«الدرع» الأميركية على أبواب روسيا
الوسط – المحرر الدولي
دخلت المواجهة الروسية - الأميركية في أوروبا مرحلة جديدة مع تدشين منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا. واعتبرت موسكو أن المشروع موّجه ضدها ويهدد الأمن الاستراتيجي للقارة، وتعهدت برد متكافئ «ذي طابع عسكري تقني» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (13 مايو / أيار 2016).
وغدت مراسم تشغيل جزء من الدرع في قاعدة سوفياتية سابقة في ديفيسيلو جنوب رومانيا أمس، أضخم تحدٍّ لموسكو التي تخوض مواجهة ديبلوماسية منذ سنوات ضد مشروع واشنطن لنشر شبكة صاروخية ضخمة في أوروبا، والذي تعتبره جزءاً من مساعي تطويق روسيا عسكرياً وإضعاف قدراتها، إلى جانب جهود توسيع الحلف الأطلسي شرقاً عبر ضم جمهوريات سوفياتية سابقة، ونشر قوات وآليات على طول الحدود الروسية- الأوروبية.
وأكد الكرملين قلقه من التطور، الذي وصفه بأنه «غير مفاجئ»، خصوصاً أن تدشين بدء تشغيل الدرع مقرر منذ فترة طويلة. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إن «الدرع الأميركية تزيد مستوى التحديات بالنسبة إلى الأمن القومي الروسي».
وشدد على أن موسكو تتخذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لضمان المستوى الضروري لأمنها القومي، موضحاً أن «واشنطن بررت في مرحلة أولى قرار نشر الدرع الصاروخية بوجود خطر مصدره إيران. لكن الوضع حول الملف الإيراني تغير جذرياً بعد إبرام الاتفاق النووي، ما يثبت تأكيدنا منذ بداية هذه القصة أن نشر الدرع تهديد للاتحاد الروسي».
وخلال احتفال التدشين قال روبرت وورك، مساعد وزير الدفاع الأميركي، وهو يقف أمام بناء خرساني رمادي ضخم بارتفاع 20 متراً ضم الدرع ورُفِع عليه علم الولايات المتحدة: «ما دامت إيران تواصل تطوير صواريخ باليستية وتنشرها ستظل الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للدفاع عن الحلف الأطلسي».
أما الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، فأشاد بـ «نظام يمثل تعزيزاً مهماً لقدرة الدفاع عن الحلفاء الأوروبيين ضد انتشار صواريخ باليستية تنطلق من خارج المنطقة الأوروبية الأطلسية»، خصوصاً من الشرق الأوسط.
واعتبر ستولتنبرغ أن موسكو «يجب ألا تخشى شيئاً، لأن الموقع في رومانيا مثل ذلك الذي سيُشيّد في بولندا، ليس موجهاً ضدها، إذ يضم لواقط قليلة من طراز أس أم 2 لا تستطيع اعتراض الصواريخ الروسية الباليستية العابرة للقارات».
لكن مدير قسم شئون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، شدد على أن الدرع الصاروخية الأميركية ليست منظومات دفاعية بحتة، بل تضم صواريخ عامودية من طراز «مارك 41» تنتهك معاهدة إزالة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي وقعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق عام 1987.
وكانت وزارة الدفاع استبقت احتفال التدشين بإعلان «رزمة» تحركات «ستشكل رداً متكافئاً». وذكّرت بأن «موسكو دعت واشنطن مرات لمناقشة موضوع نشر درع صاروخية عالمية مشتركة بعد تحديد التهديدات المعاصرة على القارة الأوروبية». لكن الأمير العام لـ «الناتو» ستولتنبرغ قال في رومانيا إن «الحلف عرض على موسكو مرات الشفافية والحوار والتعاون بلا جدوى، قبل وقف الحوار في 2013، وهو أمر يثير القلق».