويسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها، موضحاً أن هذا الأمر سيواجه من قبل الخارج باستخدام فزاعة ملف حقوق الانسان المسيسة، ويجب من دول الخليج الرد عن طريق الإعلام لتوضيح الصورة الحقيقية عما يدور بالفعل في بلادنا.
وأوضح المدني انه ليس هناك مساومة على حماية أمن الوطن، مضيفاً أنه إذا كنا نريد بالفعل تحقيق الرخاء لشعوبنا والمحافظة على أمن دولنا فيجب علينا تطبيق القانون. واعتبر أن من ضمن التحديات التي تواجه دول الخليج العربي أيضاً مسألة تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني، وجعل الانتماء للوطن قبل الانتماء للدين والمذهب والعشيرة، مستشهداً بالنموذج الهندي الملئ بالأديان والاعراق ولكن في النهاية استطاعت الهند أن تجعل ولاء شعبها للوطن أولاً. وتابع أنه من الأمور التي يجب أن نواجه بها التحديات التي تهدّد أمننا واستقرارنا هو إحداث ثورة في المناهج التعليمية وتطوير البحث العلمي.
وأشار المدني إلى أن من ضمن التحديات أيضاً هو عدم الشفافية والوضوح في علاقات الدول الغربية الكبرى مع دول الخليج، مطالباً بضرورة أن تكون العلاقة أكثر وضوحاً وشفافية ورفض المراوغات في التعامل مع قضايا مصيرية تهم أمن واستقرار منطقتنا، وأن يتم إقامة منظومة أمنية عربية موحدة في مواجهة أي تهديد خارجي. واعتبر أن أبرز الأمور التي ستكون حائط صد أمام التحديات التي تواجه المنطقة هو الانتقال إلى الوحدة الخليجية والتحول إلى الهوية الخليجية لكل شعوبنا، مع أهمية تنويع مصادر الدخل القومي بطريقة توفر فرص عمل وخفض معدلات البطالة التي قد تكون سبباً تستغله الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب.
بدوره تطرق الشليمي إلى أهمية الأمن في حديثه، لافتاً إلى أنه إذا فُقد الأمن فُقدت معه الديمقراطية والحرية والرخاء، وبالتالي هو أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدول، وأن خسائر المنطقة من الارهاب بلغت نحو 200 مليار دولار، مضيفاً أن الوضع الحالي يتطلب الوحدة الوطنية لمواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة، وأن التهديدات العالمية تتمثل في ندرة المياه والتصحر ومواجهة الفقر، وأن 37 بالمئة من الشعوب الاسلامية تعيش تحت خط الفقر، أي أن قرابة نصف مليار مسلم يعيشون بـ 2.3 دولار في اليوم.
وبيّن أن دول مجلس التعاون أثبتت وقوفها بجانب الدول العربية والاسلامية، وأن أكبر تبرعات ومشروعات كانت من دول الخليج، وأننا كشعوب خليجية يجب أن نفخر بأنفسنا، فقد قدمنا العديد من التضحيات والمساعدات، كما قدمنا شهداء لنا عبر التاريخ فداء للأمتين العربية. وأن الارهاب أصبح مشكلة عالمية وأحد التحديات التي تواجه دولنا، مُعدداً باقي التحديات التي يراها تهدد أمن واستقرار المنطقة، ومنها انتشار أسلحة الدمار الشامل ضارباً إسرائيل مثالاً للدول التي تمتلك تلك الأسلحة. وشدّد على أن من أهم وأبرز التهديدات التي تواجهنا هو التدخل الايراني في الشئون الداخلية لدول الخليج العربي، مبيناً "أن إيران لا تحارب مباشرة وإنما تقود حرباً بالوكالة على دول المنطقة تستخدم فيها أبناءنا لحربنا".
وفرّق الشليمي بين الشعب الايراني وبين الملالي، قائلاً إنّ هؤلاء الملالي هُم من يقومون بتسخين النعرات العرقية والطائفية بين أبناء الشعب الخليجي.وأن إيران تحارب دول الخليج بأهم الأسلحة الموجودة حالياً وهو الإعلام، حيث هناك 52 قناة ناطقة باللغة العربية موجهة بشكل دائم ومستمر على دول الخليج فقط، مضيفاً أن هناك ميزانيات ضخمة تخصصها إيران لتلك القنوات.
وطالب الشليمي بضرورة أن تقوم دول الخليج بإظهار نقاط الضعف في دولة الملالي، مشيداً بالتحرك السعودي في هذا الاتجاه، والعمل على إظهار المعاناة التي يعاني منها الشعب الايراني. وأكد على أهمية أن تقوم الشعوب الخليجية بالوقوف خلف قياداتهم والشد على أيديهم، كما أكّد على أهمية إسعاد القادة لشعوبهم وتحقيق الأمن لهم.