فيما تصدر كتابا عن حياتها في فرنسا... الممثلة لبنى ابيضار: المغرب لا يريدني!
باريس- أ ف ب
تصدر الممثلة المغربية لبنى ابيضار التي لجأت إلى فرنسا بعدما أثار أداؤها دور مومس في فيلم غضبا في بلدها، كتابا تروي فيه حياتها في مجتمع ترى أن الرجال و"أصحاب اللحى" يهيمنون عليه.
وتعاونت الممثلة في هذا الكتاب "لا دونجوروز" (الخطرة) مع كبير مراسلي صحيفة "لوموند" ماريون فان رنترغم الذي يقول "لبنى ابيضار تجسد المقاومة، أنها رمز لكل النساء اللواتي يصنفهن المجتمع بين شريفة وعاهرة".
وكانت الممثلة الشابة أدت دور مومس في فيلم "الزين اللي فيك" للمخرج نبيل عيوش، وهو يتناول موضوع الدعارة في المغرب، قد منع عرضه في هذا البلد لأنه يشكل إساءة كبيرة "للقيم الأخلاقية والمرأة المغربية".
إضافة إلى ذلك، أثار جدلا كبيرا وهجوما عنيفا على فريق الفيلم.
في المقابل، تابع الفيلم على الشبكات الاجتماعية مئات الآلاف من المغاربة داخل المغرب وخارجه، قبل أن يجري عرضه في عدد من المهرجانات الدولية.
وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، وفاز في 31 أغسطس/ آب الماضي في مهرجان انغوليم للفيلم الفرنكوفوني (جنوب غرب فرنسا) بحصوله على جائزتي "فالوا" الذهبية وأفضل ممثلة للبنى ابيضار، كما فاز في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني بجائزة التحكيم في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي بتونس. ورشح إلى جوائز سيزار السينمائية الفرنسية المرموقة.
وعرض الفيلم في لأول مرة وبشكل محدود واستثنائي في 11 يونيو/ حزيران في سبع قاعات سينمائية في باريس وبعض المناطق الفرنسية، وبدأ العرض الرسمي للفيلم في القاعات السينمائية الفرنسية في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي.
"المغرب لا يريدني"
تروي لبنى ابيضار البالغة ثلاثين عاما في كتابها "بدأت الكارثة حين خرجت من بطن أمي، لأني لم أكن ذكرا، وكان هواية والدي أن يضربني مرتين أو ثلاث مرات يوميا".
بعد ذلك تعرضت للاغتصاب من والدها أيضا، وحين حاولت أن تروي ما جرى لأمها في وقت لاحق "لم تكن تريد أن تصدق".
وتقول "لا أحد يتكلم عما يمكن أن يفعله الرجال بفتياتهم".
غداة عرض فيلم "الزين اللي فيك" في مهرجان كان، تعرضت الممثلة لسيل من الشتائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولذا فهي لا تنوي أبدا العودة إلى بلدها.
يضاف ذلك إلى أنها تعرضت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2015 إلى هجوم في أحد شوارع الدار البيضاء، ومنعت من تلقي العناية الطبية ولم يقبل عناصر الشرطة شكواها، بحسب ما روت، فسافرت إلى باريس... وتقول "المغرب لا يريدني".
إزاء ذلك، اقتصرت علاقتها مع بلدها على الزيارات التي تقوم بها خلسة، كما فعلت في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي حين زارت عائلتها. أما موطنها الجديد فهو فرنسا.
تضع لبنى مسؤولية ما يجري معها على عاتق "أصحاب اللحى" الذين "اخترعوا إسلاما جديدا لا أساس له".
وتقول "أنا أؤمن بما جاء به النبي محمد (ص)، وليس بالإسلام الموجود الآن، الذي يضطهد النساء ويقمع حرية التعبير".