الجبير يطالب إيران أن "تكف يدها" عن العراق... ويضيف: بعض ما طلبته إيران لموسم الحج "غير مقبول"
جدة - أ ف ب
طالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الأحد (29 مايو/ أيار 2016) ايران بان "تكف يدها" عن العراق حيث تدعم فصائل مسلحة في القتال ضد تنظيم داعش، معتبراً ان "سياساتها الطائفية" هي جزء من المشاكل فيه.
وقال الجبير "اذا ايران (كانت) تريد السكينة والاستقرار للعراق، فعليها ان تكف يدها من العراق وتنسحب"، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في جدة.
اضاف "المشكلة في العراق التي ادت الى الفرقة والانقسام في العراق هي السياسات الطائفية التي اتت بسبب سياسات ايران داخل العراق".
ورأى ان "تواجد ايران في العراق باي شكل كان غير مقبول. ارسال ميليشيات شيعية الى العراق او تدريبها لتلعب دورا طائفيا في العراق امر غير مقبول"، معتبرا ان "المشكلة في العراق التي ادت الى الانقسام والتفرقة (...) هي السياسات الطائفية التي اتت بسبب سياسات ايران".
وتحظى ايران بدور واسع في العراق، اكان بتأثيرها على العديد من القوى السياسية التي تشكل ركيزة الحكم في البلاد، او بتوفيرها دعما للعديد من الفصائل التي تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم داعش الذي سيطر على العديد من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال العراق وغربه في يونيو/ حزيران 2014.
وخلال المعارك التي شهدتها مناطق عراقية خلال الاشهر الماضية، تداولت وسائل اعلام ومواقع التواصل صورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، اثناء تواجده في الميدان.
من جانب آخر، اعتبر الجبير ان بعض الاجراءات التي طلبتها ايران خلال موسم الحج "غير مقبول"، وذلك بعد ساعات من تأكيد طهران انها لن ترسل حجاجاً الى مكة المكرمة هذه السنة.
وقال الجبير "كل سنة يتم التفاهم والتشاور مع الدول ويتم توقيع مذكرات تفاهم بهذا الشأن (...) لضمان امن وسلامة حجاج بيت الله الحرام".
واضاف "ايران رفضت ان توقع هذه المذكرة، وكانت تطالب بحق اجراء شبه مظاهرات وكانت تطالب بان يكون لها مزايا تخرج عن اطار التنظيم العادي"، ما كان سيتسبب بـ "فوضى خلال فترة الحج، وهذا امر غير مقبول".
وكانت مؤسسة الحج والزيارة الايرانية اعلنت الاحد ان "الايرانيين سيحرمون من اداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب"، معتبرة ان "سياسات السعودية حالت" دون التوصل الى اتفاق.
الا ان الجبير شدد على ان السعودية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية بالجمهورية الاسلامية منذ مطلع العام، قدمت تسهيلات عدة.
وقال "طلبوا ان تمنح التأشيرات من ايران وليس من خارج ايران (...) حلينا الموضوع عبر منح تأشيرات للايرانيين عبر الانترنت. كانوا يطالبون بان يتم نقل نصف الحجاج الايرانيين عبر ناقل ايراني، وافقت المملكة".
كما وافقت الرياض على ان يكون لطهران "تمثيل في جدة عن طريق السفارة السويسرية للتعامل مع اي ظروف تحصل للحجاج الايرانيين"، وان المملكة وافقت على ذلك رغم قطع العلاقات "من حرصنا على ان يستطيع كل مسلم بما فيهم كل ايراني، ان يأتي للمملكة لفريضة الحج".
واضاف ان الايرانيين "رفضوا ان يوقعوا مذكرة التفاهم ورجعوا لبلادهم".
وكان وفد ايراني زار السعودية الاسبوع الماضي للاتفاق حول ترتيبات الحج، غير انه غادر الجمعة بدون نتيجة. وكانت هذه الزيارة الثانية في الاسابيع الماضية، بعد اولى لم يتم خلالها التوصل الى اتفاق.
الا ان ايران عادت وطلبت الاسبوع الماضي الاجتماع بالجانب السعودي.
وقال الجبير "اذا كانت ايران نيتها من البداية المراوغة وايجاد حجج لعدم تمكين مواطنيها من اداء فريضة الحج فهذا امر سلبي جدا. اذا كان الموضوع يتعلق باجراءات وتنظيمات فنعتقد اننا قمنا بالواجب واكثر لتلبية هذه الاحتياجات وان الايرانيين هم الذين رفضوا".
وكرر الوزير السعودي موقف بلاده بضرورة "الا يكون هناك اي تسييس للحج"، وان الرياض "لا تمنع احدا من اداء هذه الفريضة".
وستكون المرة الاولى منذ ثلاثين عاما لا يشارك الايرانيون في الحج. ففي 1987 قطعت علاقات البلدين لنحو اربع سنوات بعد مقتل اكثر من 400 شخص خلال اشتباكات بين الحجاج الايرانيين وقوات الامن السعودية.
وفي 2015، ادى تدافع خلال موسم الحج الى مقتل نحو 2300 حاج اجنبي بينهم 464 ايرانيا.