قائد عمالي إيراني يحذر من حملة اعتقالات للمعلمين
الوسط - المحرر السياسي
حذر أحد قادة اتحاد المعلمين في إيران هاشم خاستار، من شن السلطات لحملة مكثفة من الاعتقالات والمضايقات ضد المعلمين وممثلي الاتحاد.
ويقول خاستار، وهو من مدينة مشهد الواقعة في شمال غرب البلاد، إن المعلمين أضربوا عن الطعام اعتراضا على الاعتقالات وتردي الأوضاع الخاصة بحقوقهم، بحسب تقرير لموقع قناة "بي بي سي العربية" اليوم الأربعاء (25 مايو/ أيار 2016).
وخاستار هو أحد قادة اتحاد المعلمين في مقاطعة خراسان رضوي. ويقول إنه تعرض للاعتقال ثلاث مرات.
وأضاف أن الاعتقال جاء بعد دفاعه عن حقوق المعلمين في الانضمام لاتحاد مستقل، وأنه سُجن لمحاولته "إيصال صوت المعلمين الأبرياء في إيران".
وتابع: "يريد المعلمون تحقيق الديمقراطية من خلال حركتهم".
ولم تعلق السلطات الإيرانية حتى الآن على التصريحات التي وصلت إلى بي بي سي بخصوص معاملة ممثلي المعلمين.
ويتعرض المعلمون - بحسب خاستار - لتهديدات ومخاطر بسبب مواقفهم، "وأنا على استعداد دائم لسماع دقات الباب وحضور أحدهم لاعتقالي. ولولا دعم زملائي من المعلمين، لكانوا (السلطات) تخلصوا مني".
وأضاف أن المعلمين يتجمعون في سرية لمساعدة زملائهم المعتقلين، مثل جمع التبرعات لدعم عائلاتهم.
كما أشارت منظمة التعليم الدولية للمشكلات التي تواجه المعلمين الإيرانيين.
وقالت نائبة أمين عام المنظمة، هالديس هولست: "علمنا باعتقال العديد من الناس". لكن يصعب إحصاء أعداد المعتقلين أو التفاصيل الدقيقة للحالات في أرجاء إيران "لأن معظم القيادات إما في السجن أو المنفى".
ووجهت المنظمة دعوة لرئيس اتحاد المعلمين في طهران لحضور مؤتمر مطلع هذا العام، لكن هولست قالت إن السلطات اعتقلته.
وانتشرت تقارير متعددة عن اعتقال عدد من المعلمين، لكن بدون تأكيد على إسقاط التهم أو تجديد فترة الاعتقال.
وأورد بيان عن رابطة المعلمين الإيرانية أن الرابطة "لا تقبل الاتهامات الأمنية ضد النشطاء المدنيين. ونرى أنه لا يجب اعتقال أي معلم لسعيه نحو تحقيق المصلحة المدنية والتعليمية. السجن لا ينبغي أن يكون الإجابة على مطالب المعلمين".
ويقول خاستار إنه رغم نمو العلاقات الإيرانية مع الغرب، وإشارات الانفتاح الاقتصادي، فإن أوضاع روابط المعلمين لا تتحسن. ولا توجد أي إشارات للتفاوض بخصوص حقوق أعضاء الرابطة.
وتابع: "ثمة صدع كبير بين الحكومة والسلطات الدينية، لكن هدف الفصيلين هو حماية النظام ككل". ويتعرض النظام للمزيد من الضغط عند زيادة القمع.
وأضاف خاستار أن الفريقين "يريدان قائدا واحدا، ويكون الباقون هم القطيع. وبذلك، يتعين على الناس الاتباع دون مساءلة". كما يتعرض المعلمون للاعتقال "بشكل مستمر"، لكن في الكثير من الأحيان لا يكتشف الاتحاد إلا بعد مرور فترة.
كما قال إن السلطات الأمنية تضغط على أُسر المعلمين لعدم الإفصاح عما حدث. لكن المعلمين ما زالوا ينظمون الحملات لتنفيذ أنشطة الاتحاد والمطالبة بالحريات المدنية "بدون تدخل السلطات الأمنية".
ويرى خاستار أن مطالب المعلمين تتمتع بدعم كبير "فقد تغيرت الأمة الإيرانية".
وطالب مجلس الاتحادات العمالية البريطاني الحكومة الإيرانية باحترام حقوق المعلمين، وانتقد اعتقال قادتهم.
وأشار المجلس البريطاني إلى احتجاجات المعلمين على "الأجور المتردية"، والظروف المعيشية الصعبة، وغياب الأمان الوظيفي.
ومن المقرر أن تطالب القمة الإنسانية العالمية، المنعقدة هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، بالمزيد من الحماية للمعلمين. ويحضر القمة قادة العالم السياسيون.
كما يُتوقع الدفع نحو إعلان المدارس الآمنة، الذي يطالب بحماية المنشآت التعليمية في مناطق العنف السياسي.
وتقول هولست إن المعلمين الإيرانيين يواجهون "ضغطا مضاعفا".
وفي الكثير من البلدان، يحظى المعلمون بعضوية منظمات واتحادات عمالية، ويمكن اعتقالهم في محاولة لقمع المنظمات المستقلة.
لكن هولست قالت إن المعلمين "عادة ما يكونون مجموعة مستهدفة" على يد الأنظمة التي تسعى إلى فرض رؤيتها على المجتمع.
كما قالت إن استهداف المعلمين يرجع لأن مهنتهم تعتمد على المناقشة وتكوين الأفكار. واعترضت المنظمة الدولية للتعليم من قبل على ممارسات الحكومة الإيرانية، لكن لم تتلق أي رد.
وأدان المؤتمر الدولي للمنظمة النظام الإيراني بسبب أعداد المعلمين "المعتقلين في السجون الإيرانية. وما يحدث هو خرق صريح للحقوق العمالية والإنسانية".
وأضافت هولست أن "روابط المعلمين في إيران واجهت صعوبات. وتشير الأدلة إلى أن الأوضاع في تدهور مستمر".