بالصور... العريبي خريجة الفنون ومريضة السكلر التي صنعت من ألمها أملاً بتعليم الأطفال
جد علي - محمد الجدحفصي
تخرجت الشابة سكينة العريبي من كلية الفنون في عام 2008 آملة التوظيف، حيث كانت في قمة حماسها وشغفها للتكوين المستقبلي ما بعد الجامعة، غير أنها اصطدمت في واقع الانتظار كحال الكثيرين غيرها، فضلاً عن أنها كانت تحمل ألم معاناة مرض السكلر الذي صنعت منه أملاً جديداً من خلال تعليمها الأطفال الفنون التشكيلية.
تقول الشابة العريبي: "في عام 2015 بدأت بتغيير فكرة مشروعي من عمل مجسمات ووسائل إلى عمل دورات تعليمية للأطفال، وهذه الانطلاقة تكوّنت عند رؤية أول لوحة أنتجتها ابنتي والفرحة في عينيها بما أنجزت، وكان مردود الفعل عليها إيجابياً من حيث حبها لتقديم المزيد وشغل وقت فراغها وإخراج الموهبة الكامنه بداخلها".
ويتميز مشروع العريبي بأن الطفل يخرج من الدورة بمعلومات جديدة واستفادة كبيرة وراحة تامة، فيؤثر بشكل إيجابي على شخصيته ويتحقق الهدف الذي أسعى إليه، وهو إخراج جيل قادر بإنجازه وقوة شخصيته على المضي قدماً في هذه الحياة. وتوضح قائلةً: "فكرتي نابعة أولاً من حبي للتعامل مع الأطفال، فهم بحاجة لشخص يتعامل معهم بطرق مختلفة تبعاً لاختلاف شخصياتهم. والطفل لدينا لا ينجز عملاً فقط وإنما نصبح أسرة واحدة تربطنا صداقة جميلة معهم، فيكتسب مهارة التعامل مع الآخرين وتكوين مهارات وإخراج المكنون الداخلي من المواهب والهوايات، فنحن وبعد كل دورة نعطي أولياء أمور الأطفال تقريراً عن طفلهم ونحثهم على مواصلة الاهتمام بالطفل بما يناسب قدراته".
ولا تخفي العريبي أنها واجهت الكثير من التحديات والصعوبات، منها تهيئة مكان يلائم الأطفال والصعوبات المادية والتسويقية للمشروع: "كما أن مرضي الذي يلازمني دائماً فأنا مصابة بفقر الدم المنجلي (السكلر) ومع هذا لم أيأس، وأحاول في الوقت الذي أكون بكامل صحتي أن أخصّصه لعمل دورات للأطفال، وكان أصعب ما واجهته وأواجهه هو تحديد وقت الدورة للأطفال حيث إنني أحسبها بالأيام والدقائق، خوفاً من أن أصاب بنوبة سكلر وقت الدورة، ولكن ولله الحمد دائماً من يتوكل على الله فهو حسبه".
كان كل تحدياً بالنسبة للشابة العريبي، خصوصاً في أول دورة لها، وتقول: "بما أننا في البداية فضغطنا على أنفسنا وخصوصاً بالنسبة للعائد المادي للدورة، حيث كان بمثابة مبلغ رمزي يكاد لا يغطي النفقات، ولكن بعد إتمام الدورة أعطانا حافزاً للمواصلة، خصوصاً مع ردود الفعل الحماسية والإيجابية من أهالي الأطفال المشاركين، وشيئاً فشيئاً اكتسبنا سمعة طيبة وخبرة ومهارة في هذا المجال، واستطعنا أن نتدارك أي صعوبة قد تواجهنا بالعمل الجماعي، فكنت واحدة وبعدها اثنتان ونحن الآن ثلاث أخوات عاطلات عن العمل رسمياً، ولكن عاملات مجتمعياً ولله الحمد".
وترى العريبي أن المرأة البحرينية قادرة على الدخول في جميع المجالات، ولكنها تجد أن القدرة المالية للفرد والعادات والتقاليد لازالت موجوده أمام المرأة البحرينية عند الدخول في أي مجال. وتتمنى العريبي أن تتمكن من تطوير مشروعها الخاص لتجعله معهداً رسمياً لتطوير المهارات والهوايات لدى الأطفال، ويشمل أقساماً عديدةً تتناسب والقدرات المالية للمجتمع البحريني.