ماذا تعرف عن الصندوق المبيت البحريني؟
المنامة- علي أبوحمد
ترتبط حرفة صناعة الصناديق المبيتة بمظاهر الأعراس القديمة في البحرين وفي الخليج عموماً، والتي يحافظ البعض عليها حتى الآن، ويُعرف الصندوق باسم "المبيّت" لأنه كان يحوي هدايا العريس للعروسة، من ملابس وحلي وعطور وبخور ويوضع في بيت الزوجية من قبل الزفاف بليلة، ثم يهدى إلى العروس في الزفاف، فسُمّي بهذا الاسم كونه يبيت في المنزل.
ويُعتبر صنع واستخدام الصندوق المبيت من التراث البحريني المستورد من الهند قبل عصر النفط، وهو نوع من الصناديق الخشبية، تستخدم غالباً لحفظ وتخزين الملابس والمصنوعات الذهبية وغيرها من المقتنيات الثمينة مثل الأموال والوثائق والمستندات الرسمية. ويتم إغلاق الصناديق بإحكام حرصاً على موجوداتها من الضياع أو السرقة، وتمتاز بعضها بثقل حجمها بحيث يتعذر نقلها من مكان إلى آخر بسهولة.
ويصنع الصندوق المبيّت في الغالب النجار باستخدام خشب "الساج" أو "السيسم" وهي من أنواع الخشب المقاومة للتلف لمدة طويلة، وتميل ألوانها من البني إلى البني المائل للسواد. ويتفنن النجار في زخرفتها باستخدام مسامير معدنية خاصة من النحاس أو الفضة تتميز باللمعان. ويستغرق تجهيز صندوق من الحجم الكبير 7 أيام أحياناً حيث يحتاج النجار فيه إلى غرس نحو 4 آلاف مسمار.
ومازال المجتمع البحريني يباشر بنفسه صناعة الصناديق المبيّتة على أيدي الشباب الهواة أو النجارين القدامى، والذين بدورهم أدخلوا عليه بعض التصاميم والاستخدامات الحديثة التي تتناسب مع تطورات العصر ولكن بالحفاظ على الصبغة الشعبية التراثية.
يذكر أن الصناديق المبيّتة تقتصر في الوقت الحاضر على استخدامها كهدايا تذكارية أو لتزيين المنزل، وذلك لإعطاء طابع شعبي للمجالس والديوانيات في البحرين.