المنزل 1404 بكرانة... 24 شخصاً يعيشون فيه... المطبخ على الدرج... وأخوان يترقبان «بيت العمر»
كرانة - علي الموسوي
لم يعد المنزل صالحاً للسكن، فجدرانه متصدعة، وغرفه لا تتسع لقاطنيه، وتمتلئ زواياه بالخوف من وقوعه في أية لحظة، ونظرة سريعة على مدخله الحديدي القديم، تغني عن كشف ما يخبئه، وعلى رغم ذلك مازال أصحابه متمسكين به، ليس لشيء سوى عدم وجود البديل الذي يقيهم من خطر «البيت الآيل للسقوط».
ذلك هو منزل عائلة خضير في قرية كرانة، المنزل رقم (1404) الذي يعيش فيه نحو 24 شخصاً، ضمن عائلات مركبة، تنتظر اتصالاً يردها من وزارة الإسكان، حاملاً رسالة مفادها «حياكم الوزارة للسحب على وحدة سكنية»، لتبدأ خيوط الحلم الممتد لأكثر من 16 عاماً بالظهور، وتترقب الاكتمال والتحقق، عبر مسك مفتاح تلك الوحدة السكنية.
الشاب علي خضير، أحد أبناء العائلة، يعيش مع أبنائه الأربعة، ويعود طلبه إلى العام 2000، فتح منزلهم على مصراعيه، ليكشف لـ «الوسط» ما تخفيه الجدران المتصدعة، ومنذ لحظة الدخول إلى البيت يظهر الدرج المؤدي إلى المطبخ أولاً، أو بعبارة أوضح «استراحة الدرج» التي يستغلها خضير بوضع فُرن صغير، وإلى جانبه خزان ماء، وبعض الحاجيات المستخدمة في الطبخ، وبابتسامة متفائلة يقول خضير وهو يشير بيده إلى تلك الأجهزة والأدوات «هذا هو المطبخ».
وينتقل خضير إلى جزء آخر، وهو يصعد الدرج، فيقول هنا غرفتان، وهذا مطبخ آخر مطلٌّ على غرفة أخي عيسى، فهو الآخر ينتظر الحصول على وحدة سكنية.
وتتكشف المعاناة أكثر، عندما كشف خضير أن الجزء الآخر من منزلهم تعيش فيه زوجة والده، ومعها ولداها وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعيشان في غرفة لا يخرجان منها، فهما لا يقدران على الحركة.
ويخلص في سرد معاناة انتظار الحصول على وحدة سكنية، إلى أن «من ينتظر بيت الإسكان وهو يعيش في مكان صالح للسكن، ومرتاح فيه، أهون بكثير ممن يعيش في مكان ضيق وغير صالح للسكن».
وإلى جانب العائلة المذكورة، التقت «الوسط» رجلاً كان يهم برمي القمامة في حاوية النفايات، وهو جار العائلة، فذكر قصته مع وزارة الإسكان، ومحاولاته الممتدة إلى نحو 10 أعوام، لتقديم طلب الحصول على وحدة سكنية، إلا أن الوزارة ترفض ذلك بحجة أنه يملك عقاراً (بيت).
ويقول: «نحن 11 فرداً في العائلة، ونعيش في بيت ضيّق، وعلى رغم شرح معاناتنا للوزارة، فإنها ترفض قبول طلبنا».