"أمل" أول راديو في تونس بطاقم إعلامي من ذوي الإعاقة
الوسط- محرر منوعات
بصوت دافئ، توجِّه الشابة التونسية نزيهة نصري تحيتها الصباحية إلى مستمعيها عبر أمواج إذاعة "أمل" لتقدم بعدها نشرة إخبارية تهتم بقضايا المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في تونس والعالم.
نصري تتحدث بلسان ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي التي تعاني من إعاقة في ساقيها، إلا أنها على رغم ذلك حققت حلمها بدراسة الصحافة والإعلام وفي إسماع صوتها وصوت كل معاق عبر الراديو الجديد.
هذا المولود الإعلامي الذي لم يمضِ على تأسيسه سوى بضعة أشهر يعد أول راديو يهتم أساساً بذوي الإعاقة، ويخصص مادته الإعلامية وبرامجه الحوارية على مدار اليوم لإسماع صوت المعاق في تونس.
وتقول نصري بحسب موقع "هافينغتون بوست عربي"، إن أحداً لن يحس بمعاناة الشخص المعاق "سوى من يعيش تجربته لكن عزيمتي على قهر الإعاقة كانت أقوى، وهأنا الآن أحاول قدر الإمكان أن أوصل صوتهم عبر هذا المنبر الإعلامي".
وتحرص الشابة التونسية على إيصال هموم ذوي الإعاقة في تونس إلى الجهات الحكومية والجمعيات العاملة في هذا الميدان، لكنها لم تُخفِ في ذات الوقت استياءها من عدم وجود آذان صاغية من الجهات الحكومية على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المرأة والأسرة والطفل، حيث يرفض بعضهم الحضور في الراديو بحجة الانشغال.
وتختم قائلةً، "ذوي الإعاقة في تونس أثبتوا جدارتهم في كثير من المجالات، وأنهم قادرون على المساهمة في بناء البلاد رغم جحود الدولة تجاههم قبل الثورة وبعدها، فالبرغم من ترسانة القوانين التي وضعت لحماية حق المعاق، ومبدأ تكافؤ الفرص في العمل والدراسة والصحة والتنقل، غير أن كل ذلك ظل حبراً على ورق وشعارات رنانة ترفع في الأعياد والمناسبات الوطنية والدولية".
أصوات تصدح رغم الإعاقة
عزيزة ساسي هي أيضاً من بين الأصوات الشابة المؤسسة لإذاعة "أمل"، شجعها على ذلك وجود فرد من أسرتها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب ما قالت، فإن نصف الطاقم الإعلامي في الراديو من ذوي الإعاقات المختلفة؛ بينهم مكفوفان وأخرى على كرسي متحرك وآخرون يشكون من إعاقات في الأرجل، ورغم ذلك هم يحرصون على الحضور باستمرار.
وتؤكد ساسي أن الإذاعة رغم حداثتها تستقطب شهرياً أصواتاً إذاعية جديدة، سيما من ذوي الإعاقة حيث يقبل أغلبهم على الانضمام للأسرة الإعلامية الموسعة للراديو بشكل تطوعي وبدون أي مقابل.
برامج قانونية واجتماعية موجهة للمعاق
سارة الفورتي هي أيضاً من بين الطاقات الإعلامية الشابة التي وضعت حجر الأساس لهذا المشروع الإعلامي الموجه لشريحة المعوقين في تونس، وبالرغم من صغر سنها (23 سنة)، وانشغالها بالتحضير لشهادة الهندسة، تحرص شديد الحرص على الحضور اليومي لاستوديوهات إذاعة "أمل" للاجتماع مع باقي زملائها ووضع البرنامج اليومي، والذي تقول إنه يتنوع بين النشرات الإخبارية والمساحات الحوارية، والتي تتعلق بصحة المعوقين وبالجوانب القانونية المنظمة لهذه الفئة.
وتضيف، "نحرص كل الحرص أن نكون صوت المعاق في تونس وأن نحمل همومه ومشاغله لنذيعها عبر المصدح ويسمعها المسئولون والجمعيات الخيرية المتخصصة في هذه الفئة بعينها".
وتأمل هذه الشابة وزملاؤها في الراديو، أن يلقى هذا المولود الإعلامي الجديد التجاوب والدعم من الجمهور أولاً، ومن الجهات الرسمية ثانياً، حتى يتطور فعلياً ويصبح ملاذاً لكل صوت معاق في تونس، ولا يكتفي بعرض المشاكل بل بطرح الحلول واستقطاب أكبر للجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في المجال الاجتماعي، والإحاطة بفئة المعاقين وأصحاب الاحتياجات الخصوصية.