الشيخ الصفار: لا نهضة حضارية للأمة مع العزلة والروح الانهزامية
الوسط - المحرر الدولي
قال عالم الدين السعودي الشيخ حسن الصفار ان النهوض الحضاري للأمة الإسلامية لن يتحقق في ظل حالة العزلة والروح الانهزامية والخشية من الانفتاح على منجزات الحضارة الحديثة والثقافات الأخرى.
جاء ذلك خلال حديث اليوم الجمعة (6 مايو / أيار2016)، في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الصفار في حديثه عن المبعث النبوي ان الحضارة الاسلامية عندما كانت في أوج رقيها لم تكن تخشى الانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.
وأضاف ان المسلمين عندما تملكتهم الروح الانهزامية جعلوا ينظرون لمنجزات الآخرين بعين الريبة والشك.
ومضى يقول ان "الاسلام لم يرب ابناءه على القطيعة والإعراض عن ما عند الآخرين ولو كان حسنا". مضيفا بأن الشريعة مضت باستمرار نحو تشجيع كل ما هو ايجابي عند الآخرين قولا أو فعلا.
وتابع ان الحضارة الاسلامية لم تحدث قطيعة مع الحضارات التي سبقتها بل بنت عليها واستفادت منها وأخذت من تجاربها.
وأوضح بأن هذا الذي قاد إلى ترجمة العرب للعلوم الطبيعية والانسانية المختلفة التي تركتها الحضارات السابقة ومن ثم تطويرها والاضافة عليها، وهو ما شكل لاحقا أساسا لانطلاق الحضارة الغربية الحديثة.
ومضى يقول ان النهوض الحضاري للمسلمين لن يأخذ طريقه في ظل حالة الانغلاق التام على الذات والقطيعة مع الآخرين "فذلك خلاف مسيرة الحضارات".
وأضاف بأن السبيل إلى النهوض لن يتأتى إلا على ذات المنوال الذي فعله المسلمون الأوائل بالانفتاح على الحضارات الأخرى واستيعاب منجزاتها والبناء عليها.
وقال الشيخ الصفار ان الاسلام لم يبدأ مسيرته انطلاقا من نقطة الصفر وإنما كان امتدادا وتصديقا للشرائع والرسالات السماوية السابقة.
وتابع يقول ان ألإسلام لم يتنكر للرسالات والكتب السماوية السابقة وإنما هناك 18 آية في القرآن الكريم وصفت الإسلام بأن جاء مصدّقًا لتلك الرسالات.
وأوضح أن النصوص الدينية التي تحدثت عن التحريف الذي طال الشرائع السماوية الأخرى لم تصل إلى حد إبطال تلك الشرائع جملة وتفصيلا.
وقال ان الاسلام على المستوى العربي لم يحدث قطيعة نهائية مع كل عادات وتقاليد وتاريخ العرب في عصر الجاهلية وإنما أبقى على بعض العادات الطيبة التي كانت سائدة في المجتمع العربي آنذاك.