ماهو "اللنج" في البحرين؟
المنامة - علي أبوحمد
تُعتبر صناعة السفن أو "اللنج" باللهجة الدارجة، صناعة أصيلة ومتغلغلة في الهوية البحرينية كون البحرين جزيرة. وطوّر الحرفيون البحرينيون المهرة "القلاليف"، على مر القرون العديد من أنواع القوارب حسب وظيفة كل منها، بدءاً من صيد السمك إلى الغوص وصيد اللآلئ ونقل الأمتعة والناس. وتتطلب هذه القوارب المصنوعة غالباً من الخشب المستورد من الهند درجةً عاليةً من الدقة لضبط توازنها في عرض البحر، ما يدل على المهارة التي يتصف بها الحرفيون البحرينيون في صنعها.
ويمر صنع القوارب بعدة مراحل، حيث يبدأ القلاف بصنع قاعدة القارب التي تسمى "البيص"، وتتميز بالسماكة الشديدة لتستطيع الصمود من التلف والتآكل نتيجة الوجود المستمر في الماء. ويختلف حجم البيص الذي يقاس بالأذرع بحسب حجم القارب المطلوب، ويتم صنعه باستخدام خشب "الساج" الذي كان الأجداد يستوردونه من الهند سابقاً.
وتتنوع أنواع القوارب كما هو تنوع حجمها واختلاف استخدامات كلٍ منها، وأهم أنواع القوارب القديمة والتي تستخدم للغوص وصيد اللؤلؤ غالباً هي: البوم وهو أكبر القوارب حجماً وقوة، البتيل وهو أقدمها، الجالبوت وهو من سفن الغوص، السنبوك، الكيت وهو قارب صغير للنقل للسفينة، الشوعي، البقارة، الصمعة، الدنكية والبانوش.
ويستغرق بناء اللنجة الكبيرة في الماضي ستة شهور تقريباً، ويتعاون في صنعها الأستاذ وهو الأكثر خبرة مع ستة من القلاليف، ويقضون أوقات عمل متواصلة بدءاً من شروق الشمس وحتى الغروب دون توقّف إلا للصلاة أو تناول الغذاء، ويطلق على القوارب جديدة الصنع اسم "الأوشار"، وتتم لها مراسم احتفالية خاصة لجرّها وإنزالها إلى البحر حيث يتم إنشاد قصائد خاصة في هذه المناسبة.