(رسالة مواطن)... لكل من اوقف علاجنا كمرضى سكلر أعيدوا النظر بالقرار وأرحمونا
الوسط - محرر الشئون المحلية
في هذا الظلام الحالك حيث الجميع غفت أعينهم على حلماً جميل ونوم هادئ بلا منغصات، ولكن هناك من يسامر الليل وجعاً لا يرحم، وهناك من حرمهم الألم من النوم، هناك ضجيج استغاثة يدوي الآذان...موجعة جداً... وهناك صرخات ألم استوطنت تلك الأجساد الهزيلة... وهناك من يتجرعون مرارة الموت البطيء دون أن يغيثهم أحد... ودون مسكن يهدأ روع مواجعهم... نعم هم نحن مرضى السكلر...
الذي باتت الدموع لا تتوقف لقسوة الألم ولقسوة المسئولين عن إيقاف علاجنا... في هذا الوقت المتأخر من الليل بكل بساطة تأتي صاحبة الرداء الأبيض لتخبرنا لا يوجد ما يسكت روع الألم، ولا أملك شيئاً لكم والسؤال الذي يطرح نفسه هل يُعقل أن ينفد العقار من جميع أجنحة السلمانية والمراكز الصحية في نفس الوقت، يا لمحاسن الصدف حدث العاقل بما يُعقل، أيُ منطق هذا، وأي عقل يتقبل ويصدق هذه الترهات... المسئولين في الوزارة وعن إدارة الأدوية والصيدلية في سبات عميق ونحن نسامر مواجعنا وحدنا، أي ضمير هذا وأي إنسانية وما يزيد وضعنا سوءا أكثر هؤلاء الذين ومع الأسف الشديد يستهزؤون ويباركون تلك المساعي التي أوقفت العلاج وتنعتنا بالمدمنين ونحن من كنا نأمل فيهم الخير، وإنهم سيقفون معنا ويناشدون معنا ولن يتركونا لوحدنا ولكن مع الأسف لقد خذلونا وأوجعونا كثيراً..
لم يعيشوا ألمنا ولم يعيشوا حياتنا التي نتعثر بمسيرتنا فيها... لم يذوقوا ولو جزء بسيط مما نعانيه... نحن نموت ولا يمكننا فعل شيء لبعضنا سوى الاستماع لتلك الصرخات التي تبكينا على حالنا، الكل يعيش حياته بسلام ونحن نعتصر ألماً ولا نملك القوة على الحراك، فاكتفينا برمي كاهل جسدنا الهزيل على ذاك السرير الذي أصبح شبه قبر وكفن نتلوى فيه... ولا نستبعد أن يكون ضمن الشامتين المانعين علاجنا... فحالنا تعجز الكلمات عن وصفه... نبتسم ابتسامة صفراء نحاول تناسي مانحن فيه، ولكن الألم أنَّى لنا تناسيه وهو في ازدياد؟
اين كبار المسئولين عنا؟ أين حقوق المريض الذي ضمنها لنا الدستور؟ وأين حقوق الإنسان؟
نحن نعاني نريد ان نرتاح ولو لسويعات، نحن لسنا مدمنين بل نحن نتألم وحاجتنا للمسكن لا تعني أننا مدمنين؛ بل نريد ما يسكت أوجاعنا القاسية نحتاج من يرحم لا من يقتلنا أكثر بلسعات كلماته، فكل من عذبنا وشمت فينا له يوم لن يتعداه وجميعنا نتحسب على من وضعنا بهذا المأزق فهذه جريمة عظمى بحق الإنسانية وبحق ارواح بشر... جريمة لا تغتفر رحماك ربي بنا فأنت من ابتليتنا وأنت العالم بحالنا...
وخذ بحقنا من كل شخص استهزأ بنا وكل جهة قامت بوقف علاجنا
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رباب الأسود