الاتحاد العام للنقابات ينهي معاناة مهندس روماني عبر مفاوضات ناجحة
العدلية - الاتحاد العام للنقابات
نجح الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، في إنهاء معاناة مهندس روماني يعمل على ظهر سفينة بحرينية، وقيادة مفاوضات ناجحة بين المهندس ومالك السفينة، انتهت بعودة المهندس الروماني لبلاده وتحويل كل المبالغ المترتبة له عبر شركات مالية.
وتمثل هذه القصة، جانباً من معاناة العاملين على ظهر السفن التجارية من بحارة ومهندسين وغيرهم، إضافة إلى أنها تمثل جانباً من الاهتمام الحقيقي والجاد الذي يوليه الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين لمساعدة العمالة المهاجرة، والعمل على تحسين أوضاعهم.
يقول الأمين العام المساعد سلمان السعد، الذي قاد هذه المفاوضات، إنه تلقى "اتصالاً هاتفياً من ابن مالك السفينة في يوم الخميس (21 أبريل/ نيسان 2016)، عند الساعة السابعة والنصف مساءً، يشكو فيه من عدم تعاون رئيس المهندسين في مغادرة السفينة، وذلك بعد انتهاء مدة العقد ووصول البديل له على ظهر السفينة، وأوضح ابن مالك السفينة أن رئيس المهندسين قد استلم جميع حقوقه من أجور شهرية خلال عمله على ظهر السفينة نقداً، ماعدا أجر شهر فبراير/ شباط الماضي الذي تم فيه تحويل أجره إلى الحساب البنكي في رومانيا، وأنه يحتفظ بجميع المستندات، إلا أن أجر شهر فبراير لم يتم تحويله في حساب رئيس المهندسين، وذلك لوجود خطأ في رقم الحساب البنكي، وأن مالك السفينة يتعهد بتحويل أجر فبراير خلال الأيام القادمة، وذلك بعد التأكد من صحة جميع البيانات لتحويل المبلغ المتفق عليه، كما بين أن بقية الأجور تم دفعها نقداً، وذلك بحسب رغبة رئيس المهندسين، وأن المبلغ يفوق العشرين ألف دولار أميركي (20000$)".
وأوضح السعد أن الخلاف الواقع هو رفض رئيس المهندسين السفر إلى بلده وذلك لحصوله على أوامر من المفتش البحري الروماني بأن لا يغادر البحرين جواً حاملاً معه مبلغ أكثر من عشرة ألف دولار أميركي (10000$) وذلك لإمكانية مصادرة أمواله بحسب القوانين الدولية واتهامه بتهريب الأموال.
وقال مالك السفينة إن وكيل السفينة البحري قد قام بحجز تذكرة سفر للمهندس الروماني ليوم غد الساعة 1:30 صباحاً من مطار البحرين الدولي مروراً بمطار اسطنبول، وأنه يحتاج إلى حل لتسهيل مغادرته وحل هذه الإشكالية، وأنه على علم بأن سلمان السعد يمثل نقابة عمال الموانئ، والأمين العام المساعد بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ونائب رئيس اللجنة الإقليمية للاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) في الوطن العربي.
وعلى الفور تواصل السعد عن طريق الهاتف مع وكيل السفينة المتواجد على ظهر السفينة للاطلاع وجمع المعلومات عن قرب وعلى الوضع المتأزم في مغادرة المهندس الروماني منها، كما تواصل السعد مع قبطان السفينة العربي الجنسية، الذي طلب المساعدة بإيجاد حل سريع، موضحاً أن السفينة سوف تنهي عملية الشحن مساء يوم غد وتبحر من ميناء خليفة بن سلمان، وبعدها تحدث السعد مع رئيس المهندسين الذي أبدى تخوفه أولاً من مغادرة البحرين بمبلغ كبير يحمله معه، وثانياً بأن لا يتم تحويل راتبه عن شهر فبراير من قبل مالك السفينة، وأنه متمسك بعدم المغادرة منها، وانه لا يثق بالوعود الشفوية من مالك ووكيل السفينة، وانه حصل على تعليمات من قبل المفتش البحري الروماني أدريان بأن يضمن حقوقه كاملة قبل النزول من السفينة.
كما قام السعد بالتواصل مع المفتش البحري في إسبانيا محمد أرشيدي، وإطلاعه على كامل التفاصيل، وتقدم السعد إليه باقتراح مفاده تحويل بقية المبلغ الذي لا يستطيع السفر به، وأن يتم متابعة راتب شهر فبراير مع مالك السفينة لتحويله إلى حسابه البنكي أو استلامه نقداً، وتحويله لاحقاً إلى حسابه في البنك، وطلبنا من المفتش الإسباني التواصل مع المفتش الروماني ليقوم بإعطاء التوجيهات لرئيس المهندسين للقبول والعمل بهذا المقترح.
