العدد 5005 بتاريخ 20-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


السلطان ابراهيموفيتش... أسطورة حية تتحدى العمر

الوسط - المحرر الرياضي

تقدم في العمر غير أنه لا يزال يتصدر عناوين الصحف، فقد قدم موسماً رائعاً مع باريس سان جرمان ليضيف لقباً جديدا في بطولة الدوري إلى رصيده الكبير من بطولات الدوري وليصبح الهداف التاريخي للنادي الباريسي. رحلته في باريس إنتهت والجميع يتساءل أين ستكون وجهته المقبلة. سيكون بدون شك من أكثر اللاعبين المنتظرين في اليورو 2016 حيث سيقود للمرة الأخيرة منتخب بلاده السويد. 

بعد أن عاش طفولة حزينة، غيرت كرة القدم حياة الولد زلاتان الذي خطف الأضواء في ملاعب كرة القدم بفضل مهاراته وبنيته الجسدية القوية وانضباطه وحسه التهديفي العالي ورؤيته المميزة فوق أرضية الميدان. تهاتفت عليه أكبر الأندية الأوروبية ونجح مع كل الفرق الكبيرة التي مثلها وفاز بالألقاب معها جميعاً، خصوصاً بطولات الدوري التي أصبح متخصصاً بالفوز بها.. لم يكن تقدمه في العمر عائقاً أمامه للإستمرار بالإبداع، فهو يزداد قوة وعزيمة من موسم إلى آخر وأرقامه تحكي عنه. لطالما دافع بشراسة عن ألوان منتخب بلاده وزرع الأمل في نفوس الشعب السويدي الذي يعشقه، وهو سيقوده للمرة الرابعة هذا الصيف في كأس الأمم الأوروبية. من بعدها، سوف يخوض مغامرة جديدة لم يحدد وجهتها بعد، لكن الأكيد أنه سينجح برفع التحدي كما فعل دائماً.

عاش طفولة قاسية، قهر وفقر، مشاكل عائلية... لم يستسلم للواقع فقد أراد تغيير مصيره، أراد التحدي وقطع وعداً لنفسه بأن يصبح على كل لسان وأن يتألق في كل مكان... إنه السلطان زلاتان ابراهيموفيتش، رمز الكرة السويدية وأحد أعظم الشخصيات في تاريخ الدول السكندينافية. بدأ مسيرته مع مالمو لكنه لم يدرك حينها أنه سوف يصول ويجول بين أكبر الأندية في القارة العجوز من بعدها. قبل اياكس، ذهب إلى لندن إلا أن فينغر طلب منه خوض تجارب الأداء فرفض زلاتان المغرور ذلك ليفوت على المدرب الفرنسي للأرسنال فرصة ذهبية للتوقيع مع لاعب أصبح فيما بعد أحد أفضل اللاعبين في العالم. لطالما إرتبط إسم زلاتان بالأهداف الرائعة والخيالية، فعندما يسجل زلاتان غالباً ما يكون الهدف لوحة فنية كأهدافه بالكعب التي لا تحصى ولا تعد التي نذكر منها هدفه الرائع في مواجهة إيطاليا ضمن فعاليات اليورو 2004 واهدافه" المارادونية" بعد تخطيه كل مدافعي الخصم وتسديداته الصاروخية وتسديدته المقصية من خارج منطقة الجزاء ضد انكلترا التي منحته جائزة هدف العام...

حبه لنفسه لم يكن لديه عواقب سلبية على ادائه فوق أرضية الميدان فهو لاعب يعطي كل ما لديه في سبيل المجموعة وهو ليس فقط هدافاً من الطراز الرفيع، بل أيضاً صانع ألعاب يتقن التمرير ويملك رؤية مميزة في الملعب. إمكانياته الخرافية جعلته يستحق لقب "إبراكدبرا" فهو يسحرنا كلما شاهدناه يداعب الجلد المدور.

