ترأس مجلس وزراء الإعلام العرب وكرَّم الأمين العام لجامعة الدول العربية
وزير "الإعلام": تأييد عربي لمقترح البحرين بوضع آلية لوقف بث القنوات المسيئة والمحرضة
المنامة - بنا
وافق مجلس وزراء الإعلام العرب، خلال اجتماعه اليوم الأربعاء (25 مايو/ أيار 2016)، برئاسة وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي، على اقتراح مملكة البحرين بشأن وضع آلية لوقف بث القنوات الفضائية المسيئة أو المحرضة على الكراهية والإرهاب، وذلك من خلال تشكيل لجنة من الخبراء الإعلاميين لدراسة مدى التزام هذه القنوات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الحيادية والحد من حملات الإساءة والتشويه.
وأقر مجلس وزراء الإعلام العرب اعتماد القدس "عاصمة للإعلام العربي"، وذلك تأكيداً من المجلس للقدس لما لها من مكانة خاصة في قلب العالم العربي والإسلامي، كما أقر المجلس الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، والتي تهدف إلى التصدي للحملة المعادية وتصحيح الصور النمطية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الخارجية عن العرب والمسلمين.
ورحب الرميحي، لدى ترؤسه الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، بالتوافق العربي على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالتشريعات والمواثيق الإعلامية والحقوقية والدولية، ولاسيما ميثاق الشرف الإعلامي العربي، عبر تحري الدقة والأمانة والموضوعية، واحترام كرامة الشعوب والدول العربية وسيادتها الوطنية، وتعميق روح التسامح والتآخي ونبذ كل دعاوى التمييز والتعصب، وتجريم التحريض على العنف والتطرف والإرهاب.
وفي بداية كلمته الافتتاحية، نقل وزير شئون الإعلام تحيات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى وزراء الإعلام العرب، وتقديره لجهودهم القومية في توطيد أواصر العمل الإعلامي العربي المشترك، بما يعزز الروابط الأخوية التاريخية ويدعم القضايا العربية العادلة على الخارطة الإعلامية الإقليمية والدولية.
وأعرب عن تشرفه برئاسة أعمال الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب، منوهاً إلى عظم المسئولية في ظل ما تواجهه الأمة العربية من تحديات أمنية وفكرية، وتدخلات إقليمية ودولية في شئونها الداخلية، عبر مخططات عدوانية بوسائل إعلامية وسياسية وأمنية لنشر التطرف والإرهاب، وإشاعة الفوضى والكراهية، وجر المنطقة إلى حروب طائفية أو إنشاء كيانات فاشلة منقسمة بديلة للدول المدنية الحديثة القوية والمتماسكة، وبث الشائعات والأكاذيب لعرقلة المسيرة التنموية والديمقراطية العربية.
وأكد ضرورة مواجهة هذه التحديات ببرامج واستراتيجية إعلامية موحدة لحماية الأمن القومي العربي بجميع أبعاده، بما يخدم مصالح الدول العربية وشعوبها، ويصون وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ويحمي هويتها الثقافية، ويعزز مكتسباتها التنموية والحضارية في مواجهة أعمال العنف والإرهاب، والتدخلات الخارجية المعادية.
ودعا إلى تفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب، باعتبارها ظاهرة دولية لا حدود ولا وطن ولا دين لها، انطلاقاً من الموقف الراسخ بإدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ومهما كانت دوافعه ومبرراته، والالتزام بنشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية الداعية إلى الوسطية والتسامح والتعايش السلمي ونبذ التطرف والتشدد والغلو وتجريم العنف والإرهاب، والحرص على نشر ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات.
وأشار إلى اعتزاز مملكة البحرين بالمشاركة في التحالف العربي الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لحماية الأمن القومي العربي والوحدة الإسلامية، ومحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتصدي لتدخلات إيران العدوانية في شئون العديد من دول المنطقة، ومن بينها البحرين، وتورطها في العمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة الطائفية، ودعم الجماعات الإرهابية، فيما يمثل انتهاكاً خطيراً وسافراً للشرعية الدولية ومبادئ حُسن الجوار والأخوة الإسلامية.
وإيماناً بأن ترسيخ الأمن والسلام وسيادة القانون أساس التقدم والتنمية الشاملة المستدامة، أكد الرميحي الحرص على تعزيز دور وسائط الإعلام العربية في مساندة أهداف خطة التنمية المستدامة حتى العام 2030، وتحقيق الكرامة الإنسانية لجميع المواطنين في إطار العدالة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتحسين صورتها في وسائل الإعلام المختلفة، والتحرك بخطى واثقة نحو إقامة مجتمعات آمنة مسالمة ومزدهرة.
