"ميونيخ، حكاية فلسطينية": هل منع عرض فيلم نصري حجاج في كان؟
الوسط - محرر المنوعات
وقع جدل واسع حيال عرض مقطع من فيلم "ميونيخ: حكاية فلسطينية" للمخرج الفلسطيني نصري حجاج ضمن فعاليات "سوق السينما" على هامش مهرجان كان 2016، بسبب أنباء عن فرضية منعه. كما وقع جدل ثان متعلق بإدماج فيلم المثقف الفرنسي برنار هنري لفي "بشمركة" ضمن الاختيارات الرسمية، بعد انطلاق فعاليات المهرجان، بحسب تقرير نقله قناة "فرانس24" اليوم الجمعة (20 مايو/ أيار 2016).
أجج عرض جزء من فيلم "ميونيخ: حكاية فلسطينية" للمخرج نصري حجاج في "سوق الفيلم"، وعلى هامش الفعاليات الرسمية، جدلا واسعا في مهرجان كان. فكانت العديد من المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام قد أعلنت في البداية أن بلدية كان قررت منع عرض مقطع من الفيلم الذي كان مقررا عرضه في 16 أيار/مايو بـ"سوق الفيلم".
مهرجان كان 2016: ملف خاص
وكان المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية في فرنسا قد أعلن في بداية الشهر أنه كتب إلى عمدة مدينة كان، إضافة إلى رئيس المهرجان بيار لسكور ووزيرة الثقافة أودري أزولاي رسالة بشأن فيلم حجاج. فرأى المناهضون لعرض جزء من الفيلم الوثائقي أنه "يمس بذكرى الضحايا وقد يشكل تهديدا للأمن العام"، وأنه يمجد منفذي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين في ميونيخ عام 1972 خلال دورة الألعاب الأولمبية
وقال رئيس المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية في فرنسا روجي كوكيرمان في الرسالة "نحن قلقون ومتضايقون من الإعلان عن برمجة عرض فيلم "ميونيخ: حكاية فلسطينية"، وتابع أن في الوثائقي "إعادة قراءة للأحداث التاريخية تشكل فضيحة".
أما موقع "الصندوق العربي للثقافة والفنون -آفاق" الذي أعطى منحة للفيلم فيقول إنه "يقدم مقاربة فلسطينية أولى لعملية ميونيخ كاشفا الكثير من الحقائق الجديدة والوثائق والشخصيات".
والفيلم في مرحلة التطوير، لذلك لم يعرض في "سوق الفيلم" سوى مقطع منه.
وجاء أيضا على موقع "آفاق" بشأن الفيلم أنه "في 6 أيلول/سبتمبر 1972، هاجم ثمانية فدائيين فلسطينيين قرية الأولمبياد في ميونيخ واحتجزوا 11 رياضيا إسرائيليا كرهائن. انتهت العملية بإطلاق ضباط الأمن الألمان النار متسببين بمقتل الرياضيين الأحد عشر وخمسة من الفلسطينيين. على الرغم من مرور أربعين عاماً، لاتزال هذه العملية تشغل كثيرين. لماذا أقدم الفلسطينيون على تنفيذها؟".
من مهرجان كان... التانغو الأخير في رام الله
اتصلنا ببلدية مدينة كان التي أعلمت القناة بأن "جمعية" أشعرت عمدة كان بعرض وثائقي نصري حجاج في إطار "سوق الفيلم"، وبأن هذا الشريط "قد يشكل مساسا بالأمن العام". وأكدت البلدية أنها أخطرت السلطات المعنية بهذه المعلومة، بمعنى "الجهات الأمنية إضافة إلى منظمي مهرجان كان".
وأكدت أن "بلدية كان لا تملك أبدا الصلاحيات لإلغاء فيلم مبرمج في سوق الفيلم". وفي آخر الأمر لم يمنع الفيلم إذ عرض فعلا جزء منه كما كان مقررا الإثنين 16 أيار/مايو.
مفاجأة "البشمركة"
من جهة أخرى، كانت المفاجأة كبيرة حين أعلن المنظمون الإثنين الماضي، وبعد خمس أيام على انطلاق الفعاليات الرسمية، أنهم يلحقون فيلم "بشمركة" للفيلسوف والمخرج الفرنسي برنار هنري ليفي بالاختيارات الرسمية للدورة 69 وبالتحديد ضمن "الحصص الخاصة".
وهذه أول مرة يعلن عنها المهرجان بعد انطلاق فعالياته عن فيلم إضافي ضمن الاختيارات الرسمية، وسيعرض الفيلم يوم الجمعة.
وأثار هذا القرار جدلا واسعا خصوصا وأن عام 2012 تم تسجيل فيلم "قسم طبرق" لنفس المخرج ضمن "الحصص الخاصة" أيضا (اختيارات رسمية)، قبل بضعة أيام على انطلاق فعاليات المهرجان، ما أفرز تساؤلات عديدة وحساسيات.
السياسة في كان دائما حاضرة خلف الساحة، فقد كان من جهته المخرج الصربي أمير كوستوريكا قد استاء من عدم اختيار فيلمه الجديد للمشاركة في المسابقة الرسمية، رغم أنه سبق وأحرز السعفة الذهبية مرتين في مهرجان كان.
واعتبر كوستوريكا في تصريحات لوسائل إعلام روسية نقلتها "الهوليوود ريبورتر" إن فيلمه لم يختر بسبب مواقفه المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وبالخصوص بشأن الملف الأوكراني)، مع العلم أن المخرج أرسل فيلمه إلى مهرجان كان بعد التاريخ المحدد للتسجيل.
وقال مهرجان كان بشأن إدماج شريط برنار هنري ليفي "هذا الفيلم الذي اكتشفناه مؤخرا يتابع عن قرب قوات الأكراد البشمركة. ومع فريق صغير، جاب المخرج الحدود العراقية على ألف كلم من الشمال إلى الجنوب، فصور وضعا حربيا ومشاهد ووجوه رجال ونساء يندر رؤيتها".
وقوات البشمركة التي سلحتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، هي عنصر ميداني مركزي في الائتلاف ضد "تنظيم الدولة الإسلامية".
ومع "بشمركة"، يكون هنري لفي قد شارك ثلاث مرات في مهرجان كان بأفلام مختارة رسميا. ففي 1994 قدم فيلم "بوسنة!" في قسم "نظرة خاصة".
"قسم طبرق" لبرنارهنري ليفي يروي "بطولة" مخرجه على حساب الثورة الليبية
وفي فيلم "قسم طبرق" يروى برنار هنري ليفي كيف نجح مثقف يساري في إقناع رئيس فرنسي بدعم الثورة الليبية. لكن الفيلم واجه انتقادات لاذعة تطرح تساؤلات حول التركيز على "بطولة" ليفي دون التعمق في الدوافع الحقيقية للجهات المتدخلة عسكريا خلال الثورة في ليبيا.