العدد 4999 بتاريخ 14-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


نتنياهو يشكك في "حياد" فرنسا إزاء مبادرة السلام اثر تصويت اليونيسكو

القدس- أ ف ب

شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اليوم الأحد (15 مايو/ أيار  2016) في "حياد" فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين اثر تصويت باريس مؤخرا على قرار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته "قلت لـ (وزير الخارجية الفرنسي) إن القرار الفاضح الذي تم اعتماده في اليونيسكو بدعم من فرنسا، والذي لا يعترف بعلاقة الشعب اليهودي بجبل الهيكل الممتدة لآلاف السنين، يلقي بظلاله على حياد فرنسا في المؤتمر الذي تحاول عقده"، في إشارة إلى تصويت فرنسا على قرار اليونيسكو في ابريل الماضي.

وكان ايرولت التقى صباح الأحد نتنياهو لبحث المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام مع الفلسطينيين.

وكررت الحكومة الإسرائيلية معارضتها للمؤتمر الدولي. وأكد نتنياهو مرة أخرى لايرولت ان "الطريقة الوحيدة لدفع السلام الحقيقي بيننا وبين الفلسطينيين هي التفاوض المباشر بيننا وبينهم دون شروط مسبقة".

وإسرائيل غاضبة إزاء تبني اليونيسكو الشهر الماضي قرارا "يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى ".

وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتنياهو بالقرار "السخيف" الذي "يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل".

ولم يستخدم النص تسمية "جبل الهيكل" التي يطلقها اليهود على باحة المسجد الأقصى، ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين.

من جانبها، أكدت مصادر فرنسية ترافق ايرولت ان وزير الخارجية سعى خلال لقائه نتنياهو إلى "تبديد سوء التفاهم".

ونقلت المصادر عن ايرولت قوله لنتنياهو أن "الصياغات المؤسفة والمهينة التي كان بالإمكان تفاديها أدت إلى سوء تفاهم. فرنسا تأسف لذلك".

وتابعت أن ايرولت أكد ان "موقف فرنسا حول القدس لم يتغير، القدس مدينة رئيسية للديانات السماوية الثلاث. وهي للمؤمنين كافة من يهود ومسيحيين ومسلمين".

وتوجه ايرولت بعد لقائه نتنياهو في القدس إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أشهر من العمل التحضيري المتكتم وقبل اسبوعين من اجتماع وزاري دولي حول المبادرة.

وسيعقد المؤتمر الدولي قبل نهاية السنة.

وتستضيف فرنسا في 30 مايو اجتماعا وزاريا لتحديد أساسيات المؤتمر الدولي بحضور عشرين بلدا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكن بدون الإسرائيليين والفلسطينيين حتى لا يحكم على الجهود بالفشل مسبقا.

-موقف أميركي مبهم- ويعلم ايرولت أن بوسعه الاعتماد على دعم الجانب الفلسطيني، بينما تعارض إسرائيل بشدة المبادرة الفرنسية لأنها تريد استئنافا فوريا للمفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة.

وانهارت محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين وإسرائيل في ابريل 2014 بعد تسعة أشهر من انطلاقها وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشالها.

وبالإضافة إلى جدالهما حول اليونيسكو، نقلت مصادر مرافقة لايرولت قوله لنتانياهو ان فرنسا لا تسعى أبداً إلى "الاستباق أو التحايل على المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وهي الطريقة الوحيدة لحل الصراع".

وبحسب المصادر، فان ايرولت أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن "المشكلة تكمن في عدم وجود مفاوضات حاليا".

وبينما أحيا الإسرائيليون الذكرى الثامنة والستين لإعلان دولتهم، يحيي الفلسطينيون ذكرى "النكبة" يوم زيارة آيرولت ، لكن الأفاق لم تكن قاتمة كما هي اليوم إلا نادرا.

وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي في ذكرى النكبة "حذرنا مراراً وتكراراً ... من أننا إزاء التجاهل لقضيتنا الوطنية وما يتعرض له شعبنا على أرضه وفي مخيمات الشتات سنسعى إلى تدويل قضيتنا وإعادتها إلى الأمم المتحدة".

وتابع قائلا "نتطلع إلى عقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي لبت الدعوة إليه حتى الآن أكثر من عشرين دولة بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول عربية وأوروبية وغيرها".

وينتظر الفلسطينيون الخاضعون للاحتلال دولتهم بينما تشعر الأسرة الدولية بالقلق حيال إعلان محتمل لموت "حل الدولتين".

وقد اثأر تبادل لإطلاق النار الأسبوع الماضي مخاوف من ان تكون حرب رابعة على قطاع غزة منذ 2008 حتمية.

وأسفرت موجة من أعمال العنف عن سقوط أكثر من مئتي قتيل منذ الأول من أكتوبر. وفي مواجهة خطر تصعيد جديد ورغم الأزمات الأخرى في المنطقة، تقول فرنسا إنها تريد إعادة فرض هذا النزاع على جدول الأعمال وحشد الأسرة الدولية لكن عبر إتباع أسلوب مختلف.

ووافق الفلسطينيون على إعطاء المبادرة فرصة مع وقف تحركاتهم ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

ويلتزم الفرنسيون الحذر إزاء فرص نجاح المبادرة إذ لا يزال احتمال مشاركة الولايات المتحدة مجهولا كما ان وزير الخارجية جون كيري لم يعلن بعد ما إذا كان سيشارك في اجتماع 30 مايو الحالي.



أضف تعليق