لا يقتصر إبداع زلاتان على لعب كرة القدم، فهو أيصا نجم كبير في المؤتمرات الصحفية حيث يظهر حساً فكاهياً قل نظيره وقد اشتهر بعباراته المثيرة للجدل التي تبقى عالقة في الأذهان.

يملك في جعبته 13 بطولة دوري! إذا اردتم الفوز بالدوري، فما عليكم سوى التعاقد مع زلاتان! فرض هذا الأخير نفسه نجماً فوق العادة في كل الأندية التي مثلها، وما أكثرها! إنتقل بمبلغ كبير جداً إلى البارسا وفاز هناك بالدوري الإسباني إلا أنه سرعان ما تدهورت علاقته بالمدرب بيب غوارديولا الذي كان مجحفاً بحقه ما دفع السلطان ليقول " لا تشتري سيارة فيراري لكي تقودها كسيارة الفيات". انتهت مغامرته الكاتالونية بسرعة ليعود إلى الدوري الإيطالي الذي اطلقه إلى العالمية وجعله نجماً كبيراً، و لكن هذه المرة من بوابة الميلان، ليكون بذلك قد لعب مع العمالقة الثلاثة في إيطاليا اليوفي والإنتر والميلان. لم يكتف بالتألق وتحطيم الأرقام مع الأندية التي إرتدى قميصها، فقد أراد تحقيق النجاح مع السويد أيضاً وظهر بمستوى كبير جداً مع منتخب بلاده الذي سجل له 62 هدفاً في 112 مباراة دولية ما جعله الهداف التاريخي للمنتخب السويدي. شارك مع بلاده في نسختين لكأس العالم عامي 2002 و2006، لكنه ترك بصمة أكبر في كأس الأمم الأوروبية حيث سجل ستة أهداف في ثلاث نسخ. اراد الدنماركيون أن يسرعوا من اعتزاله الدولي من خلال إقصاء السويد من الملحق المؤهل لليورو 2016، غير أن زلاتان رد عليهم مسجلاً ثلاثة أهداف ذهاباً وإياباً ليخرجهم من الملحق ويصرح" لقد ارسلت كل بلدهم إلى التقاعد". سيكون زلاتان من أكثر اللاعبين المنتظرين في كأس الأمم الأوروبية القادمة حيث ستكون المرة الرابعة التي يشارك في المسابقة القارية ليسدل الستار من بعدها  على مسيرة دولية حافلة جعلته أفضل لاعب في تاريخ السويد بدون منازع.

زلاتان غير معادلة العمر، فهو كلما تقدم بالعمر كلما زاد توهجاً وتألقاً، كيف لا وقد سجل بعمر ال34 سنة 38 هدفاً في الدوري الفرنسي وهو أعلى رصيد في السنوات ال45 الأخيرة، ليحصد للمرة الثالثة في غضون أربعة مواسم قضاها في العاصمة الباريسية جائزة أفضل لاعب ولقب الهداف!

إبرا ما زال جائعاً، لم تشبعه كل البطولات التي فاز بها وكل الإنجازات والأرقام التي حققها، يريد أن يخوض غمار تجربة جديدة، من الممكن أن تكون مع مانشستر يونايتد الذي يحتاج إلى هداف من العيار الثقيل، ومن أفضل من زلاتان ليعيد البسمة إلى وجوه جماهير الشياطين الحمر؟

قصة زلاتان هي قصة ملهمة للأجيال، تعلمهم أن الفقر ليس سبباً للفشل، وأن العمر ليس سوى مجرد رقم... كل واحد يستطيع تغيير مصيره إذا عمل بجهد وصمم على تحقيق أحلامه، فزلاتان تحول بفضل جهده ومثابرته واصراره من ولد فقير في عائلة متواضعة جداً تعاني مشاكل كثيرة، إلى أسطورة حية في عالم كرة القدم ورمز للمواظبة والتحدي.

شكراً زلاتان على كل هذه السنين من سحرك وابداعاتك، اتمنى أن تستمر في ابهارنا لأطول فترة ممكنة.



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 5:34 م تقرير اكثر من خيالي و رائع
#شكرازلاتان رد على تعليق