"رسالة مواطن"... هل سكرتير الرئيس رئيس بحد ذاته؟

سلطة السكرتير في بعض المؤسسات تكون أقوى من الرئيس. هل هو تخويل مطلق من الرئيس للسكرتير لكون الرئيس دون المستوى ولا تتوافر فيه المعرفة الكافية لإدارة إدارته. ولهذا السبب يخول السكرتير باتخاذ اللازم. لعدم قدرته على مواجهة حتى موظفيه، وتكون مهمة السكرتير الأساسية تطفيش الموظفين والمراجعين.
لذلك فإن القيادة ليس معناها إصدار أوامر وتعليمات والتهرب من المواجهة. وإنما معناها الأدق الكفاءة التي تجعل له تأثيراً فعالاً في مرؤوسيه. أن التخويل المطلق للسكرتير يجعله يعتقد أنه هو المسئول في اتخاذ القرارات. وتكون هذه القرارات في بعض الأحيان مزاجية. ولا تستند إلى الأنظمة والقوانين. الموظف المتضرر من قرار رئيسه (السكرتير بالأحرى) يذهب إلى الأعلى. ويفاجأ بأن رئيسه الفعلي لا يعلم شيئاً عن الموضوع. وأن السكرتير هو من اتخذ القرار الخاص بالموظف من دون الرجوع إلى الرئيس. وعندما يسأل السكرتير عن ذلك. يكون الرد الرئيسي هو خولني وأعطاني الصلاحية من دون الرجوع إليه. لذلك تجد أكثر الموظفين العارفين يتجهون دائماً نحو التودد للسكرتير؛ لأنهم يعرفون أن مصالحهم ورضا الرئيس يمر عبر بوابته. وهذا سببه تنازل الرئيس أو القائد عن سلطته له. وطبعاً هذا أسلوب غير عملي للقيادة وتهرب من المسئولية. وفي مثل هذا الأسلوب القيادي يسود القلق والتوتر بدرجة كبيرة في محيط العمل. حيث لا يوجد توجيه حقيقي ولا توجد رقابة فعالة.
إن هذا الأسلوب القيادي يذهب إلى حد فقدان المسئول القدرة على الاحتفاظ بالمناخ الإداري، وفقدان القدرة على القيادة واتخاذ الرأي النهائي.
لذلك وجب أن تكون هناك أسس سليمة لاختيار المسئولين، ولكن مع الأسف فالاختيار دائماً يكون لأولئك الذين يعطسون عندما يعطس رئيسهم، ويضحكون عندما يضحك رئيسهم.
خليل النزر