وتم تغيير موعد سفر كبير المهندسين إلى اليوم الثاني ليتسنى للسعد التواصل معه وموافقة جميع الأطراف على هذا المقترح.
في نهار يوم الجمعة بتاريخ 22 أبريل 2016 تلقينا اتصالاً من المفتش الإسباني ليؤكد أنه تواصل مع المفتش الروماني وأن الموافقة على المقترح حصلت، وأنه قام بالتواصل مع رئيس المهندسين وتم إبلاغه بأننا سنقوم بعمل اللازم والتأكيد على تعاونه معنا للوصول إلى حل يرضي الجميع.
تم التواصل مع وكيل السفينة وطلبنا منه التأكيد على قبطان السفينة ورئيس المهندسين، أنه سوف تصل لهم تلك التعليمات من الـITF مكتب رومانيا، على أن يتم تجهيز اتفاق مكتوب يتم فيه تسليم بقية المبلغ لنا، ومتابعة راتب شهر فبراير مع مالك السفينة، وأن يتم حجز تذكرة سفر بتاريخ 23 أبريل الساعة الواحدة والنصف صباحاً.
وفي الساعة الرابعة عصراً ذهبنا برفقة الوكيل البحري على ظهر السفينة واستقبلنا القبطان في مكتبه مع تواجد رئيس المهندسين، وتم اعتماد مذكرة اتفاق تم التوقيع عليها من قبلنا وقبطان السفينة ورئيس المهندسين الروماني، واستلام جزء من المبلغ والذي يقدر بإحدى عشر ألفاً ومئتي دولار أميركي (11200$). وتم استلام نسخة من هذا الاتفاق ونسخة من عنوان ورقم حساب البنك وجواز ورقم التلفون للمهندس الروماني، وبعد مغادرتي من السفينة عند الساعة السادسة مساءً توجهت إلى مبنى شركة البحرين المالية "فرع عراد" للاستفسار عن مدى إمكانية تحويل المبلغ باسم المهندس الروماني، ولقد حصلت على الرد حول كل تساؤلاتي بأنه من الممكن تحويل المبلغ إلى رومانيا بشرط ألا يزيد عن عشرة آلاف دولار من خلال شركة ماني جرم (Money Gram)، ولديها فرع في قاعة مطار البحرين الدولي ولديها أكثر من سبعة فروع في مدينة قنسطنطة (Constanta) في رومانيا.
وعند الساعة الثامنة مساءً التقينا بالمهندس الروماني بصحبة الوكيل البحري في قاعة المطار وتوجهنا إلى فرع شركة البحرين المالية وقمنا بتحويل 10000$ من المبلغ الذي كان في عهدتنا وإرجاع بقية المبلغ 1200$ للمهندس نقداً، وتم تدوين ذلك على نفس ورقة الاتفاق السابقة من الطرفين.
تلاشى شعور القلق والخوف والشعور بعدمالثقة عن رئيس المهندسين الروماني... وبعدها بأسبوع تم التواصل مع مالك السفينة، وذلك للتأكد من تحويل المبلغ عن شهر فبراير، وفي تاريخ 2 مايو، وحصل السعد على نسخة من المستند البنكي بأنه تم التحويل وأرسلنا نسخة منه إلى المفتش الإسباني للتأكيد.
وأخيراً بتاريخ 4 مايو 2016م استلم الأمين العام المساعد، بريداً الكترونياً من الأخ محمد أرشيدي ليؤكد أن المهندس الروماني قد استلم راتب شهر فبراير، ويتقدم بالشكر على المساعدة وحل الموضوع، كما حصلنا على رسالة شكر من مسئول المفتشين البحريين من المكتب الرئيسي بلندن مقر الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF).
وأوصى السلمان بعدد من التوصيات في ضوء هذه التجربة، منها: إنشاء لجنة خاصة لدعم ومساعدة البحارة العاملين على السفن التجارية، والعمل على إدماج البحارة العاملين على السفن المسجلة في مملكة البحرين بنقابة عمال الموانئ البحرية كمثال أو العمل على تأسيس نقابة للبحارة العاملين على السفن التي تحمل العلم البحريني، وعمل حملة توعوية خاصة للبحارة على السفن التجارية تهدف إلى تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم بحسب القوانين البحرية الدولية.