البابا تواضروس يطالب بالهدوء بعد اتهام مسلمين بتعرية مسيحية في مصر
القاهرة – رويترز
طالب البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية اليوم الخميس (26 مايو/ أيار 2016) بالهدوء بعد اتهام مسلمين بتجريد مسيحية عجوز من ملابسها في قرية بصعيد مصر ثأرا من ابنها الذي تردد أنه أقام علاقة بفتاة مسلمة.
وكانت اشتباكات قد اندلعت في قرية الكرم بمحافظة المنيا مساء يوم الجمعة بعد أيام من تردد أحاديث عن علاقة بين مسيحي ومسلمة.
وقال شهود عيان إن مسلمين جردوا والدة المسيحي من ملابسها خلال الاشتباكات التي أصيب فيها شخصان وأحرقت خلالها منازل عدد من المسيحيين.
وقوبل اتهام المسلمين بتعرية المسيحية بغضب بين المسيحيين والمسلمين.
وقال بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن البابا تواضروس يتابع الأمر مع القيادات السياسية والأمنية وإنه دعا إلى "ضرورة ضبط النفس والتعقل والحكمة والمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك."
وأدان الأزهر في بيان على صفحته على فيسبوك ما وقع من أحداث مضيفا أن "أبناء مصر نسيج واحد لا يجب أن تؤثر فيه أفعال آحاد الناس ممن لا يحكمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة."
وعبر الأزهر عن ثقته بأن السلطات ستقوم بواجبها كاملا مشددا على "ضرورة الالتزام بوحدة الصف وإعمال القانون وتفويت الفرصة على أولئك المتربصين بأمن وطننا واستقراره."
وقالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب أجهزة الدولة "باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات في إطار سيادة القانون ومحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة."
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن السيسي طالب محافظ المنيا بالتنسيق مع القوات المسلحة لإصلاح الأضرار التي خلفها الحادث خلال شهر على نفقة الدولة.
ويعيش مسلمو مصر وأقباطها في وئام لكن وقعت اشتباكات طائفية بسبب بناء وصيانة كنائس والتحول من ديانة إلى أخرى وعلاقات بين رجال ونساء من الطائفتين.
وكانت مطرانية المنيا وأبو قرقاص التي تتبعها قرية الكرم قد قالت في بيان أمس الأربعاء إن المسيحي تعرض لتهديدات غادر على إثرها القرية.
وأضاف البيان أن مجموعة يقدر عددها بنحو 300 شخص خرجوا مساء يوم الجمعة "يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها."
ومضى البيان قائلا "كما قام المتعدون بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع."
وقال محافظ المنيا طارق نصر في بيان اليوم الخميس إن السلطات ترفض أي "تجاوزات أو سلوكيات غير مسؤولة."
وقال إيهاب رمزي محامي السيدة المسيحية البالغة من العمر 70 عاما إنها تتهم ثلاثة مسلمين بتعريتها وسحلها أمام منزلها الذي أحرق.
وقالت المرأة لرويترز "بهدلوني... حرقوا البيت ودخلوا جابوني من جوه ورموني قدام البيت ومزعوا هدومي زى ما ولدتني أمي وأنا بصرخ وابكي."
وأضافت "ناس جيراني خدوني جوه بيتهم. أخدت جلابية قديمة ولبستها."
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة ألقت القبض على خمسة رجال وإن النيابة العامة أمرت بحبسهم على ذمة التحقيق.
وأضافت أن النيابة أمرت بضبط وإحضار 18 شخصا آخر.
وقدم عشرة أعضاء في مجلس النواب طلبا لاستجواب وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار حول تلك الأحداث.