وشدد على أن التحديات الأمنية والاقتصادية، والاضطرابات السياسية الراهنة لا ينبغي أن تلهينا عن قضيتنا الأم القضية الفلسطينية، وواجباتنا القومية والأخلاقية في تفعيل السياسات والبرامج الإعلامية العربية في التوعية بالقضية المركزية الأولى في العالم العربي والإسلامي، وحماية القدس والمقدسات الإسلامية وتأكيد الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وحذر من خطورة ما يشهده العالم العربي من فوضى إعلامية ناتجة عن ضعف الانضباط القيمي والأخلاقي أو قصور المساءلة أو إساءة استغلال الأجواء الإعلامية المفتوحة في بث الشائعات أو تهديد الأمن القومي ومخالفة الآداب العامة، داعياً إلى مواجهتها بأساليب مبتكرة وآليات تشريعية وتنفيذية متكاملة ومتطورة ترتقي بالرسالة الإعلامية في إطار المسؤولية المهنية، ورفع قدراتها على التأثير والتنافسية في مواجهة الحملات المضادة.
وأكد وزير شئون الإعلام حرص مملكة البحرين بالتنسيق والشراكة مع الدول الأعضاء على تعزيز التكامل الإعلامي العربي، إدراكاً للدور المحوري للإعلام في مجالات التوعية والتثقيف والتنمية، والحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية للأمة العربية، وإبراز صورتها الايجابية داخلياً وخارجياً.
ودعا إلى متابعة الإجراءات الفنية والتشريعية لوقف بث القنوات الفضائية المسيئة أو المحرضة على الكراهية الدينية والطائفية أو التطرف والإرهاب، وتقديم الشكاوى إلى المنظمات الدولية بخصوص القنوات الإقليمية والأجنبية المثيرة للفتنة والمعادية للدول العربية، استناداً إلى مخالفتها للمواثيق العربية والدولية، ومن بينها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يحظر أية دعوات تحريضية على الكراهية أو العداوة أو العنف أو تهديد الأمن القومي والنظام العام أو مخالفة الآداب العامة.
وأكد أهمية تفعيل التحرك الإعلامي العربي المشترك داخلياً وخارجياً في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وحماية حقوقها التاريخية وهويتها ومنجزاتها التنموية والحضارية، وقيمها الدينية والأخلاقية، في مواجهة الغزو الفكري وحملات الإساءة والتضليل المتزايدة في وسائل إعلام ومنظمات أجنبية.
وكان مجلس وزراء الإعلام العرب خلال دورته ال (47) بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، وبرئاسة مملكة البحرين خلفاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، قد ناقش 15 بنداً على جدول الأعمال، وفي مقدمتها دور الإعلام العربي في خدمة التنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب والتطرف والدفاع عن قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومتابعة الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، والمحور الفكري المقدم من مصر تحت عنوان "مكانة الإعلام الاجتماعي في بنية الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية في ظل الوضع الاتصالي الإلكتروني الحالي"، إلى جانب التوصية بإعلان القدس عاصمة للإعلام العربي للعام 2017.
وأقر مجلس وزراء الإعلام العرب اقتراحي مملكة البحرين، وأولهما: "وضع آلية لوقف بث القنوات الفضائية المسيئة أو المحرضة على الكراهية والإرهاب"، وينص على إنشاء وتشكيل هيئة رقابية باتحاد إذاعات الدول العربية أو مجموعة عمل لتفعيل التزام الفضائيات بالمواثيق الإعلامية والتشريعات العربية والدولية، وتتولى الرصد والمتابعة وتبادل المعلومات وتلقي الشكاوى والبلاغات بشأن أي مخالفات إعلامية أو إعلانية، ومباشرة إجراءات سحب التراخيص والتصاريح الممنوحة للفضائيات المخالفة، وتنفيذ مبادئ ميثاق الشرف الإعلامي العربي ومبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية، وإلغاء عضوية القنوات المسيئة أو المحرضة في اتحاد إذاعات الدول العربية، بموجب المادة (25) من ميثاق الشرف الإعلامي، فضلاً عن تقديم الشكاوى واتخاذ الإجراءات القانونية لدى المنظمات الدولية بخصوص القنوات المثيرة للفتنة والمعادية للدول العربية".
وعلى هامش الجلسة الافتتاحية للدورة ال، (47)، قام وزير شئون الإعلام علي محمد الرميحي رئيس مجلس وزراء الإعلام العرب بتكريم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بمناسبة انتهاء ولايته وبعض الشخصيات والمؤسسات الإعلامية العربية بمناسبة يوم الإعلام العربي في دورته الأولى تحت شعار "دور الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب"، ومن بينهم: سميرة رجب من مملكة البحرين، ونقيب الصحافيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد، والكاتب الجزائري الراحل نذير بن سبع، ومؤسسة "الأهرام" تقديراً لجهودهم في تعزيز العمل العربي المشترك، إلى جانب تكريم عدد من شهداء العمل الإعلامي في الوطن العربي مثل: الحسيني أبوضيف، وماجد أبوشرارة، وتوزيع جوائز التميز الإعلامي العربي بفئاتها الثلاث (الإعلام الاستقصائي، العمود الصحافي، والصورة الفوتوغرافية).