العدد 4997 بتاريخ 12-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


الغاضبون" يتولون السلطة في اسبانيا... لكنهم لم يحققوا أهدافهم بعد

مدريد - أ ف ب

بعد خمس سنوات على ولادتها في وسط مدريد، تسببت حركة الغاضبين بزلزال سياسي في اسبانيا وتجاوزت حدودها، لكنها ما زالت بعيدة عن تحقيق أهدافها.

حدث ذلك تحت سماء العاصمة الاسبانية في يوم عيد القديس ايزيدرو حامي مدريد، بينما كانت البلاد تشهد منذ 2008 أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو.

كانت البطالة (أكثر من 20 في المئة من قوة العمل) تدفع بمئات الاشخاص الغاضبين إلى الشارع يوميا. وقد سجلت 21 ألف تظاهرة في 2011 كانت كل منها "مدا بشريا".

في هذه الأجواء وبحدود 15 مايو، كتب نحو عشرة أشخاص - مدونون وناشطون على الانترنت - بيانا غير سياسي يطالب "بديموقراطية حقيقية الآن"، كما يذكر احدهم فابيو غاندارا (31 عاما) الذي أصبح من رواد الأعمال.

وكتب في هذا النص "بعضنا تقدميون وآخرون يميلون إلى أن يكونوا محافظين أكثر (...) لكننا جميعا قلقون وغاضبون في مواجهة المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي".

وبعد اقل من عام على بيان أصدره الناشط السابق في المقاومة الفرنسي ستيفان هيسل يحمل عنوان "اغضب" ويدعو إلى التعبير عن الاستياء، دفع بيان "ديمقراطية حقيقية الآن" بعشرات الآلاف إلى الشوارع.

واعتبارا من 16 مايو قرر المتظاهرون احتلال ساحة بويرتا ديل سول في مدريد.

- عصر سياسي جديد - بقي الغاضبون في الساحة حتى يوليو في فوضى يسودها الفرح لخيم ومنصات ولافتات، ونظموا كذلك تجمعات في المدن الرئيسية في اسبانيا للتفكير بمستقبل أفضل.وقال عالم الاجتماع اليساري خايمي باستور "كان حدثا كبيرا دشن عصرا جديدا".

وأشار إلى أن الحركة التي جرت عندما كان الاشتراكيون في السلطة، كشفت الطلاق بين الشارع والطبقة القيادية التي لم يجد فيها الغاضبون ممثلين لهم.

وفي نوفمبر 2011، تولى اليمين السلطة خلفا للاشتراكيين بعدما فاز بأغلبية ساحقة.

وفي الوقت نفسه كانت حركة الغاضبة الاسبانية تمتد لتصل إلى نيويورك مع حركة "اوكوباي ول ستريت" ومدن أخرى في أوروبا وخصوصا روما.وفي اسبانيا جسدت حركة بوديموس (نستطيع) التي أسسها في يناير 2014 جامعيون استوحوا من الأنظمة الاشتراكية في أميركا اللاتينية، جزءا من تطلعات المتظاهرين.

وقال النائب المدافع عن البيئة خوانتشو لوبيز دي اورالدي القيادي السابق في منظمة غرينبيس للدفاع عن البيئة في اسبانيا والذي انضم إلى "بوديموس" أن "السياسة عادت مجددا لتصبح أداة من اجل تحقيق تغييرات".

وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 2015، أصبح هذا الحزب اليساري الراديكالي "الشعبوي" كما يصفه اليمين، القوة السياسية في البلاد بعد الحزب الشعبي (يمين) والحزب الاشتراكي ولديه مع حلفائه 69 نائبا.

وظهرت حركة أخرى لمكافحة الفساد وسطية وليبرالية اسمها "المواطنة" (سيودادانوس).وولد جيل سياسي جديد. ومن أصل 350 عضوا في البرلمان لم يكن 211 قد شغلوا مقعدا نيابيا من قبل.

وتمكنت مجموعات تضم في صفوفها "غاضبين" من الفوز في بلديات من بينها مدريد وبرشلونة التي ترأس بلديتها اليوم الناشطة السابقة ضد طرد السكان من بيوتهم آدا كولاو التي وصفت المصرفيين "بالمجرمين".

لكن توزع مقاعد البرلمان يجعل من الصعب حكم اسبانيا وتمت الدعوة الى انتخابات جديدة في 26 يونيو.

لكن الناشط في "بوديموس" تريستان ديوانيل عبر عن ارتياحه لهذه التطورات. وقال ان "الشبان باتوا في الاحزاب (...) وحديث الغاضبين -- عن التجدد والشفافية -- تلقفه آخرون" بما في ذلك من اليمين.واعترف في الوقت نفسه بان "التغيير بطيء" مشيرا إلى سلطة رجال المال. وقال "يجب أن نفعل شيئا على مستوى أوروبا".

ورأى خايمي باستور أن مبادرات مثل حركة الخطة باء لأوروبا التي يقودها وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، او "الليل وقوفا" في فرنسا تندرج في إطار هذا المنطق.

ورأى عالم الاجتماع الفرنسي ميشال فيفيوركا ان "هذه الحركات تنتمي الى عائلة واحدة". وأضاف أنها تحتل "فراغا" تركه اشتراكيون "يتبنون تدريجا أفكار اليمين"، وتريد ان "تسير الأمور من الأسفل إلى الأعلى (...) وتلجأ إلى إشكال جديدة من النقاش".

وتابع أن حركة "الليل وقوفا" في فرنسا "ستتطور بقدر ما تعني مزيدا من الناس"، كما حدث في اسبانيا.



أضف تعليق